رصدت مبادرة "نحن نسجل" الحقوقية، السبت، تزايُد أعداد القتلى والمصابين في منطقة بئر العبد بشمال سيناء المصرية، وآخرهم مقتل 5 سيدات من أسرة واحدة في انفجار لغم، وإضافة خمسة آخرين من أبناء الأسرة نفسها.
وتتراوح أعمار السيدات ما بين 60 و18 عامًا وهن: مديحة صالح، وفاطمة سلمان، وشريفة عبدالمالك، وصبيحة عبدالمالك، وفاطمة عبدالمالك. أما المصابين من أبناء هذه الأسرة فهم: شادي سليم، وسمر إبراهيم، ورياض إبراهيم، ورضا حسن، ومحمد عطالله.
وطالبت "المبادرة" المسؤولين في شمال سيناء بضرورة وسرعة تطهير القرى من بقايا العبوات الناسفة ومخلفات القصف الجوي حفاظًا على حياة المواطنين.
مصر: تزايد مستمر في عدد القتلى والمصابين من أبناء قرية #أقطية التابعة لمركز #بئر_العبد بمحافظة شمال #سيناء.
— We Record - نحن نسجل (@WeRecordAR) October 24, 2020
حيث رصدت #نحن_نسجل اليوم "انفجار لغم" أدى إلى مقتل 5 نساء من أسرة واحدة يتراوح أعمارهن مابين الـ (60 و 18)عامًا، وإصابة 5 آخرين.
(1/2) pic.twitter.com/MrvWyaeNqc
وخلال الأسبوعين الماضيين، قتل 16 مدنيًا بينهم 4 أطفال، وأصيب ثمانية على يد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في سيناء، وسط تخاذل أمني، بحسب مصادر حقوقية.
وتشير المصادر إلى أن عناصر التنظيم هجّروا الأهالي من منازلهم، وزرعوا البيوت والطرقات والمزارع ألغامًا، وبعد عودة الأهالي لمنازلهم وبيوتهم بعد انسحاب التنظيم، تزايدت حالات القتل بهذه الوتيرة.
وتشير التوقعات إلى أن "التنظيم كان يراهن على أن قوات الجيش المصرية ستحاول تطهير القرى والبيوت قبل إعادة الأهالي لها، وبالتالي الانفجارات ستكون من نصيب العساكر، لكن ما حدث هو استخدام المدنيين كدروع بشرية لتطهير المنطقة من تلك العبوات الناسفة والألغام".
يشار إلى أن سيناء المصرية، خارج نطاق التغطية الإعلامية في مصر، لدواعي أمن قومي يفرضها النظام السياسي الحاكم منذ وصوله لسدة الحكم إثر الانقلاب العسكري في مصر في صيف 2013.
وفي هذا السياق أصدرت "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان"، منظمة مجتمع مدني مصرية، بيانًا بعنوان "عبوات داعش وإهمال السلطات المصرية يتسببان في سقوط ضحايا جدد من المدنيين"، تأسفت فيه لتكرار وقوع ضحايا من المدنيين نتيجة انفجار عبوات ناسفة بمناطق قاطية وإقطية والجناين والمريح جنوب غرب مركز بئر العبد شمالي سيناء.
ويرجح أن تنظيم "داعش" زرعها بعد أن سيطر على هذه المناطق لنحو 70 يوماً بدأت منذ 21 يوليو/ تموز الماضي بعد أن استهدف معسكراً للجيش يقع في قرية رابعة، وسمح بعدها الجيش للأهالي بالرجوع الى قراهم تحت إشرافه بعد انسحاب عناصر التنظيم.
وقالت المنظمة إن "رغبة النازحين الملحة في العودة لبيوتهم لم تكن نابعة من غياب البدائل فقط، ولكن أيضا بسبب سيطرة الخوف على الأهالي من أن تلقى منازلهم وقراهم مصيرا مشابهاً للقرى المدمرة والمهجرة في رفح والشيخ زويد في الشمال الشرقي من سيناء والتي أخلاها الجيش قسرياً أو هجر سكانها بلا رجعة".
ودانت المؤسسة، استخدام "داعش" لهذه الأسلحة العشوائية التي لا تميّز بين الأهداف المدنية والعسكرية، والتي أدت وفقاً لما وثقته المؤسسة في الفترة بين 11-24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 8 آخرين، جميعهم من السكان المحليين الذين عادوا إلى قراهم بعد أن أعاد الجيش فرض سيطرته على القرى.
وشددت "مؤسسة سيناء" على أن أولى واجبات الجيش المصري تتمثل في تطهير القرى والمنازل من المتفجرات والعبوات الناسفة قبل السماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم، وناشدت السلطات المصرية بتحمل مسؤولياتها لإيقاف الخسائر في الأرواح، والقيام بواجبها في تأمين المدنيين وحفظ أرواحهم والبدء بحملة تطهير جدية للتخلّص من أية متفجرات زرعها تنظيم داعش في قرى قاطية والجناين وإقطية والمريح.