أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، مساء اليوم الأربعاء، بأن هجوماً مسلحاً وقع على مقر للشرطة في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، أسفر عن مقتل عنصرين اثنين من قوات الأمن الداخلي (الشرطة).
وأضافت الوكالة أن الهجوم الذي وصفته بأنه "إرهابي"، قد نفذ مساء اليوم الأربعاء، ضد أحد مقرات الشرطة في مدينة تفتان في المحافظة، مشيرةً إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل النقيب محمد ميرشمار، والجندي رضا فسنقري.
وتنشط جماعة "جيش العدل" المعارضة المصنفة في إيران كتنظيم إرهابي، على الحدود الإيرانية - الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر.
وكانت الشرطة الإيرانية قد أعلنت عن مقتل أربعة من عناصر شرطة المرور في هجوم آخر، في يوليو/ تموز الماضي، في المحافظة نفسها. وخلال الشهر نفسه، ذكر الحرس الثوري الإيراني أنه بالتعاون مع وزارة الاستخبارات الإيرانية، تمكن من اعتقال أعضاء خلية مكونة من أربعة أشخاص جنوب شرقي إيران، مشيراً إلى أنهم كانوا بصدّد "تنفيذ هجمات إرهابية".
وتشهد محافظة سيستان وبلوشستان منذ الاحتجاجات التي شهدتها إيران أواخر العام الماضي، تصاعداً في الهجمات على القوات الإيرانية بعد حوادث 30 سبتمبر/أيلول، في مدينة زاهدان، التي جاءت في خضم الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، حيث أدى إطلاق نار على تجمع أمام مقر الشرطة إلى مقتل العشرات من المحتجين، قالت الرواية الرسمية إنّ عددهم وصل إلى 35 شخصاً، فيما يقدّر ناشطون ومواقع معارضة أن العدد بلغ 100 قتيل.
وأعلنت السلطات الإيرانية تشكيل لجنة تحقيق بشأن الحادث، وقالت إنها ستحاسب المتورطين فيه، وعزلت قائد شرطة محافظة سيستان وبلوشستان، وقائد مقر الشرطة الذي أطلقت منه النار صوب المحتجين، إلا أن هذه الخطوات لم ترضِ المحتجين هناك، الذين طالبوا بمحاكمة ومحاسبة من يوصفون بأنهم "الآمرون".