- الجهود الدبلوماسية تتواصل لضمان تبني مشروع قرار يشمل وقف إطلاق النار، الإفراج عن الرهائن، وإزالة عوائق المساعدات الإنسانية لتجنب مجاعة في غزة.
- تدهور الوضع الإنساني بسبب منع إسرائيل وصول المساعدات إلى شمال غزة، مع دعوات الأمم المتحدة لإسرائيل لإزالة العقبات ووقف العمليات العسكرية لأسباب إنسانية.
يطالب مشروع القرار بوقف فوري لإطلاق النار يؤدي إلى وقف دائم
يطالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى والرهائن
مشروع القرار جاء بعد مفاوضات أعضاء غير دائمين مع واشنطن
يسعى مجلس الأمن الدولي مجدداً، الاثنين، إلى تبني نص يطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، وهو مطلب سبق أن أعاقته الولايات المتحدة مرات عدة لكنها أظهرت أخيراً مؤشرات إلى تغيير في لهجتها مع حليفتها إسرائيل.
واستخدمت روسيا والصين، الجمعة، حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار أميركي دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفاً "فورياً" لإطلاق النار في غزة، ربطاً بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع.
ورأى بعض المراقبين في ذلك المشروع تحولاً كبيراً في موقف واشنطن التي تتعرض لضغوط للحد من دعمها لإسرائيل، فيما أسفر العدوان الإسرائيلي عن مقتل 32226 شخصاً في غزة، وفق أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة، الأحد.
وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح "وقف إطلاق النار" في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت ثلاثة نصوص في مجلس الأمن في هذا الإطار.
والنص الأميركي الذي أسقِطه الـ"فيتو" لم يدعُ بشكل صريح إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل استخدم صياغة اعتُبرت غامضة من جانب الدول العربية والصين، وكذلك روسيا التي نددت بـ"نفاق" الولايات المتحدة.
ومشروع القرار الذي سيطرح للتصويت في مجلس الأمن، الاثنين، هو نتيجة لعمل الأعضاء غير الدائمين في المجلس الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنب فشل آخر، وفقاً لمصادر دبلوماسية أعربت عن بعض التفاؤل بشأن نتيجة التصويت.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس، الأحد: "نتوقع، ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة، أن يتم تبني مشروع القرار وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده".
إفراج غير مشروط
والمشروع في نسخته الأخيرة، التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس الأحد، "يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن "يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار"، كما "يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
ويدعو مشروع القرار الجديد أيضاً إلى "إزالة كل العوائق" أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لم يتمكن مجلس الأمن المنقسم بشدة سوى من تبني قرارين طابعهما إنساني بشأن ملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، من أصل ثمانية مشاريع طرحت للتصويت.
منع دخول المساعدات
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، أن إسرائيل منعتها نهائيا من إيصال مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث خطر المجاعة في أعلى مستوى.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عبر منصة إكس: "رغم المأساة التي تتكشف أمام عيوننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للوكالة إلى الشمال". أضاف "هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان".
وأكدت المتحدثة باسم "أونروا" جولييت توما لفرانس برس أن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية والجوية، الأحد، في خانيونس، حيث يزعم أنه يريد "القضاء" على مقاتلي حركة حماس.
وغداة زيارته الجانب المصري للحدود مع القطاع، حيث دعا إلى وضع حدّ لـ"كابوس لا ينتهي" يعيشه الغزّيون، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إسرائيل على "إزالة ما تبقى من عقبات" أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال "هذه المعاناة يجب أن تنتهي"، داعياً إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" والإفراج الفوري عن "جميع الرهائن" المحتجزين في غزة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر وبدء الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة.
وصرح غوتيريس، الأحد، بأنه "عندما ننظر إلى غزة، يبدو الأمر كما لو أن فرسان نهاية العالم الأربعة، الحرب والمجاعة والغزو والموت، يركضون فوقها".
مع تواصل تدهور الوضع الإنساني في غزة، يُنتظر وصول وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد.
وقال غالانت، الأحد، إن زيارته لواشنطن ستتمحور حول الحفاظ على "التفوّق العسكري الإسرائيلي" في الشرق الأوسط مع احتدام القتال في غزة.
وأوضح "خلال زيارتي، سأركز على الحفاظ على التفوّق العسكري النوعي لإسرائيل وعلى سبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم"، وفق بيان أصدره مكتبه.
وتحذّر الولايات المتحدة إسرائيل من شنّ هجوم على مدينة رفح، التي تكتظ بنحو 1.5 مليون فلسطيني وفقا للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء الحرب.
وصعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته، الأحد، تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً مجدداً "معارضته الصارمة" لهجوم إسرائيلي على رفح، ومحذراً من أن "النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب".
غير أنّ نتنياهو يكرّر تأكيده أنّ هجوماً برياً على رفح أمر ضروري من أجل تحقيق "النصر الكامل" على "حماس".
(فرانس برس، العربي الجديد)