شهدت الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب، اليوم الأربعاء، معارك ضارية بين الجيش اليمني، المسنود من التحالف الذي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وأكدت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الجيش اليمني والمقاومة، أحبطت سلسلة هجمات للحوثيين على مديريتي العبدية والجوبة، وسط غطاء جوي مكثف أمنته مقاتلات التحالف. وأشارت المصادر إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الحوثيين، فضلاً عن سقوط نحو 15 من القوات الحكومية ورجال القبائل في أطراف مديرية الجوبة، جراء قصف الحوثيين الصاروخي.
أعلن التحالف أنه نفذ 19 عملية جوية استهدفت تجمعات للحوثيين في مديرية العبدية
واحتدمت المعارك بشكل كبير غداة إعلان الجيش اليمني أن الطريق الممتدة من مديريتي حريب والجوبة إلى مأرب وقانية في البيضاء، منطقة عمليات عسكرية، في إشارة إلى استعدادات لتنفيذ عمليات أرض محروقة. وبالفعل، شنت قوات الجيش الوطني، اليوم الأربعاء، قصفاً غير مسبوق استهدف تحركات للحوثيين في أطراف الجوبة، حيث كانت تحركات المدنيين والمسافرين القادمين من حضرموت عبر مأرب إلى صنعاء، تشكل عائقاً أمام العمليات العسكرية للقوات الحكومية، وفقاً للمصادر.
وأعلن الجيش اليمني، في بيان صحافي، مقتل نحو 30 عنصراً حوثياً جراء قصف مدفعي استهدف تجمعاً لهم في محيط مديرية الجوبة، فيما أعلن التحالف الذي تقوده السعودية مقتل أكثر من 108 من عناصر الحوثيين في عمليات جوية بمديرية العبدية المجاورة. وذكر التحالف في بيان نقلته وسائل إعلام سعودية، أنه نفذ 19 عملية جوية اليوم الأربعاء، استهدفت تجمعات للحوثيين في مديرية العبدية، ما أسفر عن تدمير 12 آلية عسكرية ومقتل أكثر من 108 عناصر من الحوثيين. ولم يتسنَّ لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة الأرقام المعلنة. كما أن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لم تعلن أي تفاصيل حول خسائرها البشرية أو إجمالي الضربات الجوية للتحالف في الأطراف الجنوبية لمأرب.
وعلى الرغم من شكوى الحكومة اليمنية للأمم المتحدة من انتهاكات حوثية جسيمة للقانون الدولي الإنساني، إلا أن الحوثيين واصلوا هجماتهم الصاروخية على المناطق المأهولة بالسكان والأعيان المدنية في مديريتي الجوبة والعبدية. وقال مصدر حقوقي، لـ"العربي الجديد"، إن ضحايا مدنيين سقطوا بقصف صاروخي للحوثيين استهدف محطة وقود في إحدى بلدات مديرية الجوبة، بالتزامن مع قصف مماثل طاول المرفق الصحي الوحيد الذي يكتظ بالجرحى في مديرية العبدية.
دعا وزير الدفاع اليمني القبائل إلى رص الصفوف في مواجهة الحوثيين
وانتقل القتال إلى الأطراف الجنوبية لمأرب منذ 3 أسابيع، حيث يحاول الحوثيون تضييق الخناق على معاقل الحكومة في مدينة مأرب، بعد توغلهم في مديرية الجوبة وصولاً إلى تخوم سد مأرب، وفقاً لما أعلنته جماعة "أنصار الله" أمس الثلاثاء. في المقابل، تحاول الحكومة تدارك الموقف. وقد ظهر، يوم الأربعاء، وزير الدفاع محمد المقدشي في جبهات جبل مراد جنوب مأرب، مجدداً الدعوة للقبائل، بمختلف انتماءاتها، إلى رص الصفوف في مواجهة مليشيا الحوثيين. واعتبر أن المليشيا "تحمل الحقد لكل اليمنيين، ولا تفرق بجرائمها بين صديق وعدو أو حليف، ولم تسلم من إرهابها دول الجوار والمنطقة"، في رسالة تحذيرية للقبائل التي قام الحوثيون باستمالتها ومنحها الأمان إذا سمحت لها باجتياح مناطقها دون معارك.