مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن يرجح إرجاء التصويت على آلية إدخال المساعدات لسورية

11 يوليو 2023
مجلس الأمن الدولي (Getty)
+ الخط -

رجح مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في مجلس الأمن الدولي، في حديث لـ"العربي الجديد"، ألا يتم التصويت الليلة (بتوقيت نيويورك) على مشروع قرار يجدد الآلية العابرة للحدود بشأن المساعدات المقدمة لمناطق في سورية، وأن يتم تأجيل ذلك إلى اليوم الثلاثاء "على الأرجح".

وعزا المصدر ذلك إلى الحاجة للمزيد من المشاورات. وحتى اللحظة يبدو أن هناك مشروع قرار روسياً ومشروعاً آخر غربياً.

ويشار في هذا السياق إلى أن تفويض مجلس الأمن الدولي للعمليات الإنسانية عبر الحدود (معبر باب الهوى) بموجب القرار 2672، ينتهي الاثنين في منتصف الليل (بتوقيت نيويورك).

وكان من المفترض التصويت على التجديد للآلية يوم الجمعة، ثم تم تأجيل ذلك لصباح الاثنين بتوقيت نيويورك، ليتم التأجيل مجدداً.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن نقطة الخلاف الرئيسية بين روسيا والدول الغربية حول نص المشروع تتعلق بفترة التمديد، حيث تريد الدول الغربية التمديد للآلية عبر "باب الهوى" (الولايات المتحدة تفضل العودة لفتح معابر إضافية) على الأقل لمدة سنة، وهو مطلب تدعمه الأمم المتحدة، أما روسيا فترغب بالتمديد لستة أشهر فقط، ومن معبر باب الهوى فقط.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم التصويت فيها على التجديد بعد انتهاء المدة، فقد صوت المجلس في العام الماضي على التجديد للآلية في الـ12 من يوليو/تموز، أي بعد يومين من انتهاء التفويض في العاشر من الشهر نفسه.

وعملت كل من البرازيل وسويسرا، حيث يحمل البلدان قلم الملف الإنساني السوري في مجلس الأمن في دورته الحالية، على صياغة نص المشروع المدعوم من الدول الغربية ويجدد الآلية لسنة. وكانت روسيا قد طرحت مسودة مشروع خاصة بها، الجمعة، بعد عدم توصل الأطراف المختلفة لاتفاق خلال المفاوضات حول التجديد لتقديم المساعدات عبر تركيا لشمال غرب سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي.

كما أن هناك عدداً من نقاط الخلاف الإضافية، حيث تريد روسيا زيادة حجم المساعدات عبر خطوط التماس والتي تمر عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام، وترى أن استمرار تقديمها عبر المعابر الحدودية يمس بسيادة ووحدة الأراضي السورية.

وترغب الولايات المتحدة بزيادة عدد المعابر ليتم تقديم المساعدات عبر 3 معابر بدلا من معبر باب الهوى فقط، وهو ما كان معمولاً به سابقاً.

ومن جهتها ترى الدول الغربية أن روسيا ترغب بإحكام قبضة النظام على المساعدات والتحكم بالجهة التي تصل إليها في المناطق الخارجة عن سيطرتها.

ولتجديد التفويض يحتاج مشروع القرار تسعة أصوات من أصل 15 صوتاً، شريطة ألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو. وهو ما قامت به روسيا في أكثر من مرة.

وبدأ مجلس الأمن الدولي العمل بالآلية العابرة للحدود عام 2014. وكانت المساعدات تدخل عبر أربعة معابر حدودية (باب الهوى والسلام من تركيا ومعابر إضافية من الأردن والعراق). ومع مرور الوقت وبسبب الاعتراضات الروسية وبدعم صيني بدأ تقليص عدد المعابر الحدودية التي يتم إدخال المساعدات منها للشمال الغربي والمناطق الخارجة عن سيطرة النظام لمعبر واحد هو باب الهوى.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أعلن مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن دخول 79 شاحنة عبر معبر باب الهوى إلى شمال غربي سورية.

وجاء في البيان أن المساعدات "تحمل إمدادات إنسانية من برنامج الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للهجرة. كما دخلت 19 شاحنة أخرى محملة بالمساعدات عبر معبر باب السلام".

ويشار في هذا السياق إلى أن النظام السوري سمح بإدخال المساعدات عبر معابر حدودية إضافية (غير باب الهوى) بعد زلزال فبراير/ شباط الأخير، ولفترة محدودة.

وكانت الأمم المتحدة وعلى رأسها الأمين العام أنطونيو غوتيريس قد شددت في أكثر من مناسبة على ضرورة التجديد للآلية لـ12 شهرا، لأن هذا يساعدها على "التخطيط بشكل أفضل بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات عبر معابر حدودية إضافية".