أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بأن مستوطنين اثنين قتلا بعملية إطلاق نار في بلدة حوارة قرب نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، في البداية، إنها تعمل على "إنعاش شخصين أطلق عليهما رصاص بالقرب من قرية حوارة"، لكنها عادت وأعلنت عن مقتلهما.
وأشارت إذاعة "كان" الإسرائيلية إلى أن المنفذ ترجل من المركبة وتأكد من هوية شخصين على أنهما مستوطنان، ثم أطلق النار عليهما داخل مغسل سيارات في حوارة، وانسحب من المكان.
قوات الاحتلال تقتحم بلدة عوريف جنوب نابلس بحثا عن منفذي عملية إطلاق النار في حوارة. pic.twitter.com/bXT33br3O7
— شبكة قدس فيد (@quds_feed) August 19, 2023
وقالت الإذاعة واصفة ما حدث بـ"فشل أمني ذريع" إن المستوطنين تعرضا لإطلاق النار وجرى تقديم الإسعاف الأولي لهما من قبل فلسطينيين، للاعتقاد بأنهما من "عرب" الداخل الفلسطيني، وكذلك لم يتدخل جيش الاحتلال فوراً ظنا منه أن ما حدث جريمة جنائية.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال عدة قرى في محيط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية بحثاً عن منفذي العملية، بالتزامن مع إغلاق عدد من المحاور في المدينة.
كما داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، مسجد بير قوزا، ومحلاً تجارياً، في بلدة بيتا جنوب نابلس، للبحث في كاميرات المراقبة، وملاحقة منفذ عملية حوارة، فيما اندلعت مواجهات في البلدة، خلال اقتحامها، دون وقوع إصابات.
وأوضح أمين سر حركة فتح في حوارة كمال عودة لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال أغلقت الشارع الرئيسي في بلدة حوارة، ونشرت جنودها فيه، كما أغلقت كافة المداخل الرابطة بين حوارة والقرى والبلدات المحيطة، ومنعت الدخول أو الخروج من حوارة.
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية على الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة نابلس، وأغلقت بعضها، بعد عملية إطلاق النار.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت عاملين في مغسل للسيارات بحوارة قتل فيه المستوطنان.
وفيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض الحصار على بلدتي حوارة وبيتا جنوب نابلس، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بيتا، ما أوقع إصابات، حيث تواصل قوات الاحتلال البحث والتمشيط لملاحقة منفذ العملية.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، في بيان صحافي، أنّ طواقمه تعاملت خلال مواجهات بلدة بيتا مع 23 حالة استنشاق غاز، وجرى إخلاء عائلة من 5 أفراد من داخل مركبة.
وأشار الهلال الأحمر إلى أنه تم تعزيز منطقة جنوب نابلس بعدد من سيارات الإسعاف تحسباً لأي طارئ.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات التشديد على الحواجز المحيطة بمدينة نابلس، بعد عملية حوارة، واضطر كثير من الفلسطينيين للبقاء في مدينة نابلس، بسبب إجراءات الاحتلال.
في المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، السبت، إنّ الحكومة ستعمل على تكثيف البناء داخل المستوطنات بالضفة الغربية.
وفي خضم تعقيبه على عملية إطلاق النار في بلدة حوارة، أضاف في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يواصل هجومه في الضفة الغربية وأن يعيد الردع والأمن بينما نعمل في الوقت نفسه على تكثيف البناء وتعزيز المستوطنات في المنطقة"، في إشارة إلى الضفة الغربية.
وبهذه العملية، يرتفع عدد القتلى المستوطنين جراء عمليات المقاومة الفلسطينية إلى 32 قتيلاً منذ بداية العام الجاري، وهو رقم قياسي، وفقا لمصادر إسرائيلية.