مصر تتجه لتعليق الوساطة بين حكومة الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية بعد العدوان الإسرائيلي على غزة
قالت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إنّ المسؤولين المعنيين بالوساطة من الجانب المصري في حالة من الغضب الشديد بسبب ممارسات حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.
وبحسب مصدر مصري تحدث إلى "العربي الجديد" في أعقاب الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، إنّ هناك حالة من الارتباك داخل الفريق المصري المعني بالوساطة في جهاز المخابرات العامة، في ظل استياء بالغ من جانب القاهرة، التي تعتبر أنّ المسؤولين في حكومة الاحتلال يمارسون سياسة ممنهجة لتضليل الوسيط المصري.
وأكد المصدر ذاته، شريطة عدم ذكر اسمه، أنّه خلال آخر الاتصالات التي جرت بين الجانبين أثناء محاولات منع التصعيد عقب الجولة الأخيرة من الهجمات، كانت هناك إشارات إسرائيلية واضحة بتنحية سياسة الاغتيالات، بعد التحذيرات المصرية.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يوجد رأي بين المسؤولين المصريين يتبنى التدخل الفوري بالوساطة لضبط الوضع قبل أن يتجه لحرب شاملة، يرى فريق آخر إرجاء التدخل أو الوساطة المصرية حتى يدرك المسؤولون في حكومة الاحتلال، حجم الخطأ الذي ارتكبوه في ظل تحفز الفصائل المسلحة في غزة، واحتمالية كبيرة لدخول الجبهة اللبنانية على الخط، من جانب "حزب الله".
وتابع المصدر المصري أنّ الرأي الذي يتبنى إرجاء الوساطة المصرية، يرى أيضا أنّ الأمر لن يكون مجدياً في المرحلة الأولى من التصعيد الفصائلي المتوقع أن يتبع الاعتداء الإسرائيلي على القطاع، مشدداً على أنّ حركة الجهاد الإسلامي ستتمسّك بالرد، الذي سيأتي عنيفاً على حد تعبير المصدر، الذي أكد أنّ هذا المشهد بتفاصيله، سيضع مصر في حرج إزاء مسؤوليتها في حال لم تتم الاستجابة لوساطتها.
من جانبه، قال مصدر آخر مطلع على الوساطة المصرية، إنّ الهجوم جاء في وقت كانت هناك محادثات مصرية إسرائيلية، الأسبوع الماضي، مرتبطة بالبحث عن آليات ممتدة الأثر تضمن استمرار الهدوء في قطاع غزة على المدى المتوسط، وهو الأمر الذي زاد من غضب المسؤولين في القاهرة، حيث لم تتطرق المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، بحسب المصدر، لأي مؤشرات لتصعيد من جانب جيش الاحتلال.
وأوضح المصدر، الذي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، أنه كانت هناك محادثات غير معلنة جرت، الأسبوع الماضي، بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين، تم خلالها التباحث بشأن آلية مصير حقل غاز غزة مارين، وإمكانية التشغيل المصري الإسرائيلي المشترك، مشيراً إلى أنّ المسؤولين المصريين فتحوا الباب مجدداً للحديث عن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، في إطار رؤية أشمل للهدوء في القطاع.
ورجح المصدر أن يكون السبب وراء هذا التضارب، هو الحسابات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية غير المنسجمة، إضافة إلى عمليات الترضية لبعض مكونات الحكومة في محاولة من نتنياهو لمنع تفكك تحالفه.
وقال المصدر: "حتى الآن، إنّ الرأي الذي يحظى بقبول أوسع داخل جهاز الوساطة المصري، هو وقف الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي على الأقل خلال الساعات المقبلة، مع الاكتفاء بقنوات الاتصال مع المسؤولين في الإدارة الأميركية لحين اتضاح الموقف".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم اغتيال 3 من قادة "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، في عملية عسكرية واسعة على القطاع.
وذكر جيش الاحتلال أنّ العملية جاءت مشتركة للجيش وجهاز الاستخبارات "الشاباك"، فيما أعلنت "سرايا القدس" استشهاد القادة جهاد شاكر غنام، أمين سر مجلسها العسكري، وخليل صلاح البهتيني عضو مجلسها العسكري وقائد المنطقة الشمالية فيها، وطارق محمد عز الدين، أحد قادة العمل العسكري في صفوفها في الضفة الغربية.