رأى المستشار المتعاون السابق لمدير مكتب الرئيس الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، اليوم السبت، أن كييف ارتكبت خطأين رئيسيين في ساحة المعركة لصد الحرب الروسية عليها، هما تركيز قوات الجيش الأوكراني ومعداته في المعارك من أجل مدينة باخموت (أرتيوموفسك وفق التسمية السوفييتية والروسية) وعدم إقامة أي دفاعات، داعيا إلى إجراء الانتخابات رغم أن دستور البلاد يحظر ذلك في ظل إعلان حالة الحرب.
وفي منشور مطول على قناته على "تليغرام" باللغة الروسية التي يعتمدها، اعتبر أريستوفيتش الذي استقال من منصبه في بداية العام الحالي، أنه من أجل "أسطورة قلعة باخموت" تم إهدار قوات ومعدات وموارد كثيرة للغاية تفتقدها أوكرانيا حاليا في منطقة التقدم المضاد في جنوب البلاد.
وكتب أن كييف لا تقيم دفاعات في ساحة المعركة على غرار ما يعرف بـ"خط سوروفيكين" الذي يضم شبكة واسعة من الخنادق وحقول الألغام والأسلاك الشائكة ومواقع إطلاق النار المخصصة لإبطاء أي هجوم تنسب إقامته إلى القائد السابق لمجموعة القوات الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفيكين. ورجح أريستوفيتش أنه في حال أقامت أوكرانيا هي الأخرى مثل هذه الدفاعات، لكان ترتب على ذلك الارتقاء بقدرة القوات الأوكرانية على الصمود، مضيفا: "لم يتم فعل ذلك، وهذا هو خطأنا الاستراتيجي الثاني".
وجزم بأن قرارا بشأن النطاق الاستراتيجي للدفاع ما كان يمكن أن تتخذه سوى القيادة السياسية لا العسكرية الأوكرانية. وتابع أن "الأخطاء الاستراتيجية في الميدان تلوح وراءها أخرى في إدارة الدولة والسياستين الخارجية والداخلية كالفساد وتراجع دعم أوكرانيا في الأفق وتشديد الخناق داخل البلاد وتدمير العلاقات مع أقرب الجيران"، منتهياً إلى أن أوكرانيا باتت في مأزق.
ولفت إلى أن السلطات الروسية تنمي ميزانيتها العسكرية وتعزز صناعاتها وتتخذ غيرها من الإجراءات، بينما تخنق القيادة الأوكرانية قطاع الأعمال والحريات المدنية وتتشاجر مع الجيران والشركاء الرئيسيين وحتى "تحفز الفساد"، على حد زعمه.
وكان أريستوفيتش قد استقال من منصبه كمستشار متعاون لمكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، على خلفية إعلانه أن الصاروخ الذي أصاب مبنى سكنيا في مدينة دنيبرو أسقط بواسطة قوات الدفاع الجوي الأوكراني، مما جاء مطابقا لرواية الكرملين للحادثة، ومتعارضا بشكل كامل مع الرواية الرسمية الأوكرانية، فلم يجد أمام نفسه من حيلة سوى الاعتذار والاستقالة.