مقتل عنصر ثانٍ من أمن السلطة الفلسطينية في اشتباكات مخيم جنين

23 ديسمبر 2024
عناصر أمن السلطة الفلسطينية في جنين، 21 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد مخيم جنين اشتباكات عنيفة بين مقاومين وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مما أدى إلى سقوط قتلى وإغلاق المدارس، وسط حملة أمنية مكثفة وإغلاق مداخل المخيم.
- تصاعد التوتر بعد اعتقالات ضد نشطاء الجهاد الإسلامي، مما أدى إلى ردود فعل عنيفة من "كتيبة جنين" واستيلاءها على مركبات السلطة، وسط تحذيرات من انتقال التوتر لمناطق أخرى.
- أدانت حماس انتهاكات أجهزة الأمن الفلسطينية، محذرة من مخاطر ملاحقة المقاومين، ودعت لدعم المقاومة ضد الاحتلال وانتقدت استخدام السلطة للأسلحة ضد المقاومين.

اشتباكات عنيفة شهدها المخيم ظهر اليوم

اضطرت المدارس إلى تعطيل الدوام بسبب الأحداث

يتواصل الحصار على مخيم جنين لليوم الـ19

أعلنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، اليوم الاثنين، مقتل عنصر ثانٍ من أفرادها في تجدد الاشتباكات مع مقاومين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، تزامناً مع تشديد الحصار على المخيم وإغلاق المدارس أبوابها بسبب الأحداث. وأفاد الناطق الرسمي لقوى الأمن أنور رجب، في بيان صحافي، بمقتل الضابط الرقيب أول مهران قادوس، من عناصر الشرطة الفلسطينية، "خلال الأحداث في مخيم جنين"، وهو ثاني قتيل من أفراد أمن السلطة منذ بدء الحملة في جنين. ودعا رجب كل الفلسطينيين إلى "الوقوف صفّاً واحداً مع الأجهزة الأمنية، وتقديم الدعم والتعاون الكامل في ملاحقة" من وصفهم بـ"المجرمين".

ووفقاً لمصادر محلية، عمدت أجهزة السلطة الأمنية إلى إغلاق مداخل مخيم جنين بالسواتر الترابية، وسط اشتباكات عنيفة اندلعت ظهر اليوم بين عناصرها ومقاومين في محيط المخيم. وأفادت المصادر بأن الاشتباكات تركزت في الشوارع المحيطة بمداخل المخيم، حيث استُخدمت الأسلحة النارية بكثافة، وسمعت أصوات إطلاق النار وانفجارات. وأشارت المصادر إلى تعطيل الدراسة في مدارس المدينة ومخيمها اليوم، حفاظاً على سلامة الطلبة والمعلمين، نتيجة لتدهور الوضع الأمني، والخشية من تعرض الطلبة للخطر أثناء تنقلهم أو خلال وجودهم في المدارس.

الصورة
توغل السلطة الفلسطينية في جنين / 21 ديسمبر 2024 (Getty)
سحب آلية للسلطة الفلسطينية جرى إعطابها في جنين، 21 ديسمبر 2024 (Getty)

ويشهد مخيم جنين منذ 19 يوماً اشتباكات بين مقاومين والسلطة الفلسطينية، بالتوازي مع سيطرة الأخيرة على منازل في مناطق مختلفة من المخيم وتحويلها لثكنات عسكرية وطرد سكانها منها، ونشر قناصة عليها. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم شاب وطفل وأحد قادة "كتيبة جنين"، وضباط في أمن السلطة، كما وقعت إصابات بين الطرفين.

إلى ذلك، شنّت أجهزة السلطة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية حملة اعتقالات طاولت عدداً من الشبان في الضفة الغربية، بتهمة الإساءة للضابط ساهر رحيل الذي قتل في اشتباكات جنين، حيث جرى تصوير المعتقلين بالفيديو وهم يقدمون اعتذارات عما صدر منهم. ونُشرت مقاطع الفيديو عبر قناة تحمل اسم "نسر فلسطين" على "تليغرام"، يُعتقد أنها محسوبة على أجهزة السلطة.

وكان التوتر بين المقاومين في جنين والسلطة الفلسطينية قد تصاعد بعد إعلان الأخيرة في 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية الأمنية "حماية وطن"، بهدف "استعادة السيطرة الأمنية" في المدينة.

وشهدت مدينة جنين ومخيمها مسيرات مؤيدة للمقاومة ورافضة لسياسات السلطة الفلسطينية، وإضرابات تجارية لعدة أيام لإنهاء الأزمة وخشية من الأوضاع الميدانية في ظل تواصل الاشتباكات، فيما قدمت العديد من المبادرات على مستوى الضفة الغربية لإنهاء التوتر، لكنها لم تنجح حتى الآن. وكانت فصائل فلسطينية قد حذّرت من احتمال انتقال الأحداث المتوترة التي يشهدها مخيم جنين إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، داعيةً إلى إنهاء الحملة الأمنية على المخيم. في السياق ذاته، أعربت منظمات أهلية فلسطينية عن مخاوفها من تأثير هذه الأحداث على السلم الأهلي داخل المجتمع.

واندلعت الأزمة بعد اعتقالات نفّذتها السلطة الفلسطينية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد "كتيبة جنين" في الخامس من الشهر الجاري على مركبتين تابعتين للسلطة. وأعقب ذلك اعتقال الأخيرة لنشطاء وذوي شهداء من المخيم، ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.

عبرت حركة حماس في بيان لها مساء اليوم الإثنين، عن إدانتها واستنكارها المطلق للانتهاكات الخطيرة التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، ومن تصاعد خطاب التحشيد المجتمعي المناطقي، مشيرة إلى أن من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على النسيج المجتمعي والوطني الفلسطيني.

حماس تحذر من "مخاطر كبيرة" في جنين

من جانبها، دانت حماس، في بيان اليوم الاثنين، حرق منازل المطاردين للاحتلال في مخيم جنين واستخدام أسلحة مثل القاذفات، مؤكدة أنه "كان من الأولى أن تكون بين يد المقاومين لمواجهة الاحتلال وصدّ توغلاته". وحذرت الحركة من "المخاطر الكبيرة التي ترتكبها السلطة في الضفة الغربية على صعيد ملاحقة المقاومين وتبريرها لذلك عبر أكاذيب وادعاءات واهية"، مما "يساعد الاحتلال في تصفية القضية الفلسطينية بثمنٍ بخس وبأيدٍ محلية". ودعت "جميع أبناء الشعب الفلسطيني لليقظة وصد هذه الممارسات الخطيرة الخارجة عن مبادئ الشعب وقيمه الوطنية، والعمل على تكثيف كل الطاقات نحو دعم المقاومة والتصدي لاعتداءات الاحتلال، وإفشال مساعيه للقضاء على المقاومة واستكمال مخطط الضم والتهجير".

المساهمون