مسقط: انطلاق مفاوضات جديدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية لتبادل الأسرى

30 يونيو 2024
أقارب أسرى يمنيين ينتظرون وصولهم لمطار صنعاء بعد إطلاق سراحهم، 15 إبريل 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلقت مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين في مسقط تحت إشراف الأمم المتحدة، مع تأكيد الطرفين على الأمل في تحقيق نتائج إيجابية والإفراج الكلي عن الأسرى.
- تم التركيز على قضية الأسرى كقضية إنسانية، مع التأكيد على أهمية إطلاق سراح محمد قحطان، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، المعتقل لدى الحوثيين منذ 2015.
- تأتي المفاوضات في ظل تهدئة نسبية وبعد صفقة تبادل ناجحة في إبريل 2023، مع الأمل في تعزيز فرص السلام في اليمن الذي يعاني من الحرب منذ عقد من الزمان.

انطلقت في العاصمة العمانية مسقط، اليوم الأحد، مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية اليمنية، وجماعة الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به لوكالة الأناضول عضو ومتحدث الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى ووكيل وزارة حقوق الإنسان، ماجد فضائل. وأمس السبت، أعلنت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين اعتزامهما حضور جولة مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين الجانبين، في العاصمة العُمانية مسقط.

وقال فضائل: "انطلقت قبل قليل المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بشأن الأسرى والمختطفين في العاصمة العمانية مسقط، ويحدونا الأمل في تحقيق نتائج إيجابية". وأضاف "مطلبنا الأساسي كفريق حكومي هو الإفراج الكلي عن الأسرى والمختطفين دون تمييز على قاعده الكل مقابل الكل". وتابع "لدينا توجيهات واضحة وصريحة من قيادتنا السياسية حول ذلك وأن يتعامل الوفد الحكومي بمسؤولية والتزام كامل بهذا الملف الإنساني، وألا يتم تجاوز المخفي السياسي محمد قحطان بأي شكل، بحيث يكون على رأس أي صفقة تبادل".

ومحمد قحطان، قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح (أكبر حزب إسلامي في اليمن) وأحد أربعة أشخاص مشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 لعام 2015، الذي يلزم جماعة الحوثيين بإطلاق سراحهم. واعتقلت جماعة الحوثيين قحطان من منزله في العاصمة صنعاء في 5 إبريل/ نيسان 2015، بعد أيام من فرض الجماعة إقامة جبرية عليه، وتقول أسرته إنها لا تعلم مصيره أو مكان اعتقاله، فيما لم يتم التواصل معه أبداً منذ احتجازه.

والثلاثاء الماضي، قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض هادي هيج إن موقف الرئاسة والحكومة ثابت بعدم حضور أي مشاورات أو تفاوض إلا بعد إطلاق المخفيين قسراً لدى جماعة الحوثيين، وفي مقدمتهم قحطان. غير أنّ موقف الحكومة تغّير في اليوم التالي بإعلانها المشاركة في جولة مفاوضات حول الأسرى اليمنيين في مسقط، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول مبررات إعلان المشاركة في المفاوضات بعد أن أُعلن عن عدم المشاركة فيها إلا بشروط. 

وكانت توجيهات صادرة عن رئاسة الجمهورية، الثلاثاء الماضي، قضت بعدم إبرام أي صفقة تبادل لا تشمل إطلاق سراح قحطان، أو على أقل تقدير الكشف عن مصيره، وتمكينه من التواصل مع أسرته، والرجوع إلى الرئاسة قبل إبرام أي صفقة لأخذ التوجيهات.

بدوره، قال الصحافي المقرب من الحوثيين، الكرار المراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجماعة "لم ترفض الكشف عن مصير قحطان، بل طلبت من الطرف الآخر أن يكشف عن مصير أشخاص لديه محسوبين عليها، ولأكثر من مرة يتم الاتفاق ويتخلف الطرف الآخر أو يختلق مبررات غير منطقية، أو يطلب شيئاً غير ما اتُفق عليه".

وأضاف المراني أن جماعة الحوثيين "مستعدة في أي وقت وفي أي مكان للدخول في مفاوضات حول الأسرى اليمنيين بالذات، لأهمية هذا الملف وحساسيته، وهو ملف إنساني بالدرجة الأولى، ونحن نتعامل معه على هذا الأساس، وقدمنا فيه تنازلات كبيرة، لأن وراء هؤلاء الأسرى أسر تنتظر عودتهم، وليسوا وحدهم من يعاني".

وأمس السبت، قال رئيس الفريق الحوثي بمفاوضات الأسرى، عبد القادر المرتضى، في تدوينة عبر منصة إكس: "وصلنا بعون الله إلى العاصمة العمانية مسقط لحضور جولة جديدة من المفاوضات على ملف الأسرى، برعاية الأمم المتحدة". وأضاف: "نأمل أن تكون جولة ناجحة وأن يتم فيها الاتفاق على صفقة تبادل جديدة، وأن يوفقنا الله لحلحلة هذا الملف الإنساني".

والجمعة، أعلن رئيس الوفد الحكومي المفاوض، يحيى محمد كزمان، المشاركة في مشاورات مع الحوثيين تنطلق في العاصمة العمانية مسقط، اليوم الأحد. ولا يُعرف على وجه الدقة عدد الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين حاليا، لكن خلال مشاورات في استوكهولم عام 2018، قدّم وفدا الحكومة وجماعة الحوثيين قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومحتجز.

وفي إبريل/ نيسان 2023، نفّذت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين أحدث صفقة تبادل، تم بموجبها إطلاق نحو 900 أسير ومحتجز من الجانبين، بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، بعد مفاوضات ثنائية في سويسرا. ومنذ إبريل 2022، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثيين المسيطرة على محافظات ومدن، بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون