مستوطنون يحاولون اقتحام قطاع غزة في ذكرى "فك الارتباط"

15 اغسطس 2024
جنود إسرائيليون عند معبر بيت حانون، 1 مايو 2024 (مصطفى الخاروف/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **محاولة اقتحام قطاع غزة من قبل المستوطنين**: حاول عشرات المستوطنين الإسرائيليين الدخول إلى قطاع غزة لإقامة طقوس تلمودية، لكن جيش الاحتلال ردعهم عند حاجز بيت حانون واستدعى قوات حرس الحدود لإخلائهم.

- **تحركات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة**: نشرت صحيفة هآرتس توثيقات تشير إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على مساحات في غزة، وشق شوارع، وإقامة قواعد عسكرية، مما يشجع مؤيدي تجديد الاستيطان.

- **تهجير السكان الفلسطينيين واستغلال العمليات العسكرية**: عمليات التهجير المستمرة لسكان غزة أدت إلى إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع مصر، والسيطرة على محور نتساريم، مما يعوق حركة حماس.

رد جيش الاحتلال المستوطنين من حاجز بيت حانون

زعم المشاركون في المحاولة أن غزة جزء من أرض إسرائيل الكاملة

تستمر مخططات تهجير أهالي قطاع غزة والعودة للاستيطان فيه وتهويده

حاول عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم الخميس، الدخول إلى قطاع غزة من أجل إقامة طقوس تلمودية وصلوات يهودية، في ذكرى مرور 19 عاماً على خطة فك الارتباط التي نفذتها دولة الاحتلال الإسرائيلي من جانب واحد عام 2005، وانسحبت في إطارها من قطاع غزة، حيث أخلت كلّ المستوطنات هناك، إضافة إلى إخلاء أربع مستوطنات في الضفة الغربية. ورد جيش الاحتلال المستوطنين الذين وصلوا إلى حاجز بيت حانون (إيرز وفق التسمية العبرية) وحاولوا اختراقه للوصول إلى غزة. واستدعى جنود فرقة غزة الإسرائيلية، قوات حرس الحدود التي وصلت إلى المكان، وأخلت المستوطنين، فيما قامت الشرطة بتوقيف عدد منهم.

وجاء في بيان صادر عن المستوطنين المشاركين في محاولة الاقتحام: "لقد حظينا اليوم بشرف المشاركة في محاولة لإقامة صلاة داخل قطاع غزة، من منطلق الإيمان بأن غزة جزء من أرض إسرائيل الكاملة، وإدراك أن الاستيطان وحده سيُعتبر نصراً! وفقط غزة يهودية تزيل تهديد الصواريخ والاختطاف من غزة، وتجلب الأمن لسكان الجنوب والدولة بأكملها! قبل الحرب كان (يحيى) السنوار... يحرص على مسيرات العودة ويهدد سكان الغلاف (المناطق المحيطة بالقطاع) بواسطة البالونات الحارقة وقذائف الهاون، وينبغي عكس الوضع. اليهود يطالبون بما لهم، العودة إلى قطاع غزة". وتتزامن تحركات المستوطنين مع حرب الإبادة الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، وتهجير سكان القطاع من منازلهم ومساكنهم، في وقت توالت فيه التصريحات ومقاطع الفيديو لجنود إسرائيليين، وحتى مسؤولين ووزراء وجهات أخرى، تحدثوا عن مخططات لتهجير أهالي القطاع والعودة للاستيطان فيه وتهويده.

ونشرت صحيفة هآرتس العبرية في يوليو/ تموز الماضي، توثيقات جديدة أشارت إلى أنّ الأمر يحدث فعلاً على أرض الواقع، وذكرت أن جيش الاحتلال سيطر على مساحات في قطاع غزة، وشق شوارع، وأقام قواعد عسكرية، فيما يسير اليمين الإسرائيلي نحو أهدافه لتهويد القطاع والاستيطان فيه، مستغلاً عمليات الجيش وتحركاته. وأضافت أن احتلال أجزاء من قطاع غزة والبقاء فيها لفترة غير محدودة من قبل الجيش الإسرائيلي، يُعتبر واحداً من أكثر التطورات المثيرة في الحرب المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لافتة إلى أن جيش الاحتلال ينظر إلى السيطرة على أراضٍ ومناطق في قطاع غزة، خطوة استراتيجية، فيما يدفع المستوى السياسي نحو استمرار الحرب.

وتتنوع عمليات جيش الاحتلال في المناطق التي يسيطر عليها، من توسيع لقواعد عسكرية، إلى إنشاء بنى تحتية، وشق طرق. ونقلت الصحيفة وقتئذ عن ضابط كبير في جيش الاحتلال، لم تسمّه، تطرّق إلى المناطق التي تمت السيطرة عليها في قلب قطاع غزة، قوله إن الحديث يدور عن "جهود مستمرة بعمليات الاحتلال"، وإن العمليات العسكرية في قطاع غزة تشجّع مؤيدي تجديد الاستيطان في غزة، الأمر الذي يقود إلى خلق ظروف تفرض واقعاً جديداً، وسيطرة إسرائيلية طويلة المدى، بدأت تتشكّل في القطاع. وأشارت الصحيفة إلى عمليات التهجير المستمرة المتواصلة لمئات الآلاف من سكان قطاع غزة منذ بداية الحرب، واحتلال الجيش للمواقع الاستراتيجية التي أخرجهم منها. وأقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بدايةً منطقة عازلة على طول الحدود بين القطاع وما تعرف بمنطقة "غلاف غزة"، وهدم كلّ المباني التي كانت في تلك المنطقة تقريباً، ومنع الفلسطينيين من دخولها، وسيطر على محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، حيث هدم أيضاً الكثير من المباني.

ويسيطر جيش الاحتلال على محور نتساريم، ومنع الفلسطينيين من الإقامة فيه، وأقام في وسطه قواعد عسكرية، وشق طرقاً، وبتر القطاع إلى جزءين، وتحكّم بحركة الفلسطينيين ولا يزال، وهو يستخدم تلك المناطق من أجل الانطلاق منها نحو عملياته. ويولي جيش الاحتلال أهمية كبيرة للمناطق التي يسيطر عليها، وخصوصاً محور نتساريم، الذي يبقي على تهجير الفلسطينيين، وهو ما تنظر إليه إسرائيل على أنه إنجاز، وفقاً للصحيفة العبرية. ويزعم الجيش أن المحور شكّل أداة رئيسية في تطويق شمال قطاع غزة في بداية الحرب، كذلك إن السيطرة عليه تمنع حركة حماس من التحرك بحرية ويصعّب عليها إعادة بناء نفسها. ويمتد طول "الطريق" إلى نحو 6.5 كيلومترات، وأقام الجيش عليه أربع قواعد عسكرية على الأقل. وتتيح صور الأقمار الصناعية وتوثيقات من الميدان، وفقاً للصحيفة، التعرّف إلى ما يحدث في نتساريم، وعلاقته بحركة تهويد القطاع.

ولفتت "هآرتس" إلى وجود توثيقات لا تُنشر على الملأ، لكنها متداولة في مجموعات يمينية استيطانية على منصات التواصل الاجتماعي، أو حسابات شخصية لجنود، تشجّع على الاستيطان في غزة. وتستغل حركة تهويد القطاع العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، وتكتسب تسارعاً بعيداً عن الأنظار.

المساهمون