مقاطعة تاريخية للاستفتاء على الدستور في الجزائر: أدنى نسبة تصويت على الإطلاق
سجل الاستفتاء الشعبي حول الدستور، الذي أجري اليوم الأحد في الجزائر، أدنى نسبة تصويت في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية جميعها في الجزائر، بعدما أُعلن الليلة عن أن نسبة التصويت بلغت 23.8 بالمائة فقط.
وجاءت نسبة التصويت المتدنية خلافاً للتوقعات التي كانت تذهب إلى أن المشاركة ستتجاوز على الأقل نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي أن النسبة النهائية للمشاركة في الاستفتاء بلغت عند غلق مكاتب التصويت في حدود السابعة مساء، 23.08 بالمائة.
وأوضح شرفي أن مجموع الناخبين المصوتين بلغ 5.5 ملايين مصوت، من مجموع 23.5 مليون ناخب مسجلين في اللائحة الوطنية للناخبين، وبتراجع قدره ثلاثة ملايين ناخب، مقارنة مع آخر انتخابات أجريت في البلاد (الرئاسية) في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكد شرفي أن السلطة عملت على صيانة الاستفتاء والصندوق وضمان شفافيته الكاملة، لتعزيز ثقة الناخبين الجزائريين في السلطة، والقطع مع الممارسات السابقة التي كان يجري فيها التلاعب بالنتائج.
وأضاف "لم نجرِ وراء نسبة المشاركة، وان المهم بالنسبة لنا أن يقتنع المواطن بأن السلطة تحافظ على صوته، أقسمنا على حفظ الأمانة ووفينا بها"، مشيراً الى أنه يعتبر أن " تزوير الانتخابات هو أم الفساد، كما أن أبشع فساد هو التزوير في الانتخابات، إنه شهادة زور وبهتان".
وكشف رئيس سلطة الانتخابات تسجيل محاولة انحراف بالعملية الانتخابية في ولايتين هما معسكر والبيض غربي الجزائر، مشيراً إلى أنه تم التصدي لهما وتمت إحالة المتورطين فيهما إلى القضاء.
وسجلت العاصمة الجزائرية أدنى معدل تصويت في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية إذ بلغت نسبة المشاركة 14.38 بالمائة، وبلغت نسبة التصويت في مدينة وهران، كبرى مدن الغرب الجزائري 24 بالمائة، وعنابة كبرى مدن الشرق الجزائري 26.73 المائة.
وصنعت ولايات الجنوب مفاجأة حقيقية بنسبة عزوف انتخابي كبير، حيث لم تتجاوز نسبة التصويت النهائية في ولايتي ورقلة وغرداية 26 بالمائة، بينما سجلت ولايات منطقة القبائل (ذات الأغلبيةالأمازيغية) أدنى نسبة تصويت بأقل من واحد بالمائة في ولايات بجاية وتيزي وزو، والتي تم تعليق التصويت فيها منتصف النهار، بسبب رفض السكان إجراء الاستفتاء الشعبي.
وعدت هذه النسبة المتدنية للتصويت، نجاحاً كبيرا لحملة المقاطعة الانتخابية التي قامت بها مكونات الحراك الشعبي وأحزاب تعتبر أن المسار الذي أفضى إلى صياغة الدستور والاستفتاء، كان خاطئا منذ البداية.
ووُصفت هذه النسبة المتدنية من التصويت بأنها "زلزال انتخابي وسياسي كبير"، وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة جنوبي الجزائر مبروك كاهي لـ" العربي الجديد" إن " الأمر كان متوقعا، لافتاً إلى تسرع السلطة والرئيس تبون في طرح الدستور.
وأضاف "السلطة اتخذت مساراً خاطئاً تماماً في صياغة الدستور، ثم في تسويقه، ثم في اختيار يوم غير مناسب لطرحه للاستفتاء".