مصر: شكوك بالوعود الرسمية لأهالي سيناء

01 مارس 2023
تحدث السيسي عن ضرورة الحذر بالتعامل مع الوضع في سيناء (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

قدّم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة له خلال تفقّده مشاريع لتنمية سيناء يوم الأحد الماضي، وعوداً بالعمل "من أجل تحسين خدمات التعليم والصحة في سيناء"، رابطاً غياب إنشاء مشاريع لخدمة أهالي بالمنطقة بـ"وجود الإرهاب" فيها.

وقال السيسي في احتفالية عُقدت في منشأة عسكرية للجيش المصري في محافظة الإسماعيلية، على بُعد أكثر من 200 كيلومتر من مدن محافظة شمال سيناء: "صدقوني الهدف كان فقدان الدولة المصرية هذا الجزء العزيز من أرضها، والإرهاب لم يكن يسمح بإنشاء طريق أو مشروع لخدمة أهالي سيناء". وتابع: "الفترة المقبلة ستشهد تحركاً واسعاً، حتى يشعر السكان في سيناء بأن الدولة تعمل بهمة، لأنه لا يوجد عذر أمام تكثيف قوات الشرطة في هذه المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار".

السيسي: الإرهاب لم يكن يسمح بإنشاء طريق أو مشروع لخدمة أهالي سيناء

وأضاف السيسي أن "أجهزة الدولة ستعمل بالكامل من أجل تحسين خدمات التعليم والصحة في سيناء، وستتواجد بكثافة أعلى مما كانت عليه سابقاً، لأن الإعاقة التي كانت موجودة بسبب العمليات الإرهابية انتهت". لكنه استدرك: "مع الأخذ في الاعتبار ضرورة توخي الحذر والحيطة في التعامل مع الوضع في سيناء، وألا تغمض للأجهزة عين أو جفن حتى نستمر في التنمية والتعمير، وألا تتكرر فترة السكوت (السكون) التي شهدتها مناطق سيناء في الفترة من 2006 إلى 2010".

وعود بمشاريع لصالح أهالي سيناء

وشهدت الاحتفالية حديث رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن المشروعات التي تم تنفيذها في شمال سيناء خلال الأعوام الماضية. من جهته، فصّل اللواء أحمد العزازي، قائد الهيئة الهندسية في القوات المسلحة المصرية بصفتها المسؤولة عن تنفيذ المشاريع في سيناء، تكاليف ومخططات المشاريع الاستراتيجية التي جرى تنفيذها، وأخرى قيد التنفيذ خلال الفترة الحالية، عدا عدد من المشاريع التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة.

وكذلك جرى تكريم عدد من أبناء سيناء، العاملين في القطاعات الحكومية المختلفة، إضافة إلى تكريم أصحاب شركات اقتصادية عملت تحت مظلة الهيئة الهندسية لتنفيذ مشروعات سيناء خلال الأعوام الماضية. في حين لم تشمل المناسبة تكريم أي من مشايخ أو قادة أو أفراد المجموعات القبلية المساندة للجيش، ولا عوائل قتلى المجموعات أو المصابين منهم.

تقارير عربية
التحديثات الحية

غياب عن هموم أهالي سيناء

لكن كلام السيسي لا يبدو أنه أقنع أهالي شمال سيناء الذين كانوا ينتظرون خطوات ملموسة تغيّر واقع الحياة في شمال سيناء، بعد سنوات صعبة بسبب الإرهاب وعمليات مكافحته. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات سلبية على خطاب السيسي حول الوضع في سيناء، ومستقبل المنطقة.

وفي التعقيب على كلام السيسي، قال أحد مشايخ سيناء، الذين شاركوا في الاحتفالية، لـ"العربي الجديد" طالباً عدم ذكر اسمه: "توقعنا برنامجاً مغايراً لهذه الاحتفالية، بأن يتم تقديم أبناء سيناء في واجهة الاحتفال، وتكريم المشاركين منهم، وكذلك توجيه دعم معنوي ومادي ذي قيمة لعوائل شهداء سيناء الذين قدّموا أرواحهم على طريق تحريرها من تنظيم داعش".

وتابع: "شعرنا وكأننا في ندوة اقتصادية يتصدّرها رجال الأعمال والقيادات الحكومية والعسكرية، بينما جلس عشرات المشايخ من أبناء قبائل سيناء في مؤخرة الصفوف، من دون إعطائهم أي فرصة للحديث عن هموم ومشاكل المواطنين في المحافظة، وهذا تجاهل ما كان ينبغي أن يتم، فإن كان أبناء سيناء لم يحصلوا على فرصة للحديث بعد الإنجاز العظيم الذي حققوه، فمتى سيحصلون على تلك الفرصة؟".

ولفت إلى أن "برنامج الاحتفالية خلا من فقرات تظهر عظيم فعل أبناء سيناء برفقة القوات المسلحة المصرية في ملاحقة تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك عدم الحديث عن مستقبل أبناء سيناء وأراضيهم".

أحد مشاريخ سيناء: لم نعرف حتى هذه اللحظة لمن بنيت المشاريع الاستراتيجية التي تحدث عنها السيسي

وتابع: "لم نعرف حتى هذه اللحظة لمن بنيت المشاريع الاستراتيجية التي تحدث عنها السيسي، كميناء العريش ومطاري العريش والبردويل والمحاور الرئيسية وكذلك محطات الكهرباء والماء، والأنفاق الخمسة أسفل قناة السويس، لا سيما في ظل استمرار الظروف الحياتية الصعبة التي تهيمن على أوضاع المواطنين في سيناء، على كافة الأصعدة سابقة الذكر، والتي تم تنفيذ مشاريع تخصها، إلا أنها ما زالت مغلقة في وجه أبناء سيناء".

ولفت إلى أن "خطاب السيسي لم يتطرق إلى الاستفادة من هذه المشاريع، ولم يكشف عن مشاريع ستخدم المواطنين، في حين تشير التوقعات من السمة التي غلبت على الاحتفالية إلى أن المشاريع في غالبيتها ستكون تجارية واقتصادية واستراتيجية تخدم منظومة الاقتصاد الحكومية والتابعة للقوات المسلحة المصرية فقط".