مقتل مدنيين بقصف للنظام السوري على إدلب... وتركيا تعزز قواتها

05 مارس 2021
لم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية بمعارة الإخوان ومعرة مصرين (عبد المنعم عيسى/ فرانس برس)
+ الخط -

تسبب القصف المدفعي لقوات النظام السوري شمال غربي سورية، صباح اليوم الجمعة، على ريف إدلب الشمالي بوقوع ضحايا في صفوف المدنيين.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة قرية بزابور في منطقة جبل الأربعين جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين. 

إلى ذلك، أغارت الطائرات الحربية الروسية، صباح الجمعة، على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب، شمالي غرب سورية. وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الروسية استهدفت بغارتين على الأقل صباح اليوم الجمعة أطراف بلدتي معارة الإخوان ومعرة مصرين الشمالية الغربية في ريف إدلب الشمالي، دون أن ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

من جهتها، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة محيط بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي، إضافة إلى قصفها اليومي المعتاد لمناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي.  

إلى ذلك، أدخلت تركيا الليلة الماضية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب تعزيزات جديدة إلى سورية. 

وذكرت المصادر أن التعزيزات تضم نحو 15 آلية محملة بالمعدات العسكرية واللوجستية، توجهت إلى النقاط التركية في ريف إدلب القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام السوري.

وتعزز تركيا باستمرار قواتها في منطقة إدلب، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها لحماية تلك المناطق، وردع النظام السوري وروسيا عن شن أي عمل عسكري يتسبب بموجات نزوح جديدة إلى حدودها.

قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة محيط بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي، إضافة إلى قصفها اليومي المعتاد لمناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي

 

وتشير تقارير صحافية إلى وجود نحو 12 ألف جندي تركي، فضلاً عن آلاف الآليات العسكرية في المنطقة الخاضعة لاتفاقٍ بين موسكو وأنقرة.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، تحييد قواتها عناصر من قوات "قسد" في ريف حلب الشرقي.

وذكرت الوزارة، في بيان لها، أن قوات "الكوماندوز" التركية استهدفت 5 عناصر من "قسد" أثناء محاولتهم التسلل إلى مناطق سيطرتها مع الجيش الوطني شمالي البلاد.

وأعلنت الوزارة قبل يومين أن قواتها حيدت عنصرين في تنظيم "داعش" وقوات "قسد" في الشمال السوري.

وفي شمالي البلاد، بدأ "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا برفع سواتر ترابية في مدينة الباب شرقي حلب، تفصله عن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام السوري، وذلك بهدف الحد من الاختراقات الأمنية في المنطقة، وسط مطالبة الأهالي بإجراءات جذرية وأكثر صرامة لمواجهة تزايد التفجيرات هناك.

وقالت مصادر الجيش الوطني إنه يعمل على حفر خندق ورفع سواتر على طول خطوط الجبهة، للحد من دخول السيارات المفخخة إلى المنطقة، حيث سيتم العمل أيضا على إيقاف كل عمليات التهريب في المنطقة، وذلك من أجل حماية الأهالي.

وتشهد مدينة الباب شرقي حلب حالة من الانفلات الأمني منذ عدة أشهر، تمثلت باستهداف السيارات بالعبوات اللاصقة، وعمليات التفجير ضمن الأسواق، إضافة إلى عمليات الاغتيال المتكررة التي طاولت مدنيين وعسكريين على حد سواء.

إلى ذلك، أنشأت القوات الروسية، أمس الخميس، موقعاً عسكرياً لها شمالي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، تزامناً مع انتهاء مليشيا فاطميون الأفغانية من بناء معسكر محمية التليلة التدريبي.

قالت مصادر الجيش الوطني إنه يعمل على حفر خندق ورفع سواتر على طول خطوط الجبهة، للحد من دخول السيارات المفخخة إلى المنطقة، حيث سيتم العمل أيضا على إيقاف كل عمليات التهريب في المنطقة، وذلك من أجل حماية الأهالي

 

وبحسب موقع "عين الفرات" المحلي، فإن الموقع العسكري يقع شمالي جبال الهرم وجبال المزار على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمالي تدمر على مساحة نحو 20 هكتاراً ضمن تلة مرتفعة تؤمن له الأفضلية بالرصد والاستطلاع، مشيراً إلى أنه يحتوي على مهبط طيران مروحي، ومدرج طيران حربي، لكن لم تتضح معالمه بعد. 

وأوضح أن بداية تأسيس الموقع العسكري المذكور كانت في شهر سبتمبر/ أيلول 2019، وتوقفت حينها لأسباب مجهولة، لتعود عملية الإنشاء، مطلع الشهر الجاري.

وفي جنوب البلاد، اغتال مسلحون مجهولون، الليلة الماضية خلال هجومين منفصلين، عنصراً من قوات النظام، وآخر سابقاً بالجيش الحر في ريف درعا.

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

وذكر "تجمع أحرار حوران" المحلي أن مجهولين اغتالوا بطلق ناري المجند في قوات النظام أحمد يونس الصفدي على الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة الدلي، فيما استهدف مسلحون آخرون أنس عدنان حسني الحاج علي بالرصاص المباشر على طريق مؤسسة الإسمنت جنوب مدينة جاسم شمال درعا، ما أدى لمقتله على الفور.

وأشار التجمع إلى أن الحاج علي ينحدر من مدينة جاسم، وكان يعمل لدى فصيل "لواء جيدور حوران" التابع لفصائل المعارضة سابقاً، ولم ينضم إلى أي تشكيل عقب إجرائه التسوية.

وتأتي هاتان العمليتان بعد يوم واحد من اغتيال مسلحين مجهولين مساعداً في قوات النظام ومتعاونين اثنين في مخابراته العسكرية بريف المحافظة الشرقي.

 

"قسد" تسيطر على مؤسسات للنظام

سيطرت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على مزيد من المؤسسات التابعة للنظام السوري في محافظة الحسكة شمالي غرب البلاد، فيما أعلنت تركيا قتل عدد من عناصر "قسد" حاولوا التسلل إلى مناطق نفوذها شمالي سورية. 

وذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام السوري أن "قسد" أنذرت العاملين في مؤسسة "إكثار البذار" التابعة للنظام بالحسكة، بضرورة إخلاء مقرات عملهم تمهيداً للاستيلاء عليها.

وأوضحت الصحيفة أنه سبق لـ"قسد" الاستيلاء على طابقين في إدارة المؤسسة، وتركت طابقا واحدا، إذ تطالب اليوم العاملين فيه بتسليم مكاتبهم.

ونقلت الصحيفة عن عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة في الحسكة أحمد الإبراهيم قوله إنه جرى التوجيه للعاملين بعدم ترك مقرات عملهم والالتزام بدوامهم، مضيفا أن "قسد" لم تقم حتى الآن بالسيطرة على مؤسسة "إكثار البذار"، إذ هناك مفاوضات معها لوقف ذلك.

خرجت دفعة جديدة من القاطنين في مخيم الهول، الذي تسيطر عليه "قسد"، فيما أعلنت بلجيكا عزمها استعادة أطفال ونساء يحملون جنسيتها محتجزين في مخيم الهول ومخيم آخر

 

وكانت "قسد" قد سيطرت قبل أيام على عدة مراكز أعلاف، تابعة للنظام السوري في محافظة الحسكة. كما سيطرت، في 14 فبراير/ شباط الماضي، على 3 مطاحن تعود لحكومة النظام في مدينتي القامشلي والحسكة.

مخيم الهول

إلى ذلك، غادرت 65 عائلة من أهالي محافظة دير الزور مخيم الهول بريف الحسكة، ووصلت إلى قرية الصور بريف دير الزور، مساء أمس.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنه تم منح المغادرين بطاقات وأوراقا شخصية، وإرسالهم إلى مناطقهم في كل من هجين والباغوز والشعفة والسوسة بريف دير الزور.

وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، أن بلاده سوف تستعيد أطفالا محتجزين في مخيم الهول، تنفيذا لحكم محكمة صدر عام 2019 إلى جانب بعض الأمهات على أساس كل حالة على حدة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن دي كرو قوله أمام البرلمان البلجيكي، أمس الخميس، إن الوضع في مخيم الهول "يتدهور بشكل خطير".

ويوجد نحو 20 قاصرا بلجيكيا و11 امرأة أخرى في مخيم "روج" الأصغر حجما في منطقة المالكية بمحافظة الحسكة الحدودية مع العراق، بينما يقيم الأطفال في مخيم الهول.

وشدد رئيس الوزراء البلجيكي على ضرورة بذل كل جهد ممكن لإخراج الأطفال من المخيمات، مشيرا إلى "خطورة تحول هؤلاء الأطفال إلى متشددين".

وكانت محكمة في بروكسل قد أمرت الحكومة، في ديسمبر/ كانون الأول 2019، بالمساعدة في استعادة 10 أطفال ولدوا في سورية لمقاتلين بلجيكيين في صفوف تنظيم "داعش"، لكن بلجيكا لم تعدهم حتى الآن.

وتتقاعس الدول الأوروبية، حتى الآن، في إجراءات عودة مواطنيها المنضمين لتنظيم "داعش"، وتعتبر أطفال المتشددين ضحايا، لكنهم في الوقت ذاته مصدر تهديد، بدعوى أنه من الصعب إعادة دمجهم في المجتمعات الأوروبية.

وكانت الأمم المتحدة قد حثت، في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دول العالم على إعادة توطين آلاف الأطفال العالقين في مخيم الهول، إذ وصف مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، خلال اجتماع افتراضي لمجلس الأمن الدولي، الظروف التي يعيش فيها الأطفال من عوائل "داعش" بالمروعة، معتبرا أن إنقاذهم من المسائل الأكثر إلحاحا في العالم حاليا.

وأوضح أن 27 ألف طفل، الكثير منهم من أبناء مسلحي تنظيم "داعش"، لا يزالون عالقين ومتروكين لمصيرهم في المخيم، حيث يواجهون خطر التشدد، بالإضافة إلى خطر التعرض لهجمات من قبل أنصار "داعش".

"الائتلاف" يدعو إلى سحب المسلحين العراقيين
دعا رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، نصر الحريري، إلى سحب المسلحين العراقيين الموجودين إلى جانب قوات النظام من سورية بشكل فوري وكامل، حفظاً لقواعد حسن الجوار وانطلاقاً من سياسية الحكومة العراقية بترسيخ مبدأ عدم استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على أي من الجيران.

وعبّر الحريري في رسالة وجّهها، اليوم الجمعة، إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن أسفه من استمرار تدخل قوات عراقية في الشؤون السورية وانحيازها إلى جانب نظام بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري، مشيراً إلى أن جمهورية العراق نزفت الكثير من الدماء ودفعت أثماناً باهظة وكبيرة بسبب إجرام المليشيات والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية.

 

ورفض في الرسالة أن تتحول سورية إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية، مؤكداً ضرورة العمل على إخراج جميع القوات الأجنبية من سورية وعلى رأسها القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها، ومواجهة المشروع الإيراني، الذي وصفه بـ"الخبيث" والذي يتغلغل في المنطقة العربية.

وفي سياق منفصل، قتل ثلاثة مدنيين وأصيب تسعة آخرون بجراح نتيجة سقوط نحو 10 صواريخ بعيدة المدى على منطقة ترحين التي تحوي حراقات نقط بدائية، وسوقاً لبيع المحروقات قرب مدينة الباب، شرقي حلب.

وقال الناشط أحمد خليل لـ"العربي الجديد" إن الصواريخ استهدفت منطقة حيوية، وأشار إلى أن مصدرها قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية على الساحل السوري، ومطار كويرس الخاضع لسيطرة النظام بريف حلب.

وأوضح أن فرق الدفاع المدني ما زالت تبحث عن ناجين بين الصهاريج التي استهدفت، وأنها ما زالت مستمرة بإطفاء النيران التي اندلعت في المنطقة.