اتهم مسؤول في الحكومة الأوكرانية، يوم السبت، رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، الذي يطرح نفسه وسيطاً بين روسيا وأوكرانيا، بأنه حاول خلال اتصالاته المباشرة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إقناع الأخير بالرضوخ لشروط روسيا لوقف الحرب على أوكرانيا.
ونقلت صحيفة هآرتس، عن المسؤول في الحكومة الأوكرانية، الذي لم تكشف عن هويته، قوله إنه لا قيمة لجهود "الوساطة" التي يقوم بها نفتالي بينت، وإن هذه الجهود "تشكل ذريعة لرئيس الحكومة الإسرائيلية للامتناع عن تقديم المساعدات الأمنية إلى أوكرانيا، والانضمام إلى العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا".
وبحسب الصحيفة، وصف المسؤول الأوكراني إحدى المحادثات الهاتفية بين زيلينسكي وبينت، وآخرها أمس، بأنها كانت محاولة من رئيس الحكومة الإسرائيلية لإقناع الرئيس الأوكراني بقبول شروط بوتين: "بينت لا يريد نقل اقتراحات، بل يريد منا الاستسلام"، مضيفاً أن زيلينسكي ردّ على أحد اتصالات نفتالي بينت، بقوله: "لقد سمعتك. شكراً لك".
ووفقاً للمسؤول الأوكراني، يعمل بينت عملياً "كصندوق بريد بين الطرفين، وهذا لا يسمى وساطة، عندما تنقل معلومات من طرف إلى آخر".
ووفقاً لهذا المسؤول، فإن سياسة الحياد الإسرائيلية ليست مهمة له، وهناك دول أخرى يمكنها أن تكون صندوق بريد. "فإذا كنت تريد أن تكون وسيطاً، فعليك التركيز على الوساطة، وطرح مقترحات تسوية وتحقيق نتائج، إذا حدثت أمور كهذه سنكون شاكرين".
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مستشار للرئيس الأوكراني، هو ميخائيلو بوديلياك، نفيه أن يكون بينت قد طلب من أوكرانيا القبول بالشروط الروسية كما هي، وأن إسرائيل تعمل على إقناع الطرف الروسي "بتقدير الأمور بصورة لائقة أكثر"، مضيفاً أن القبول بالشروط الروسية "مستحيل لأسباب سياسية وعسكرية".
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني نفسه في إحاطة مع صحافيين، بينهم صحافيون إسرائيليون، ضمنهم موفد "هآرتس" إلى كييف، نير غونتيج، إنه عرض على بينت أن تجري المفاوضات مع روسيا في مدينة القدس المحتلة و"إن بمقدور إسرائيل أن تلعب دوراً مهماً".
وبحسب الصحيفة، أشار الرئيس زيلينسكي إلى حقيقة أن كثيراً من مؤسسي دولة الاحتلال هم من اليهود الأوكرانيين: "لقد تحدثت مع السيد بينت، وقلت له إنه ليس صحيحاً اليوم أن نلتقي في روسيا أو أوكرانيا أو بيلاروسيا. وأنا لا أتحدث عن مفاوضات تقنية، بل عن لقاء بين الزعماء".
وبحسب ما أوردت هآرتس، أضاف زيلينسكي: "أعتقد أنه يمكن إسرائيل أن تكون مكاناً لهذه اللقاءات، وخاصة القدس، هكذا أؤمن، وقلت ذلك لبينت".