مسيرات في الأردن والمغرب واليمن تنديداً بالحرب على غزة

31 مايو 2024
مسيرة بالعاصمة الأردنية عمّان دعماً لغزة، 31 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- آلاف المتظاهرين في الأردن، المغرب، واليمن خرجوا في مسيرات حاشدة للتنديد بالإبادة الجماعية في غزة ودعم المقاومة الفلسطينية، مطالبين بوقف التطبيع وإلغاء اتفاقيات مع إسرائيل.
- المشاركون عبروا عن استنكارهم للدعم الأمريكي لإسرائيل وطالبوا بإنهاء الحرب والإبادة في غزة، مؤكدين على التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة.
- في اليمن، تظاهر عشرات الآلاف معبرين عن دعمهم لفلسطين وتأييدهم للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مستنكرين الجرائم الإسرائيلية ورافضين التطبيع.

شهد الأردن والمغرب واليمن، اليوم الجمعة، مسيرات بمشاركة الآلاف، تنديداً بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتأكيداً لدعم خيار المقاومة. ودعا الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن في الأردن، بالتعاون مع أحزاب وقوى وطنية وشعبية، إلى مسيرة تحت عنوان "بعزيمة المقاومة.. الرد قادم على مجازر الاحتلال". وأكد المشاركون دعمهم لفصائل المقاومة الفلسطينية، وشددوا على أنها تمثل "السبيل الوحيد لردع العدو ودحر الاحتلال".

وندد المشاركون "بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم عسكري وسياسي واقتصادي أميركي"، واعتبروا أن ما يتعرّض له الفلسطينيون في غزة من حرب تجويع يستهدف تهجيرهم من أرضهم.

وطالب المتظاهرون الحكومة الأردنية بوقف "كلّ أشكال التطبيع مع العدوّ وإلغاء اتفاقية وادي عربة وإلغاء اتفاقية الغاز، وإغلاق سفارة إسرائيل في عمّان". وشدد ممثل "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" ونائب الأمين العام لحزب "المستقبل والحياة" عبد الفتاح الكيلاني، في كلمة له خلال المسيرة، على "التضامن الأردني الكامل مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة"، داعياً إلى "ضرورة أن تهبّ الأمة جميعها شعبيًا ورسميًا لتقديم واجب النصرة للفلسطينيين".

بدوره، قال القائم بأعمال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي وائل السقا، إن الاحتلال يستهدف تهجير الفلسطينيين عن أرضهم باتجاه الأردن ومصر، موجّهاً رسالة إلى النظام المصري، قال فيها: "إن الصمت لا يُحرر أرضاً ولا يكيد عدواً، ولا ينصر شعباً أو مقاومة، بل يتيح للاحتلال الصهيوني التمدد والتوسّع".

الصورة
مسيرة بالعاصمة الأردنية عمان دعما لغزة، 31 مايو 2024 (العربي الجديد)
مسيرة في العاصمة الأردنية عمّان دعماً وتضامناً مع غزة، 31 مايو 2024 (العربي الجديد)

ودعا السقا الحكومة الأردنية إلى "عدم التعامل الأمني مع حراك الشعب الأردني الداعم للأهل في قطاع غزة"، منتقداً التضييق على الناشطين في فعاليات نصرة غزة. ووجه السقا رسالة للشعب الأردني، قائلاً: "سنبقى في الشوارع في المدن والقرى والساحات وسنبقى نقدم الدعم لأهلنا في غزة إغاثة مالية وصلاة ودعاء، وسنبقى نطالب الحكومة بإنهاء العلاقة السياسية مع الكيان المحتل وإلغاء جميع الاتفاقيات معه، لأنّ كل هذا يتنافى مع مبدأ المقاومة والتحرير".

وشهدت محافظات أردنية أخرى مسيرات مشابهة في الكرك وإربد، ندد المشاركون فيها بموقف الأنظمة العربية الرسمية من الحرب على غزة، وطالبوا بإنهاء حرب الإبادة الجماعية.

ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد الأردن تظاهرات وفعاليات تضامنية مستمرة مع الفلسطينيين. وتسمح السلطات الأردنية بالاحتجاجات في ظل وجود أمني مكثف، لكنها تؤكد عدم قبولها بأي محاولة لاقتحام السفارات، أو "التحريض على الاضطرابات المدنية"، أو محاولة الوصول إلى أي منطقة حدودية مع الأراضي الفلسطينية.

عشرات التظاهرات في المغرب دعماً لقطاع غزة

إلى ذلك، شارك آلاف المغاربة، عقب صلاة الجمعة، في تظاهرات أمام مساجد في عدد من المدن، دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار: "لن نصمت ورفح تحت النار"، في حين ينتظر أن تشهد العاصمة الرباط، مساء اليوم، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان، دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين".

وتأتي الاحتجاجات أمام مساجد المملكة في وقت تواصلت فيه منذ الاثنين الماضي، وبشكل يومي، الفعاليات الشعبية المنددة بمحرقة رفح وبعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقال عضو المكتب المركزي لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، محمد الرياحي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن أكثر من 56 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 115 تظاهرة بعد صلاتي الجمعة والمغرب، دعماً لغزة، واستنكاراً لمجازر رفح، وشجباً للصمت الدولي.

وأوضح أن الهيئة دعت الشعب المغربي إلى الانخراط القوي والواسع في "جمعة طوفان الأقصى 34"، تنديداً بـ"المجازر المرتكبة في حق أهل رفح والتي كان آخرها مجزرة الخيام، التي بينت من جديد الوجه الحقيقي لهذا الكيان المجرم الذي ارتكب كل المحرمات في حق أبرياء عزل". واعتبر أن الفعاليات المتواصلة للأسبوع الـ 34 على التوالي، تظهر مدى اصطفاف الشعب المغربي إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركته التي يخوضها لتحقيق مطالبه العادلة والمشروعة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف. كذلك تأتي لـ"تأكيد الاستنكار والشجب للتخاذل الدولي والعربي الرسمي تجاه ما يحدث من مجازر يندى لها الجبين، مجازر أتت على الأخضر واليابس وحولت غزة إلى مقبرة جماعية كبيرة".

ولفت إلى أن "الفعاليات المتواصلة تنظم على وقع الرفض الشعبي للاتفاقيات التطبيعية التي وقعها المغرب الرسمي مع الكيان المجرم، الذي نعتبره جرثومة الفساد والإفساد في الأرض". إلى ذلك، عرف عدد من المدن، منها الدار البيضاء، ومراكش، وآكادير، وطنجة، ووجدة، وخريبكة، وآزمور شفشاون، وبني ملال، وقصبة تادلة، وبركان، وجرسيف، والجديدة، وآسفي، وتارودانت، وقفات ومسيرات عقب صلاة الجمعة، وُجِّه خلالها تحية لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته بوجه آلة الحرب الإسرائيلية، والتنديد بالمجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب المشاركون في الوقفات والمسيرات السلطات المغربية بإلغاء اتفاقية التطبيع وما تلاها من اتفاقيات في العديد من المجالات، وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط، ومكتب الاتصال المغربي بتل أبيب. كذلك ردد المشاركون الذين حملوا الأعلام الفلسطينية وصوراً لمجازر جيش الاحتلال، شعارات تندد بالصمت الدولي والعربي الرسمي، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته في حماية المدنيين الذين ينكل بهم الاحتلال يومياً.

من جهة أخرى، ينتظر أن يشارك عشرات النشطاء المغاربة، مساء الجمعة، في وقفة مركزية شعبية أمام البرلمان بالرباط، دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، تنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في رفح وباقي قطاع غزة، ودعماً للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى المجيدة، وكذلك مواصلة للفعاليات الشعبية المطالبة بوقف العدوان والحرب على غزة، وتأكيداً لمطلب الشعب المغربي بإسقاط التطبيع، وفق بيان للمجموعة.

عشرات الآلاف يتظاهرون في اليمن دعماً لقطاع غزة

وفي اليمن، تظاهر عشرات الآلاف، الجمعة، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة، وتأييداً لاعتراف دول أوروبية بفلسطين. ووفق "الأناضول"، احتشد آلاف اليمنيين في شارع التحرير الأسفل وسط مدينة تعز (جنوب غرب)، استجابة لدعوة أطلقتها مكونات سياسية موالية للحكومة. وأبرز هذه المكونات، المؤتمر الشعبي العام (ليبرالي)، والتجمع اليمني للإصلاح (إسلامي)، والحزب الاشتراكي اليمني (يساري).

ورفع المحتجون الأعلام اليمنية والفلسطينية، ورددوا هتافات داعمة "لصمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، ومنددة بـ"جرائم الإبادة" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع. كذلك رفعوا لافتات كُتب على بعضها "مذابح الاحتلال الصهيوني في مخيمات النازحين برفح تكشف زيف إنسانية المدافعين عن الكيان"، و"اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية انتصار تاريخي وثمرة لطوفان الأقصى"، في إشارة إلى إعلان إسبانيا والنرويج وأيرلندا، الثلاثاء، اعترافها رسمياً بدولة فلسطين.

وفي السياق ذاته، قالت وكالة سبأ، في نسختها التابعة للحوثيين، إن العاصمة صنعاء شهدت "حشداً مليونياً" تلبية لدعوة من الجماعة تحت شعار "مع غزة.. تصعيدٌ مهما كانت التحديات". وردد المحتشدون "شعارات منددة بمواصلة الكيان الصهيوني جرائمه ومجازره المروعة بحق الشعب الفلسطيني، في سياق حرب الإبادة الشاملة للشهر الثامن على التوالي". وأشاد بيان تُلي على هامش المظاهرة "بمواقف أيرلندا وإسبانيا والنرويج في الاعتراف بالدولة الفلسطينية". كذلك ثمّن "المواقف الشجاعة لعدد من دول أميركا الجنوبية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومقاطعة بضائعه"، بحسب الوكالة.

المساهمون