مصادر لـ"العربي الجديد" تكشف عن تهديدات متبادلة بين فصائل عراقية حليفة لإيران و"قسد"

14 ديسمبر 2023
وسّعت فصائل عراقية من استهدافها للمصالح الأميركية في العراق (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر عراقية مطلعة في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، عن تبادل تهديدات بين فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران، تنشط داخل مناطق سورية في الحدود مع العراق ضمن مناطق البوكمال والتنف ودير الزور، وبين قوات "سورية الديمقراطية"، (قسد). 

وأوضحت المصادر أن التهديدات تأتي على خلفية القصف الأخير الذي نفذته فصائل عراقية مسلحة تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية"، بصواريخ واستهدف قاعدة الشدادي التابعة للقوات الأميركية في الحسكة الحدودية مع محافظة نينوى.  

ومنذ أسابيع، وسّعت فصائل عراقية مسلحة من دائرة تصعيدها ضد المصالح الأميركية في العراق، رداً على الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة"، وفقا لبيانات أصدرتها في أوقات سابقة. 

وشمل التصعيد مواقع ومعسكرات داخل الأراضي السورية تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) عبر طائرات مسيرة مفخخة، وصواريخ كاتيوشا، استهدفت مواقع التنف والشدادي ومناطق أخرى تضم عسكريين أميركيين ضمن قوات التحالف الدولي للحرب على تنظيم "داعش". 

"قسد" تهدد بالرد على أي هجوم يستهدف مواقعها

واليوم الخميس، قالت مصادر خاصة بـ"العربي الجديد"، في بغداد، إن قوات "قسد" أبلغت مسؤولاً في التنسيق في مستشارية الأمن القومي العراقي، يتولى التواصل مع الجماعة في ملفات مختلفة بينها الحدود ومخيم الهول، بأن "قوات قسد سترد على أي هجوم صاروخي يستهدف مواقعها أو الأراضي التي تسيطر عليها، حتى لو كان ذلك الاستهداف من داخل الأراضي العراقية". 

ومؤخراً، نفذت فصائل عراقية هجمات من داخل بلدة ربيعة العراقية الحدودية غربي نينوى على مواقع أميركية في الحسكة السورية.

وذكرت المصادر ذاتها، أن التهديد شمل أيضاً ضرب مواقع للفصائل داخل سورية، رداً على أي هجوم جديد يستهدف موقع الشدادي العسكري".

وختمت بالقول أن "الفصائل العراقية بدورها اعتبرت أي استهداف لها من قبل "قسد"، بمثابة دخولها على قائمة أهداف فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، على غرار القوات الأميركية"، بحسب تعبير مصدر عراقي طلب عدم الكشف عن هويته في حديث مع "العربي الجديد". وأوضح المصدر أن "التوتر سيكون تصاعديا ما دامت الأوضاع في غزة على حالها". 

وأمس الأول الثلاثاء، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، العثور على منصات إطلاق قذائف في ريف بلدة الشدادي، بعد ساعات من هجوم تبنته جماعة "المقاومة الإسلامية العراقية"، التي تضم عددا من المليشيات الحليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء".

وقالت "قسد"، في بيان، إن قواتها نفذت "عمليّة تمشيط واسعة في المنطقة المحيطة بالقاعدة المشتركة لقواتها وقوات التَّحالف الدّوليّ بمنطقة الشدّادي، بعد تعرُّضِها لقصف بِعِدَّةِ قذائف هاون"، وكشفت أن قواتها تمكنت أثناء عملية التمشيط "من العثور على عدد من منصّات لإطلاق قذائف الهاون قرب قرية عدلة، جنوب بلدة الشدّادي".

واعتبرت أن الهجمات "لا تستهدف القوّات العسكريَّة فقط، بل يطاول استهدافها المدنيّين أيضاً"، متوعدة من وصفتهم بـ"الإرهابيين"، بالملاحقة وإلقاء القبض عليهم.

وفي بيان مقتضب، الاثنين، ذكرت جماعة "المقاومة الإسلامية العراقية"، أنها استهدفت قاعدة أميركية في الشدادي جنوب مدينة الحسكة السورية، برشقة صاروخية كبيرة.  

وارتفع مجمل الهجمات التي طاولت المواقع الأميركية في العراق وسورية، حتى إلى 92 هجوما وفقاً لبيان وزارة الدفاع الأميركية، التي وصفت الهجمات بأنها كانت عبارة عن صواريخ وطائرات مسيرة نفذت منذ السابع وعشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فإن الأخير تلقى، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا فيه "التزام العراق بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين.

 بدوره، شدد وزير الخارجية الأميركي على ضرورة تأمين البعثات الدبلوماسية والسفارات العاملة بالعراق، وملاحقة العناصر التي تقف وراء الهجمات عليها"، بحسب البيان. 

وأكدت مصادر حكومية في بغداد، بينهم مستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء لـ"العربي الجديد"، أن الوزير بلينكن أوصل لرئيس الوزراء العراقي "رسالة تحذير قوية"، بشأن عزم واشنطن الرد على الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة التي تستهدف مصالحها في العراق وسورية وخاصة السفارة في بغداد.

وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية الأميركي اعتبر إخفاق حكومة السوداني في تنفيذ تعهداتها بمنع استهداف المصالح والأهداف الأميركية، يدفع أميركا إلى الدفاع عن نفسها، وتنفيذ ضربات ضد مواقع فصائل عراقية مسؤولة عن الهجمات وكذلك قيادات مسلحة فيها. 

وتنشر واشنطن نحو 2500 جندي في العراق، في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، يمارسون منذ نهاية عام 2021 مهمات استشارية، كما يوجد نحو 900 جندي أميركي في سورية ضمن مناطق شمال شرقي سورية الحدودية مع العراق والتي تسيطر عليها قوات "قسد".

المساهمون