أكد مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، محمد مرندي، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، أن ثمة "خلافات مهمة" ما تزال دون حل خلال هذه المفاوضات، مشيراً إلى أن "التنازل الأميركي في بعض المجالات ليس في مستوى يرضينا".
وأوضح مرندي أن الخلافات المتبقية تشمل ثلاثة مجالات؛ هي رفع العقوبات والتحقق من رفعها والضمانات، لافتا إلى أنها خلافات "ملفتة للنظر".
وبخصوص مدى احتمال اتخاذ الأطراف المشاركة في المفاوضات "قرارات سياسية" خلال الأيام المقبلة، دعا المستشار الإيراني "الأميركيين والأوروبيين إلى اتخاذ قرارات مهمة لنتوصل إلى الاتفاق"، مؤكداً أن "الدول الغربية إذا ما أرادت الاتفاق عليها اتخاذ قرارات والقيام بأعمال".
وأضاف مرندي في مقابلته مع "العربي الجديد" بعد عودته، مساء السبت من فيينا برفقة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، أن "روسيا والصين تدعمان مواقف إيران في جميع المجالات وتعتبران أنها على حق في مطالبها".
وعن العقدة الأساسية بالمفاوضات، قال إن "الخلاف الأساسي ناتج عن الغربيين يريدون كل شيء من دون تقديم شيء"، مشددا على أنهم "يريدون من إيران القبول بالقيود النووية لكن في المقابل يريدون الإبقاء على العقوبات لتضييق الخناق حول رقبة الشعب" الإيراني.
وعن التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد تلميحات إيرانية أخيرا بشأن إمكانية ذلك، استبعد مستشار الوفد الإيراني لمفاوضات فيينا إجراء التفاوض المباشر في ظل السلوك الأميركي الحالي.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قد لمح الأسبوع الماضي إلى إمكانية التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة، قائلا: "إذا وصلنا إلى مرحلة خلال مفاوضات فيينا وجدنا أن التوصل إلى اتفاق جيد يستدعي التفاوض مع أميركا. فلن نتجاهل ذلك".
وكانت أطراف مفاوضات فيينا قد اتفقت، الجمعة، على وقف الجولة الثامنة من المفاوضات لأسبوع وعودة الوفود إلى بلدانها للعودة بعد ذلك بقرارات سياسية لحل القضايا العالقة، بغية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
واقتربت المفاوضات من "مرحلتها النهائية وهي تحتاج إلى قرارات سياسية"، وفق بيان للترويكا الأوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) المشاركة في المفاوضات. كما قال منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، على "تويتر"، "سيعود المشاركون إلى عواصم بلادهم للتشاور وتلقي التوجيهات.. القرارات السياسية مطلوبة الآن، رحلة آمنة لجميع المشاركين".
وفي محاولة غربية لإقناع إيران باتخاذ قرارات سياسية خلال هذا الأسبوع لإحياء الاتفاق النووي، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء السبت، مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، ركزت على بحث تطورات مفاوضات فيينا.
وأكد رئيسي، خلال الاتصال، وفق موقع الرئاسة الإيرانية، أنّ الولايات المتحدة اعترفت بفشل سياسة الضغوط القصوى، مشيراً إلى أن "الجمهورية الإسلامية أثبتت إرادتها وجديتها خلال المفاوضات للتوصل إلى اتفاق".
وأضاف أنّ خطوات الطرف الآخر "يجب أن تشمل رفع العقوبات والتحقق (من إلغائها) وضمانات معتبرة".
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، خلال الاتصال، "ضرورة تسريع" الجهود لإحراز "تقدم ملموس" بالمفاوضات، وفق بيان الإليزيه، نشر اليوم الأحد.
وحسب موقع "فرانس 24" فإن بيان الرئاسة الفرنسية تضمن أنه "بالنسبة للاتفاق النووي عام 2015" فإن ماكرون "أكد قناعته بأن حلاً دبلوماسياً يبقى ممكناً وواجباً، وشدد على أن أي اتفاق سيتطلب التزامات واضحة وكافية من جميع الأطراف، تعمل فرنسا من أجلها مع كل الأطراف".
وتابعت الرئاسة الفرنسية "بعد أشهر من استئناف المفاوضات في فيينا، أصر (ماكرون) على ضرورة تسريع (الجهود) من أجل تحقيق تقدم ملموس بسرعة في هذا الإطار".
وشدد ماكرون خلال المحادثة على "ضرورة أن تبرهن إيران على نهج بنّاء وتعود إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتها".