تشهد المدن الأفغانية، وبالأخص العاصمة كابول، منذ عدة أيام، مظاهرات نسائية معارضة لسياسات حركة "طالبان" تطالب بالسماح للمرأة الأفغانية بالعمل في جميع المجالات. بيد أن الظاهرة الجديدة التي شهدتها الساحة هي تسيير مظاهرة نسائية مؤيدة لـ"طالبان"، ترحب بـ"تطبيق" الحركة للشريعة الإسلامية.
وخرجت اليوم الأربعاء مظاهرة نسائية في منطقة دشتي برجي غربي العاصمة كابول، وهي المنطقة التي تعرف حضوراً كبيراً لأبناء أقلية الهزاره.
ودعت العديد من المشاركات في المظاهرة "طالبان" إلى تغيير سياساتها والسماح للمرأة الأفغانية بالعمل في كافة المجالات.
وأثناء ذلك قام مسلحو "طالبان" باعتقال عدد من الصحافيين أثناء قيامهم بتغطية المظاهرات النسائية.
وقالت صحيفة "اطلاعات روز" (أخبار اليوم)، في بيان لها، إن قوات "طالبان" أقدمت، اليوم، على اعتقال أربعة صحافيين أثناء تغطية تظاهرة نسائية سلمية في منطقة دشتي برجي.
وأضاف البيان أن الصحيفة "تدين هذا العمل القمعي الذي يهدف إلى قمع وسائل الإعلام وإسكاتها. ولكن وسائل الإعلام تقف إلى جانب الشعب، ولن تتوقف لحظة عن نقل ما يدور في الساحة الأفغانية".
وأضافت الصحيفة أن اثنين من صحافييها، هما: نعمت نقدي وتقي دريابي، تعرضا لضرب مبرح من قبل "طالبان" داخل أحد المراكز الأمنية، وقد تم الإفراج عنهم لاحقاً. كما نشرت الصحيفة صوراً للصحافيين وعليهما آثار التعذيب والضرب واضحة.
وكان مسلحو "طالبان" قد تصدوا لمظاهرات نسائية في كابول أمس بإطلاق النار في الهواء علاوة على اعتقال عدد من الصحافيين كانوا يغطون تلك المظاهرات.
وفي ولاية هرات الغربية أطلق مسلحو "طالبان" أمس النيران على مظاهرة نسائية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين.
وفي وقت سابق أكد مصدر طبي في مدينة هرات لـ"العربي الجديد" أن من بين القتلى طفل عمره عشرة أعوام.
في المقابل، خرجت اليوم مظاهرة نسائية في مدينة قندوز شمالي البلاد دعما لحكومة "طالبان"، مؤكدة أنهن يعشن في حالة من الأمن في ظل حكم "طالبان".
في الأثناء، حظرت وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، في بيان، جميع أنواع المظاهرات في الوقت الراهن، موكدة أن المظاهرات الحالية تتم بتواطؤ مع الجهات الأجنبية وليست في صالح البلاد. ودعت كل من يريد تنظيم مظاهرات أن يلتزم بالخطوات القانونية اللازمة قبل القيام بأي مظاهرة.