مقتل جندي عراقي في سنجار بعد تعزيزات للجيش في مواجهة مليشيا لـ"العمال الكردستاني"

02 مايو 2022
تسعى السلطات العراقية إلى استعادة السيطرة على كافة أجزاء المدينة (فرانس برس)
+ الخط -

قتل جندي عراقي وأصيب اثنان بجروح خلال معارك الإثنين بين الجيش العراقي ومقاتلين أيزيديين في سنجار.

وقالت مصادر عسكرية عراقية في محافظة نينوى شمالي العراق، إن وحدات عسكرية مدرعة وصلت إلى مدينة سنجار (115 كيلو متراً غربي المحافظة)، بغية تعزيز عملية الانتشار التي تواجه بمعارضة من قبل مليشيات محلية تابعة لحزب العمال الكردستاني، وسط تحليق لمروحيات قتالية في سماء المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.

وتسعى السلطات العراقية في بغداد، إلى استعادة السيطرة على كافة أجزاء المدينة القريبة من الحدود السورية، لكن وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني مع أذرع محلية تابعة له قام بتأسيسها في السنوات الماضية، يحول دون ذلك.

ويتورط عناصر مليشيات "إيزيدي خان"، و"وحدات حماية سنجار"، في مواجهة عملية الانتشار الجديدة للقوات العراقية في المدينة منذ أيام، حيث ترفض دخول الجيش لمناطق وأحياء تسيطر عليها تلك المليشيات، إضافة إلى مبان ومجمعات سكنية وأخرى حكومية تستولي عليها منذ سنوات.

وقال العقيد محمد الجحيشي من قيادة عمليات نينوى في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن الجيش العراقي "استهدف مبنى يتحصن فيه قناصة تابعون لمليشيات خارجة عن القانون، استهدفت جنوداً عراقيين قرب مجمع حطين الواقع ضمن بلدة سنوني شمالي سنجار".

وأكد الجحيشي مصرع عنصرين من مليشيا "أيزيدي خان"، متورطين في عمليات قنص من المبنى الذي جرى استهدافه صباح اليوم وتسويته بالأرض".

وأضاف أن الجيش "قطع الطريق الرابط بين سنجار وناحية سنوني، إضافة إلى عدة طرق أخرى وبدأ عملية انتشار جديدة مع وصول دبابات أبرامز للمدينة وطائرات مروحية قتالية ووحدة قتالية تابعة للفرقة التاسعة بالجيش".

وشدد العقيد العراقي على أن المواجهات "بدأت من اعتراض المسلحين من تلك الجماعات حركة أرتال الجيش العراقي في مناطق عدة من سنجار، بمزاعم أنها مناطق خاصة ولا يمكن للجيش دخولها".

ولفت إلى أن "الجيش أعلن عبر مكبرات الصوت في المدينة أنه سيدخل أي مكان يقرر دخوله في العراق ولا يمكن لأي جهة اعتراضه، وهو ما سيتم فعلا"، وفقا لقوله. لكنه أكد بالوقت نفسه أن الأوضاع في مركز مدينة سنجار "هادئة حتى الآن، على عكس ناحية سنوني الضاحية الشمالية للمدينة، حيث يتحصن هناك مسلحو المليشيات لمواجهة أي تقدم لقوات الجيش، وخاصة بمحيط مجمع حطين الذي تسيطر عليه مليشيا أيزيدي خان".

وقال النائب عن محافظة نينوى حيث تقع سنجار، شيروان الدوبرداني، لـ"فرانس برس"، إن "المعارك كانت مستمرة حتى بعض ظهر" الإثنين.

وأشار إلى أن جندياً عراقياً قتل، مؤكداً أن المقاتلين الأيزيديين هاجموا القوات العراقية.

بدوره، قال مصدر عسكري رفيع لفرانس برس "لدينا شهيد وجريحان"، لافتا في المقابل الى مقتل 13 عنصراً من "وحدات حماية سنجار".

وقال الدوبرداني إن المقاتلين الأيزيديين يرفضون "الانسحاب من سنجار وطرد العناصر الأجنبية من داخل مركز قضاء سنجار والنواحي التابعة له"، في إشارة إلى قوات حزب العمال الكردستاني.

وأشار الدوبرداني إلى أن انسحاب الوحدات الايزيدية المنضوية كذلك في قوات الحشد الشعبي، يسمح للجيش العراقي من حيث المبدأ بفرض سيطرته كاملةً على منطقة سنجار.

وتحدّث موقع "أنف نيوز" الإلكتروني المقرب من حزب العمال الكردستاني عن استخدام الجيش العراقي "الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع" في سنجار ومواصلته للعمليات العسكرية "بهدف احتلال القضاء".

من جهتها، كتبت الناشطة الأيزيدية الحائزة جائزة نوبل للسلام في العام 2018، ناديا مراد، في تغريدة تعليقاً على المعارك "بعد سنوات من النزوح، يجد السكان العائدون للتو أنفسهم مرغمين على الفرار من جديد من بيوتهم بسبب الاشتباكات الحالية في سنجار".

وأضافت "أدعو المجتمع الدولي للتدخل والعمل مع الحكومة العراقية لحلّ مشكلة المنطقة الأمنية الدائرة وحماية المدنيين".

وتشن القوات التركية بدورها بانتظام عمليات ضد القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

ويشن حزب العمال الكردستاني تمرّدا ضد السلطات التركية منذ العام 1984 أوقع عشرات آلاف القتلى، فيما تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية.

وكانت الاشتباكات قد بدأت مساء أمس الأحد عندما حاولت مجموعة مسلحة تابعة لمليشيا "وحدات حماية سنجار"، اغتيال ضابط رفيع في اللواء 72 بالجيش العراقي. وأسفر الهجوم عن إصابة جنديين اثنين، بينما عاودت قوات الجيش تحركها ضمن خطة "تطبيق القانون" بالمدينة، لكنها واجهت جيوب مقاوَمةٍ من مسلحي تلك المليشيات.

وخلال الشهر الماضي، وصل وفدان أمنيان رفيعان إلى سنجار، لمحاولة التوصل إلى تفاهمات بعدم اعتراض قوات الجيش، في خطة تطبيق القانون التي يتولى تنفيذها حاليا.

إزالة صور أوجلان

من جهته، قال حاتم صبور عضو مجلس مدينة سنجار السابق في اتصال هاتفي بـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش العراقي "أنزلت صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، وكذلك أعلاماً تابعة للحزب وجماعات مسلحة مرتبطة به، ورفعت بدلا منها العلم العراقي في مبان وشوارع تنتشر فيها شمالي المدينة".

واعتبر صبور أن التعزيزات العسكرية الجديدة، تشير إلى أن الجيش العراقي "مصرّ على دخول جميع مناطق سنجار دون تراجع".

ومنذ أيام تعمل الفرقة 20 في الجيش العراقي على تنفيذ عملية انتشار واسعة في سنجار وضواحيها وأبرزها القحطانية وسنونو، ضمن توجه الحكومة في بغداد، لاستعادة السيطرة على المدينة التي تخضع لنفوذ وهيمنة مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن عمليات إعادة الانتشار في المدينة تواجه برفض من قبل مسلحي مليشيات تابعة لحزب العمال الكردستاني، أبرزها مليشيا "وحدات حماية سنجار"، وعناصر من مليشيا "إيزيدي خان"، إلى جانب مسلحي حزب العمال، أنفسهم الذين يرفضون التخلي عن مواقعهم في جبل سنجار.

ونشرت وسائل إعلام محلية عراقية جانبا من الاشتباكات الجارية في المدينة، بين قوات الجيش وتلك المليشيات.

وأمس الأول السبت، أكد مرصد أفاد، وهو مركز عراقي معني بمتابعة حقوق الإنسان، في تقرير نشره أن "مسلحي الحزب يمنعون دخول القوات العراقية النظامية، ممثلة بالفرقة 20 من الجيش العراقي إلى سنجار، وأنها اشتبكت معها أكثر من مرة، آخرها قبل 10 أيام"، مبينا أن "سلوك الحزب- وتمركزه داخل الأراضي العراقية- غير مشروع، وهو مخالف للدستور".

وأضاف أن "الحزب يتحكم بآلية صنع القرار في سنجار، وتنصيب مديري الدوائر والمؤسسات، ويمنع عودة بعض النازحين إلى ديارهم، كما أنه يرفض تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار الموقعة بين حكومة الكاظمي وحكومة إقليم كردستان مطلع أكتوبر 2020".