مقترح دولي لتهدئة 5 سنوات في غزة

علمت "العربي الجديد" من مصادر موثوقة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنّ الحركة ستجري مشاورات داخلية في وقت قريب، لتقييم ومناقشة اقتراح دولي، قُدم إليها أخيراً، للوصول إلى تهدئة مع الاحتلال مدتها خمس سنوات، بالتزامن مع رصد مزيد من التحركات الدولية تجاه الحركة في الآونة الأخيرة.
وذكرت المصادر أنّ "حماس" ستجري تقييماً داخلياً على مستوى المكتب السياسي والأطر القيادية للحركة، للعرض الدولي الخاص بالتهدئة، على أنّ يتم عرض نتائج هذا التقييم على الفصائل الفلسطينية الأخرى للخروج بموقف موحد من العرض، الذي تسلمته الحركة قبل نحو شهر.
وأشارت المصادر إلى أنّ "حماس" تُصر على رفض أي بند يتضمن وضع شروط عليها، لكنها على الرغم من ذلك، تتعاطى مع المقترح الدولي بأريحية، على قاعدة أنها لا ترغب في مزيد من الحروب على قطاع غزة الذي تعرض، في السنوات الست الأخيرة، إلى ثلاث حروب قاسية.

اقرأ أيضاً: قوى غزة للاحتلال: الإعمار أو الانفجار

ولفتت المصادر إلى أنّ الحركة ترغب في الوصول إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل، يضمن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة على القطاع، وفتح المعابر التجارية ومعابر الأفراد، وحل أزمات القطاع التي يسببها الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من ثماني سنوات، إلى جانب رفضها أي فكرة لتخفيف الحصار، وإصرارها على رفعه بشكل كامل.
ويأتي المقترح الدولي، غداة مخاوف إسرائيلية وأوروبية، كشفت عنها "العربي الجديد" في وقت سابق، من انهيار وقف إطلاق النار الذي أبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عبر الوسيط المصري في 26 أغسطس/آب المنصرم، وهو المهدد بالانهيار، في ظل عدم تحقيقه أي إنجاز على الأرض للفلسطينيين.

وكان يفترض أن يتم استكمال مناقشة بنود اتفاق وقف إطلاق النار بعد شهر من إعلانه، لكن السلطات المصرية أجّلت ذلك مرات عدة، وبدت وكأنها غير مهتمة حالياً بالأمر، في ظل التوتر القائم بينها وبين حركة "حماس"، التي لا تزال تسيطر على قطاع غزة.
من جهة ثانية، لفتت المصادر إلى خشية "حماس" أن يقيد المقترح الدولي والالتزام به، عمليات تطوير قدراتها القتالية، وهو معيق أساسي لإنضاج الفكرة حتى الآن.
وذكرت المصادر أنّ الوسيط في تبادل الرسائل والمقترحات هذه المرة، هما أطراف سويسرية وأممية وأوروبية، إلى جانب حلفاء لـ"حماس" في المنطقة العربية يسعون إلى تهدئة تضمن إنهاء الحصار، ومنع أي عدوان على القطاع، إلى جانب بناء ما دمرته الحرب الأخيرة وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: أنفاق غزة تكشف عجز القوات البرية للاحتلال