- يعبر فارهيلي عن الرغبة في تخفيف الضغوط على لبنان بسبب الأزمات المتعددة والتوترات الإقليمية، مؤكدًا على الدعم المالي والسياسي الأوروبي حتى 2027.
- نجيب ميقاتي يشدد على الحاجة لدعم الجيش والمؤسسات الأمنية والمشاريع الإنمائية، ويدعو الاتحاد الأوروبي لتغيير سياسته تجاه النازحين السوريين لتسهيل عودتهم.
شدد مفوض الجوار والتوسّع في الاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، على أنّ "استقرار لبنان وأمنه هما أولوية أوروبية"، وذلك خلال جولته، اليوم الاثنين، على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، مؤكداً "السعي لتعاون أعمق بين لبنان والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن".
وقال فارهيلي في تصريح له، عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي: "من الواضح للمجلس الأوروبي أنه يريد أن يساعد بوسائله باستقرار لبنان وأمنه، من خلال تقديم دعم إضافي للقوات المسلحة في لبنان، للجيش والأجهزة الأخرى التي تساهم في أمن واستقرار المنطقة، لذلك نحن نبحث عن رزمة من التدابير الداعمة والدائمة لدعم استقرار وأمن لبنان". وأضاف فارهيلي "نأمل أن نستطيع أن نستكمل ذلك بسرعة، وأن نعلن عن هذه الرزمة واستكمالها عندما يأتي رئيسنا إلى لبنان، وسنعلن عن ذلك في ذلك الحين".
وتابع مفوض الجوار والتوسّع في الاتحاد الأوروبي: "ندرك الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الشعب اللبناني، والمشاكل المحلية الموجودة، والطريق المسدود في الشأن السياسي، كما المسائل المالية والاقتصادية والاجتماعية وكل التوترات الإقليمية المحيطة بلبنان، ونحن هنا أيضاً لتوجيه رسالة واضحة بأنه علينا تخفيف الضغوط في المنطقة، ونودّ بالتأكيد أن نساهم في ذلك".
وأردف "أما في ما يتعلق بازدهار لبنان على المدى الطويل، فنريد أن نعيد تأكيد دعمنا المستمرّ للبنان وشعبه وخصوصاً للمجموعات الأكثر هشاشة، ولقد أعدت تأكيد الدعم الأوروبي الطويل الأمد والمستمر للبنانيين ليتمكّن لبنان من الاعتماد على دعمنا المالي والسياسي خلال السنوات المقبلة على الأقل خلال نهاية هذه الفترة المالية أي حتى 2027".
من ناحية ثانية، قال فارهيلي: "من الواضح أنّ المجلس الأوروبي لم يوضح فقط بأن الاتحاد الأوروبي مستعدٌ للاستمرار بدعم النازحين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، ولكن المجلس الأوروبي أوضح أيضاً بشكل كبير أنه علينا الآن مضاعفة جهودنا لمكافحة تهريب الأشخاص والتهريب بشكل عام وتعزيز حماية الحدود، وأيضاً ضبط الهجرة غير الشرعية". وتابع "لقد أوضح المجلس الأوروبي أنّ التعاون مستمرٌ مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وأنه يجب احترام شروط العودة الطوعية الآمنة والكريمة، بالتعاون مع السلطات اللبنانية ليتمكّن النازحون السوريون في لبنان من العودة إلى سورية".
من جهته، شدد ميقاتي على "الحاجة الملحّة لدعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية، ودعم المشاريع الإنمائية والاستثمارية في لبنان في مجال الطاقة المتجددة والمياه والتنمية المستدامة". ودعا خلال الاجتماع الاتحاد الأوروبي إلى أن "يغيّر سياسته في ما يتعلق بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وأن تكون المساعدة موجّهة لتحقيق عودتهم إلى بلادهم".
إستقبل رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي مفوض الجوار والتوسع في الاتحاد الاوروبي أوليفر فارهيلي بعد ظهر اليوم في السرايا.
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) April 22, 2024
وضم الوفد الاوروبي سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان ساندرا دو وال، رئيس ديوان المفوضية الاوروبية لازلو كريستوفي، والمدير في مكتب الجوار والتوسع فرانشيسكو جواكين… pic.twitter.com/fv6MrUskwt
كما وجّه ميقاتي الشكر إلى "الاتحاد الأوروبي لإدراج لبنان على جدول أعمال اجتماعه الأخير، وإقرار رزمة إجراءات سياسية ومالية لدعم لبنان سيُعلَن عنها قريباً". وترأست ملفات الجنوب اللبناني والمؤسسة العسكرية واللاجئين السوريين الاجتماع الذي عقده ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الجمعة الماضي.
دعوات لدعم جيش لبنان
ويدعو لبنان المجتمع الدولي لدعم المؤسسة العسكرية في المجالات كافة، خصوصاً أنّ من أبرز بنود المبادرات الخارجية، منها الفرنسية والأميركية، المتّصلة بوقف إطلاق النار على جبهة الجنوب اللبناني، الذي يشهد مواجهات عسكرية عنيفة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ترتكز على ضرورة تعزيز انتشار الجيش في المنطقة الحدودية.
وقال مصدرٌ في قيادة الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّه "جرى في باريس بحث خطة لدعم المؤسسة العسكرية، وتشكيل لجنة تضم إيطاليا وفرنسا ولبنان لبحث احتياجات الجيش"، مشيراً إلى أنّ "خطة دعم الجيش سيبدأ البحث بها في المرحلة الراهنة، وبعد وقف إطلاق النار في الجنوب من أجل تعزيز دوره على الحدود".
كما يطالب لبنان المجتمع الدولي بـ"حلّ معضلة النازحين السوريين التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا خصوصاً"، بحسب تصريح ميقاتي، متمنياً على ماكرون أن "يطرح على الاتحاد الأوروبي موضوع الإعلان عن مناطق آمنة في سورية، بما يسهّل عملية إعادة النازحين إلى بلادهم، ودعمهم دولياً وأوروبياً في سورية وليس في لبنان".
وغداً الثلاثاء، يعقد اجتماع وزاري وقضائي وأمني موسَّع بشأن اللاجئين السوريين (تصرّ السلطات اللبنانية على توصيفهم بالنازحين)، وذلك في وقتٍ ترتفع الحملات في لبنان ضدّهم، وتعلو الأصوات المنادية بترحيلهم، خصوصاً الذين لا يحملون سندات إقامة أو أوراقاً قانونية، في خطوة تحذر منها المنظمات الدولية المعنية، باعتبار أن هؤلاء يجري تسليمهم إلى النظام السوري، مما يعرّض حياتهم للخطر.
وعقب خطف وقتل المسؤول في "حزب القوات اللبنانية" باسكال سليمان، من قبل عصابة سرقة أفرادها سوريون، ارتفع الخطاب التحريضي ضد السوريين في لبنان، وزادت إجراءات البلديات المتخذة بحقهم، وحملات التدقيق بأوراقهم القانونية، وقد وصل الهجوم إلى حدّ التعرّض لبعض السوريين بالضرب والاعتداء في مناطق ضمن نطاق بيروت وكسروان، وجبيل، وإقفال محالهم.