مسؤول عسكري إسرائيلي: القضية الفلسطينية قنبلة موقوتة

09 أكتوبر 2020
يحذر شالوم من الاعتقاد بأن العالم العربي سيتجاهل فجأة قضية فلسطين (علي جادالله/الأناضول)
+ الخط -

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة، المقابلة الكاملة مع رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" البريغادير جنرال درور شالوم، بعد أن كانت نشرت مقاطع منها قبل يومين.

واتضح من نص المقابلة الكاملة، أن شالوم، الذي يُعتبر بحكم منصبه المصدر الأول للتقديرات العسكرية، يرى أن التحديين الرئيسيين أمام إسرائيل هما إيران (فكلّ ما يملكه حزب الله والجهاد الإسلامي مصدره إيران، بحسبه)، والقضية الفلسطينية التي يعتبرها قنبلة موقوتة.

وبحسب ما نُشر في "يديعوت أحرونوت"، فإنه يرى أن "الجيل الصاعد في أراضي السلطة الفلسطينية يبحث عن طريقه، وفي ظل كورونا والضائقة الاقتصادية فإن "الإرهاب" لن يقفز عن الضفة الغربية، لقد تصاعد في الماضي وقمنا بخفض وتيرته، والآن هناك ثلاثة أمور تحفظ الهدوء في الضفة الغربية: وجود الجيش، والوضع الاقتصادي والتنسيق الأمني".

وبحسبه، فإن القضية الفلسطينية موضوعة أمامنا كقنبلة موقوتة. هذا ليس أمراً سيحصل غداً، لكن التفكك هناك ممكن في اليوم الذي يلي أبو مازن، وممنوع أن نتجاهل ذلك، سيكون ذلك تحدياً اقتصادياً مدنياً للسلطة هناك".

ويؤكد درور كمسؤولين سابقين غيره، أن "تقوية السلطة الفلسطينية هي مصلحة أمنية إسرائيلية محض، وأن هذا القول ليس تصريحاً سياسياً".

ورداً على سؤال حول أجواء التطبيع العربي الإسرائيلي، فإن درور يحذر من أنه "من الممنوع الاعتقاد أن العالم العربي سيتجاهل فجأة القضية الفلسطينية. فهي تمثل الحدّ الأدنى من العامل المشترك للعالم العربي ككلّ، وفي نهاية المطاف فإن اتفاقيات التطبيع التي تم إبرامها تمت لأن الضم تأجل. الشرق الأوسط اليوم هو إما مشرد أو عاطل عن العمل أو فاقد للأمل. فلا توجد طبقة وسطى ولا مكانة للمرأة، وهذا ينفجر من حين لآخر. التعاون معنا هو "قشرة رقيقة" علينا أن نعرف كيف نحسن وضع المنطقة، وأن يكون الوضع فيها أفضل وإلا ارتد الأمر علينا".

ورداً على سؤال عن بدء المفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود المائية، اعتبر درور أنه لا يزال بمقدور "حزب الله" عرقلتها.

وكان شالوم أعلن في المقابلة أنه "لم يثبت بعد أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران عاد، بالضرورة، بالفائدة على إسرائيل". وأضاف أنّ "إيران ما زالت بعيدة عن الركوع، فهي لم تتراجع، ومن المهم التوضيح أنني أؤيد استراتيجية الضغط على إيران. لقد ضعفت إيران كقوة عظمى، لكن الاستراتيجية الأميركية المستقبلية هي أقصى درجة من الضغط والاتجاه لصفقة، والسؤال هو هل ستكون هذه الصفقة جيدة لنا".

إلى ذلك، قال شالوم في المقابلة المذكورة، إنّ إيران هي مصدر الخطر الأكبر على إسرائيل، فقدرات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"حزب الله" اللبناني مصدرها إيران، "وفي اللحظة التي تمتلك فيها إيران قدرات نووية فستكون هذه المنظومة عدائية جداً ضدنا".

وبحسب تقديرات رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال، فإنّ "بمقدور إيران امتلاك قدرات نووية خلال عامين من لحظة اتخاذها قراراً بذلك، وهذا ليس بوقت طويل، وهو يقلقني جداً. إذا حازت إيران قنبلة نووية، فإن كل هذه المنظومة ستوجه ضدنا".

إلى ذلك، خصص شالوم جزءاً من المقابلة لـ"حزب الله" ومشروعه الصاروخي، والتقديرات التي تشير إلى تراجع قوة الحزب داخلياً في لبنان والحرج الكبير الذي لحق به جراء كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً في خطابه قبل نحو عشرة أيام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عمّا ادّعى أنها مستودعات يخزن فيها "حزب الله" أسلحة وصواريخ في حي الجناح في بيروت، وهو ما ردّ عليه "حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله بالنفي، وتكذيب نتنياهو، في كلمة ألقاها نصر الله على الهواء مباشرة عبر قناة "المنار" بعد وقت قصير من خطاب نتنياهو.

وادعى رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال أن خطاب نتنياهو "ألحق بنصر الله حرجاً كبيراً جداً، ونحن نعرف ما الذي سارع إليه نصر الله من هناك، لقد تصبب نصر الله عرقاً في يوم خطاب نتنياهو وكان محرَجاً للغاية وعرف حجم الاختراق عنده".

وبحسب المسؤول في جيش الاحتلال، فإن "مشروع تطوير دقة الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" في لبنان، يتعثر بفضل نشاطنا فوق السطح وتحت السطح. لقد دفع قاسم سليماني نصر الله، الذي انجرف وراءه وعرّض نفسه للخطر، ولن يكون بمقدوره الآن أن يوقف المشروع، لكنه يدرك أن من شأن هذا المشروع أن يؤدي لحرب ويؤخر المشروع وإضعافه".

وكرّر الميجور جنرال درور شالوم تصريحات إسرائيلية سابقة، إذ قال إن "حزب الله يضع لبنان فوق برميل من البارود، وهو رهينة للإيرانيين ويواجه ضغوطاً أكبر من الداخل. لقد تآكلت مكانته وهو ما قد يقوده إلى أخطاء".

المساهمون