مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة: جولة تستضيفها الدوحة

10 يوليو 2024
نزوح فلسطينيين في مدينة غزة وسط الدمار، 9 يوليو 2024 (داوود أبو الكاس/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة**: بدأت مفاوضات في الدوحة بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ورئيس الموساد ووفد من حماس، بهدف التوصل لاتفاق تبادل الأسرى ووقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ تسعة أشهر.

- **التحديات والنقاط الشائكة**: تشمل التحديات الجدول الزمني لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، وأسماء الأسرى الفلسطينيين، وحق النقض الإسرائيلي، مع مطالب حماس بضمانات مكتوبة لاستمرار المفاوضات.

- **الاجتماعات الرباعية والتفاهمات الدولية**: شهدت الدوحة اجتماعاً رباعياً ضم مصر والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، تركز على تأمين الحدود بين مصر وغزة وإعادة فتح معبر رفح، مع استعداد الولايات المتحدة للمشاركة في بناء بنية تحتية على الحدود.

ستشهد الدوحة عقد اجتماع رباعي يضم وفود مصر والولايات المتحدة وقطر

اجتماع الدوحة يأتي بعد جولة مباحثات مكثفة في القاهرة

قيادي في حماس لـ"العربي الجديد": لم نتنازل عن العناوين الأساسية

بدأت جولة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأربعاء، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، فيما يترأس وفد حركة حماس القيادي خليل الحية. ووصل، اليوم الأربعاء، وفد إسرائيلي برئاسة برنيع إلى الدوحة لإجراء محادثات حول اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية. وقالت هيئة البث الرسمية: "وصل الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ورئيس الشاباك والعقيد (المتقاعد) نيتسان ألون، إلى العاصمة القطرية".

ويضغط البيت الأبيض على جميع الأطراف المعنية لإغلاق الصفقة، التي يمكن أن تضمن إطلاق سراح 120 محتجزاً وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ تسعة أشهر، أو تؤدي على الأقل إلى وقف القتال لمدة 42 يوماً وإطلاق سراح بعض المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون. وبحسب موقع أكسيوس تتمحور الفجوة الرئيسية المتبقية حول مطالبة حركة حماس بالحصول على التزامات مكتوبة من الولايات المتحدة ومصر وقطر بأن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة ستستمر دون حد زمني، بينما تكون المرحلة الأولى من الصفقة جارية.

نقاط شائكة

ولا تزال هناك نقاط شائكة تتعلق بقضايا التنفيذ، مثل الجدول الزمني لإعادة انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وأسماء الأسرى الفلسطينيين وعددهم والذين سيُطلَق سراحهم من السجون الإسرائيلية، وما إذا كان الاحتلال الإسرائيلي سيتمكن من استخدام حق النقض ضد إطلاق سراح بعض الأسرى. والتقى كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، اليوم الأربعاء، في القدس المحتلة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، وقال نتنياهو في بيان إنه أبلغ ماكغورك بأنه ملتزم اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار "طالما تمّ الحفاظ على الخطوط الحمراء الإسرائيلية". ومن جهته، أبلغ غالانت ماكغورك أن إسرائيل تريد إنشاء آلية تمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، وبالتالي قطع الإمدادات عن حماس، وأضاف غالانت أن إسرائيل تؤيد إعادة فتح معبر رفح، طالما أنه لا يتم بمشاركة حماس.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن المحادثات التي جرت في مصر يومي الاثنين والثلاثاء حققت تقدماً بشأن مسألة تأمين الحدود بين مصر وغزة وإعادة فتح معبر رفح، وقال مسؤولان إسرائيليان إن هناك تفاهماً مشتركاً بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل على ضرورة إغلاق ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة ومنع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الأنفاق تحت الأرض، مضيفين أن الولايات المتحدة أبدت استعداداً للمشاركة مباشرةً في بناء البنية التحتية على الحدود، مثل "جدار" تحت الأرض يكتشف محاولات حفر الأنفاق حتى يمكن تدميرها في الوقت الفعلي.

اجتماع رباعي

وكان مصدر مصري قد قال لقناة القاهرة الإخبارية الخاصة، أمس الثلاثاء، إنّ مسؤولين من القاهرة والدوحة وواشنطن وتل أبيب سيجتمعون بالعاصمة القطرية، الأربعاء، لبحث صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة. ووفق المصدر ذاته، "ستشهد الدوحة عقد اجتماع رباعي يضم وفود مصر والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل". وسيترأس رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، وفدي مصر والولايات المتحدة في اجتماع الدوحة، الذي يأتي بعد "جولة مباحثات مكثفة بالقاهرة"، وفق المصدر ذاته.

وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، نقلت القناة عن مصدر رفيع قوله إن مفاوضات الهدنة مستمرة (في يومها الثاني) بالقاهرة، "وسط نشاط مكثف للوفد الأمني المصري لتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة". وأضاف المصدر أن "الوفد الأمني المصري يتوجه إلى الدوحة في مهمة لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق الهدنة في أقرب وقت"، ولفت إلى أنّ " المفاوضات ستُستأنف في الدوحة الأربعاء، وفي القاهرة الخميس".

وكان وفد أميركي برئاسة بيرنز قد وصل إلى القاهرة، الاثنين، "للقاء الوفد الأمني المصري في مستهل جولة جديدة لمفاوضات الهدنة بغزة"، وفق ما أفاد المصدر ذاته في تصريحات سابقة لقناة القاهرة الإخبارية. وتزامن ذلك مع وصول رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار إلى العاصمة المصرية، الاثنين، قبل أن يغادرها الثلاثاء، بعد مباحثات مع بيرنز ومسؤولين مصريين، لمناقشة النقاط العالقة في اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، مع بيرنز والوفد المرافق له الجهود المشتركة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فيما أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اتصالات عاجلة مع الوسطاء، حذر فيها من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة كما في رفح وغيرها، مشيراً إلى أن من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى "النقطة الصفر".

وفي السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، أن "الحركة لم تتنازل عن العناوين الأساسية، ولم تمسّ بأي عنوان يخدم شعبنا ومقاومته"، خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأوضح أن هناك جولة مفاوضات لمناقشة العناوين الأساسية وتفاصيلها، آملاً أن تكون هناك جدية والتزام من الجانب الإسرائيلي.