مقابلة| المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية كورنيل ويست: برنامجي أخلاقي وغزة اختبار لإنسانيتنا
استمع إلى الملخص
- **الترشح والبرنامج الانتخابي:** يترشح ويست لتعزيز قضية تربط الناس عالمياً، ويركز على حل المشكلات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الحرب في غزة تنتقص من إنسانيتنا.
- **التحديات الانتخابية والمواقف السياسية:** يواجه ويست تحديات من الديمقراطيين، ويسعى للترشح سواء كان مستقلاً أو عن حزب العدالة للجميع، ويعتبر من المفكرين البارزين في الولايات المتحدة.
وصف البروفيسور كورنيل ويست المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بأنها "الاختبار الأخلاقي الأكبر والأهم في العالم حالياً". وقال، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، خلال تظاهرة تضامنية مع غزة على هامش المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، إنه يترشح في الانتخابات الرئاسية الأميركية من خلال برنامج على رأسه وقف هذه الإبادة والقتل وإنهاء السجن الجماعي المفروض على المواطنين في غزة، معتبراً أن أي شخص لديه أقل قدر من الأخلاق سينكر ما يجري وسيتدخل لوقفه.
وأوضح أنه سيواصل تسليط الضوء على ما يحدث في غزة، لأنها اختبار للجميع. وطالب الناخبين بأن يكونوا نقديين وألا يلتفتوا للطرق التي يحاول بها الحزبان؛ الجمهوري والديمقراطي إشعار الناخبين بأنه لا يوجد بديل على الإطلاق "لأن هناك بديلا". وتابع: "لا نتحمل هذا المستوى من الوحشية الذي يحدث في غزة، لأنه حالياً يحدث مع الفلسطينيين، ويمكن أن يحدث مع أي شخص آخر، فيمكن أن يحدث مع اليهود والإثيوبيين والأرمن، وغيرهم، ولذا علينا بأن نتخذ موقفاً ونعمل من أجله".
ورداً على سؤال وجهه له "العربي الجديد" مفاده: "هل تعتقد أن لديك فرصة للفوز في الانتخابات"، قال ويست: "سنرى، وأنت لا تعرف أبداً، لكنني لا أترشح من أجل الفوز فقط وإنما من أجل تمكين وسن قضية تربط بين الناس في جميع أنحاء العالم، لأنّ الانتخابات في حد ذاتها لا يمكن أبداً أن تحقق ما هو مطلوب"، موضحاً أنّ ترشحه وبرنامجه هو "اختيار حول نوع الإنسان الذي تريد أن تكونه، لأنك إذا تخليت عن النزاهة والصدق والأخلاق من أجل المعاملات النفعية فإن ذلك عار على الجميع عند الذهاب إلى قبورنا، لأنه بدلاً من أن نكون أخلاقيين اخترنا تجاهل ذلك".
وشدد على أنه "قادر على حل المشكلات في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية الإسرائيلية من خلال العيش معا بكرامة وأمن وسلام بالنسبة للطرفين الفلسطينيين واليهود بطريقة لا يعتمد فيها أمنك على قطع رقبة شخص آخر، والأمر نفسه بالنسبة لمشاكل الشرق الأوسط عموماً".
واعتبر كورنيل ويست أن كلا المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس هما اختياران سيئان للناخبين، وأنّ "نهج كامالا هاريس لا يتجاوز الكلمات"، لافتاً إلى أن مواقفه الأخلاقية من الحرب في غزة تميزه عن المرشحة الديمقراطية.
وشدد على أنّ الحرب في غزة "تنتقص من إنسانيتنا وقيمنا، خاصة أننا نرى نساء وأطفالاً ورجالاً مدنيين أبرياء يموتون كل يوم". وقال إنها "تقلل من قيمتنا، وتجعلنا أقل مما نحن عليه، والطريقة الوحيدة التي نحمي بها إنسانيتنا من الموت هي بمزيد من الحب والشجاعة والتصميم على خدمة ومساعدة الآخرين والتضحية من أجل الخير".
ويكافح البروفيسور الشهير من أجل الترشح ووضع نفسه على قوائم المرشحين، سواء كان مستقلا أو عن حزب العدالة للجميع الذي أنشأه أخيراً، والذي أصدر قاضٍ فيدرالي في نورث كارولينا بالتصديق عليه حزبا سياسيا جديدا، وبالتالي يحق له الترشح. وقال كورنيل ويست لـ"العربي الجديد"، إن "القرار يمنح ناخبي الولاية الفرصة لاختياره في السباق الانتخابي، وممارسة حقهم في الاختيار المنصوص عليه في التعديل الأول".
يذكر أن هيئة الانتخابات في كل ولاية، هي التي تحدد قواعد وتقبل أوراق التقدم، وتضم ديمقراطيين وجمهوريين، ويرفض الديمقراطيون (على أساس حزبي) في الغالب ترشح كورنيل ويست، فيما يوافق الجمهوريون على ترشحه، معتبرين أنه سيقلل من فرص كامالا هاريس في الانتخابات وسيقتطع من الكتلة التصويتية التي ستحصل عليها.
كما يقدم كورنيل ويست نفسه مرشحا مستقلا في عدد آخر من الولايات، ويمكن له الترشح عن حزب في ولاية ومستقلا في ولاية أخرى، ويمكن الترشح في الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات وعدم الترشح في بعضها، ويعطي الدستور الأميركي الولايات الكثير من الصلاحيات لوضع قواعد الانتخابات والترشح بها.
نبذة عن كورنيل ويست
ويعد كورنيل ويست المولود من أصول أفريقية عام 1953 في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، واحداً من المفكرين والكتاب والفلاسفة البارزين في الولايات المتحدة، وحصل على الدكتوراه عام 1980. ودرّس الدين والفلسفة والدراسات الأميركية الأفريقية في عدد من الجامعات من بينها هارفارد التي استقال منها منذ سنوات اعتراضا على التمييز والانحياز ضد القضية الفلسطينية. وتعتبر آراؤه في الفلسفة وقضايا السياسة العالمية موضع احترام كبير في الأوساط الأكاديمية والعلمية.