مصر تخشى تنصل إسرائيل من مخرجات لقاء العقبة

28 فبراير 2023
من مواجهات نابلس، يوم الجمعة الماضي (نضال اشتية/الأناضول)
+ الخط -

تتخوف مصر من عدم التزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمخرجات اجتماع العقبة، الذي عقد أول من أمس الأحد، وأهمها "وقف قرارات الاستيطان مؤقتاً" و"القرارات أحادية الجانب بشكل مؤقت"، وهو "ما قد يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، وإجهاض المساعي المصرية الأردنية لتحقيق التهدئة"، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة على ملف الوساطة المصرية. مع العلم أنه من المقرر عقد جولة ثانية من المباحثات في شرم الشيخ في شهر مارس/آذار المقبل.

وقالت مصادر مطلعة على جهود الوساطة التي تقودها مصر بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال إن "الجانب غير المعلن من أهداف التحرك الأخير، والذي جاء بعد جولات عدة من التنسيق بين مصر والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى، بهدف السيطرة على الأوضاع في الأراضي المحتلة ومنع اندلاع انتفاضة جديدة، يعدّ أكبر بكثير من الشقّ المعلن"، واصفة ما جاء في البيان الختامي للاجتماع بأنه "قنبلة دخان تخفي مؤشرات ورسائل أخرى، ربما يكون بعض منها متعلقاً بتركيبة وأداء السلطة الفلسطينية في المستقبل".

جرى خلال الاجتماع التوافق على آليات محددة للتعامل مع الوضع الأمني في الضفة برقابة مصرية أردنية، بحسب مصادر

وأكدت المصادر أن "محاولة تعويم السلطة الفلسطينية وتحجيم قوة الفصائل المسلحة في الضفة الغربية، والتي زاد تأثيرها بشكل مضاعف خلال الفترة الماضية، هو الهدف الرئيسي من وراء الاجتماع، بعدما تعهدت الإدارة الأميركية بالضغط على حكومة الاحتلال من أجل تقديم تسهيلات للسلطة الفلسطينية لتمكينها من إعادة السيطرة على الأوضاع في الضفة الغربية، ودعم عناصر الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية في استعادة زمام الأمور في مخيمات ومدن الضفة، في أعقاب تصاعد المواجهات بين خلايا المقاومة وقوات الاحتلال خلال الفترة الأخيرة".

وبحسب أحد المصادر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإنه "جرى خلال الاجتماع التوافق على آليات محددة للتعامل مع الوضع الأمني في الضفة الغربية، برقابة مصرية أردنية".

وبحسب المصدر، فإن "هناك تعويلاً مصرياً على التفاهم بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة الذي يتولى الوساطة من الجانب المصري، والأطراف الأمنية المسؤولة عن إدارة الوضع الراهن في الضفة والقدس المحتلة".

مستقبل السلطة الفلسطينية شغل حيّزاً ليس بالقليل من النقاش

وأضاف المصدر أن "الوفد الإسرائيلي ضمّ رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار، ومنسق أعمال الحكومة في مستوطنات الضفة غسان عليان، وكلاهما يتمتع بعلاقات جيدة مع المسؤولين في مصر، وزار القاهرة أكثر من مرة في إطار التفاهمات بشأن الوساطة، وهو ما يسهّل عملية التنسيق"، على حد تعبير المصدر.

وبحسب المصدر، فقد ترأس وفد مصر خلال الاجتماع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل. وضمّ الوفد مسؤول الملف الإسرائيلي في الجهاز، بالإضافة إلى أحد وكلاء الجهاز البارزين.

ولفتت المصادر إلى أن "مستقبل السلطة الفلسطينية شغل حيّزاً ليس بالقليل من النقاش، حيث سيطرت مخاوف واسعة على الأطراف الأربعة المتمثلين في: الإدارة الأميركية والأردن ومصر وإسرائيل، من أي فراغ (غير مرتب)، قد يحدث في التركيبة التي تقود هذه السلطة، لأي أسباب صحية، وفي ظل زيادة وتيرة أعمال المقاومة في مناطق نفوذ السلطة".

وأوضحت المصادر أن مصر والأردن "تدعمان رفض أي تحولات جذرية عبر مجيء أشخاص من خارج المنظومة"، مشددة على أن "قمّة العقبة تعمل على منع تفجير السلطة الحالية"، على حد تعبير المصادر.