أعلن مستشار لدى رئيس القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، أن تشكيل الحكومة السودانية الجديدة بات وشيكاً، وذلك بعد الانقلاب الذي نفذه البرهان قبل أيام وإعلانه حالة الطوارئ وحله مجلسي السيادة والوزراء.
وأورد التلفزيون الرسمي في السودان، الأربعاء، نقلاً عن المستشار العميد الطاهر أبو هاجة قوله "ندرس كل المبادرات الداخلية والخارجية بما يحقق المصلحة الوطنية"، مضيفاً "نؤمن بمبادئ ثورة سبتمبر وميلاد حكومة كفاءات مهنية تعبر عن كل السودانيين".
وتابع قائلاً "القائد العام للجيش (البرهان) حريص على وحدة الصف الوطني وأن ترتكز الحلول الوطنية على تعزيز التوافق الوطني".
إلى ذلك، قال البرهان، إن قراراً سيصدر بتكليف رئيس وزراء بتشكيل حكومة تكنوقراط، وذلك خلال اجتماع له مع مبعوث الإتحاد الأفريقي إلى السودان، ألسون ابو سانغو، الذي وصل إلى الخرطوم اليوم لبحث سبل حل الأزمة السودانية.
وأشار البرهان إلى "حرص الجيش على استكمال مؤسسات وهياكل السلطة الانتقالية وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة وتمثل تطلعات الشعب السوداني"، على حد زعمه.
ونفت مصادر تحدّثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق من اليوم الأنباء التي تحدثت عن موافقة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، على تشكيل حكومة كفاءات مستقلة ضمن مشاورات التسوية بين العسكريين والمدنيين.
وذكرت المصادر أنّ حمدوك اشترط عدداً من الشروط مقابل تشكيله حكومة الكفاءات، من بينها إطلاق سراح المعتقلين، وعودة الحكومة إلى ممارسة عملها، والعودة إلى العمل بالوثيقة الدستورية كما كانت، على أن يتخذ هو بعد ذلك وبالتشاور قراراً بحل الحكومة، وتشكيل حكومة كفاءات مع إبعاد حركات الكفاح المسلح عنها، وألا يصدر أي قرار عن قائد الانقلاب بتعيينه إنما يستمر كرئيس الوزراء بالتفويض السابق.
وأشارت مصادر أخرى إلى أنّ مبادرة الشخصيات الوطنية، التي يترأسها محجوب محمد صالح، حققت تقدماً كبيراً بموافقة عدد من الأطراف على العودة إلى الوثيقة الدستورية، وتشكيل مجلس سيادة مصغر دون البرهان، مع تشكيل مجلس أعلى للأمن والدفاع برئاسة البرهان، ويترك لحمدوك اختيار حكومته بالطريقة التي يريدها.
وبحسب المصادر، فإنّ قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان وافق على هذا المخرج، فيما اعترض عليه قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ميدانياً، يسود الهدوء شوارع العاصمة الخرطوم، بالتزامن مع المفاوضات التي تُجرى لحل الأزمة السياسية. وأصدر عدد من لجان المقاومة بيانات، اليوم الأربعاء، وأمس الثلاثاء، وضعت فيها جداول للتصعيد الثوري خلال الأسبوع المقبل، بما يشمل مواصلة العصيان المدني والإضراب السياسي، والمخاطبات، والتظاهرات الليلية وتسيير مواكب مركزية.