مستوطنون يطالبون بن غفير بالسماح لهم بحمل السلاح ضد الفلسطينيين

31 يناير 2023
مساعٍ للسيطرة على مئات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية (Getty)
+ الخط -

طالب أكثر من سبعين مستوطناً إسرائيلياً في البؤر الاستيطانية "الزراعية والرعوية" في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، بالسماح لهم بحمل السلاح بشكل دائم، وأسلحة تتعدى المسدسات، وذلك بزعم حاجتهم لحماية "مزارعهم وعائلاتهم" من خطر مهاجمتهم من قبل الفلسطينيين.

وتأتي هذه الدعوات على وقع إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الأحد، عزم الحكومة على تسريع إجراءات السماح بحمل السلاح للإسرائيليين لمواجهة العمليات الفدائية الفلسطينية.
 
وفي رسالة وجهها المستوطنون، اليوم الثلاثاء، لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، جاء فيها أن هناك حاجة ضرورية وملحّة لتغيير "السياسة المتبعة" مع أصحاب المزارع الاستيطانية في الضفة الغربية، ويطالبون بالسماح لهم، دون استثناء، بـ"حمل السلاح الشخصي لغرض ضمان أمنهم وأمن عائلاتهم"، بحسب مزاعمهم. 

وكشف موقع "مكور ريشون"، وهي صحيفة التيار الديني الصهيوني الاستيطاني، ويحررها عضو التنظيم الإرهابي اليهودي في سنوات الثمانينيات، حغاي سيغل، عن الرسالة.

ويشكل هؤلاء المستوطنون في العقدين الأخيرين رأس الحربة في عمليات الاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات الفلسطينية من خلال إقامة "مزارع وحظائر" في الأراضي الفلسطينية الريفية في الضفة الغربية، ولا سيما في محيط القرى النائية والصغيرة، كما في جنوب الخليل والأغوار الشمالية، وحتى الوسط.

كما يزرعون هناك كروم عنب لصناعة النبيذ، ويسرقون أشجار زيتون من قرى فلسطينية، بعد اقتلاعها، وإعادة زرعها في بؤرهم الاستيطانية الزراعية.
 
ويقوم هؤلاء المستوطنون، وهم عادة من الشباب، والمتزوجين حديثاً، بالاستيلاء على قطع من الأراضي الفلسطينية ليلاً وتسييجها وإقامة مزارع وحظائر، ثم يوسعون هذه "المزارع الاستيطانية"، مستعينين بقوات من جيش الاحتلال.
 
ويدعي هؤلاء، وهم من أنصار التيار الديني الصهيوني التقليدي، والتيار الجديد المسمى بالحريديم الصهيونيين، بأنهم يحيون مسار وتقليد الاستيطان الزراعي للحركة العمالية التاريخية، خصوصاً أن الأخيرة أقامت في السبعينيات مستوطنات في الأغوار بحجة أنها أقيمت لدوافع أمنية. 

ويعتبر هؤلاء المتطرفون أنفسهم من يكملون الطريق في المرحلة الحالية، بل إنهم يفاخرون أيضاً بأن "مزارعهم" الاستيطانية تحافظ أيضاً على كل شروط الشريعة اليهودية الحريدية، ولا سيما في نمط حياتهم الديني والمحافظ، والعودة لتربية الأغنام والماعز ورعايتها، كما كان في الممالك اليهودية التاريخية، وفق أصل التوراة وشروطها، على طريق الخلاص الإلهي. 

ووفقاً لصحيفة "مكور ريشون"، فقد طالب هؤلاء المستوطنون عبر تنظيم لهم يطلق عليه اسم "هشومير"، السماح لهم أيضاً بحمل البنادق والأسلحة البارزة للعيان التي تزيد من قدرة الردع، وبفعل ما وصفته الرسالة بـ"نجاعة هذه الأسلحة".

ويرى هؤلاء في رسالتهم أنها تتماشى مع ما أسموه نشاط الوزير بن غفير في تعزيز قوة الردع الإسرائيلية وسلطة القانون، خصوصاً أنهم "في صلب النشاط الصهيوني عبر مواجهة في الجبهة مع عناصر معادية، في محاولتهم السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، وتكوين سد منيع أمام السيطرة الفلسطينية على الأراضي".

وجاء في الرسالة إن الموقعين عليها ومنظمتهم "على ثقة بأن طلبهم سيلقى لدى الوزير آذانا صاغية، وسيتم التعامل معها بالشكل اللائق، خصوصاً أنها قضية حياة أو موت". 

ويشير تقرير لمنظمة "ييش دين" الحقوقية المناهضة للاحتلال والاستيطان إلى أنه بين عامي 2017-2021 أقيمت أكثر من 50 مستوطنة زراعية من هذا النوع في الضفة الغربية المحتلة، تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي.

وبين التقرير أن 35 مزرعة استيطانية من هذا النوع مخصصة لتربية الأغنام والماعز، لكن هدفها الأساسي هو السيطرة على مئات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وسط تعاون تام مع الحكومات الإسرائيلية.

المساهمون