استشهد شاب فلسطيني، اليوم الخميس، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "كدوميم" في قلقيلية، شماليّ الضفة الغربية، أدت إلى مقتل جندي وإصابة آخر بجروح.
وأكدت وسائل إعلامية إسرائيلية أن المنفذ أطلق النار على مستوطنين اثنين، أحدهما حارس أمن، في موقعين قريبين من مستوطنة "كدوميم"، قبل أن تقتله قوات الاحتلال، بعد أن انسحب إلى إحدى المزارع القريبة.
وفي بيان لاحق لجيش الاحتلال، أعلن أن القتيل جندي في صفوفه، وذكر البيان أنه يُدعى شيليا يوسف أمير، ويخدم في وحدة "جفعاتي".
ودوّت صفارات الإنذار في المستوطنة بعد سماع أصوات إطلاق النار، فيما طالبت قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سكان المستوطنة بالبقاء في المنازل وعدم مغادرتها "حتى إشعار آخر".
شاهد| لحظة وقوع عملية إطلاق نار صوب قوات الاحتلال عند مستوطنة كدوميم بين قلقيلية ونابلس pic.twitter.com/imn1Aai7Xw
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 6, 2023
"القسام" تتبنى
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن العملية، وأكدت أن الشهيد أحمد ياسين هلال غيظان، منفذ العملية، من قرية قبيا غرب رام الله، من أعضائها.
وعدّت "القسام" هذه العملية "رداً سريعاً على عدوان الاحتلال وتغوله على أهلنا وشعبنا في مخيم جنين، ورداً على تدنيس مقدساتنا، وتمزيق المصحف الشريف في بلدة عوريف".
ومضت إلى القول: "إن كتائب القسام إذ تعلن مسؤوليتها عن هذه العملية -التي جاءت لتقول للوزير الصهيوني المجرم سموتريتش أن القسام كاد يطرق عليك باب بيتك- فإنها تعد الاحتلال بالمزيد بقوة الله، فمن يزرع القتل والإجرام ضد أبناء شعبنا لن يحصد سوى الموت والرعب والهزيمة، وسيبقى مجاهدونا يجرعونه الويلات حتى تطهير أرضنا ومقدساتنا".
وفي وقت لاحق، قال الناطق باسم كتائب القـسام أبو عبيدة إن "القسام عندما أعلنت بأن جنين ليست وحدها كانت تعي ما تقول جيدًا، فجاء ردها في عيلي على يد القساميين مهند شحادة وخالد صباح لتدفيع العدو ثمن عدوانه على جنين الشهر الماضي".
وقال أبو عبيدة في تصريح له إن "الضربات تواصلت كردٍ سريعٍ على عدوان الاحتلال على المخيم قبل أيام، بعملية بطل الخليل عبد الوهاب خلايلة في قلب تل أبيب، ثم بعملية القسامي أحمد ياسين غيظان في كيدوميم".
وذكر أبو عبيدة أن "عملية اليوم جاءت لتؤكد من جديد جاهزية القسام والمقاومة الدائمة للرد على العدوان على أي بقعةٍ من أرضنا ومقدساتنا".
إغلاق طرق واعتداءات للمستوطنين
من جانب آخر، أكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال أغلقت عدة طرق وحواجز في محيط مدينتي قلقيلية ونابلس شمالي الضفة الغربية، فيما نفذ مستوطنون اعتداءات على مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب حاجز حوارة العسكري المقام جنوب نابلس.
وفور وقوع العملية، أغلق جيش الاحتلال طريق نابلس قلقيلية أمام حركة السير، وسط وجود مكثف لقوات من الشرطة والجيش.
وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء، من منزل عائلة الشهيد غيظان بعدما خربت محتوياته إثر عمليات التفتيش، وحققت ميدانياً مع عائلته، بحسب ما أكدته لـ"العربي الجديد"، والدة الشهيد خضرة، مشيرة إلى أن تم توبيخها كونها أنجبت ابنها الذي نفذ العملية.
واعتقلت الشابة سناري (25 عاماً) شقيقة الشهيد بسبب أنها خريجة جامعية تحمل شهادة البكالوريوس في علم النفس بذريعة أنها تعرف نفسية شقيقها قبل استشهاده أو أنه ينوي تنفيذ عملية، علماً بأنها متزوجة ولديها طفلان، وكانت بزيارة لمنزل والدها بعد الإعلان عن استشهاد شقيقها.
وأفرجت قوات الاحتلال عن والد الشهيد هلال غيظان وشقيقه محمد بعد ساعات من اعتقالهما واستدعائهما للتحقيق، بعد تنفيذ العملية، فيما تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد.
وخلال اقتحام قوات الاحتلال منزل الشهيد غيظان اندلعت مواجهات في قرية قبيا بين الشبان وتلك القوات، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت هلال غيظان والد الشهيد، ومحمد غيظان شقيق الشهيد، من حاجز نعلين المقام غرب رام الله، بعد استدعائهما.
من جهة أخرى، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه تعاملت مع 6 إصابات، ثلاث منها بالرصاص الحي، والمتبقية جراء الاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال اقتحام قوات الاحتلال لقرية قبيا، غربي رام الله.
ويوم الثلاثاء الماضي، أصيب 7 إسرائيليين على الأقل، 3 منهم بحالة خطرة، في عملية دهس وطعن بشارع "بنحاس روزان"، شماليّ مدينة تل أبيب، فيما استشهد المنفذ.
وتأتي عملية إطلاق النار الجديدة بعد شنّ قوات الاحتلال عدواناً واسعاً على جنين ومخيمها، خلّف 12 شهيداً، إضافة إلى إصابة أكثر من 100 بجروح.