مسؤول أميركي: إسرائيل وافقت على اتفاق في غزة والكرة في ملعب حماس

02 مارس 2024
وقف إطلاق النار قد يدوم ستة أسابيع في غزة (أحمد حسب الله/ Getty)
+ الخط -

"قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى حد كبير الخطوط العريضة للاتفاق"

"من الممكن بدء وقف إطلاق النار اليوم لـ6 أسابيع إذا وافقت حماس"

وفد من حماس في القاهرة خلال ساعات لتسليم ردها بشأن التهدئة

من المقرّر أن تُستأنف المفاوضات في القاهرة غداً الأحد

قال مسؤول أميركي، اليوم السبت، إن مصير الهدنة المقترحة في غزة يعتمد على موافقة حركة حماس على إطلاق سراح "فئة محددة من الرهائن"، وذلك بعدما قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى حد كبير الخطوط العريضة للاتفاق، على حد زعمه.

وقال المسؤول للصحافيين طالباً عدم كشف اسمه، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس"، إن "الكرة الآن في ملعب حماس"، مضيفا: "الإطار موجود، وقد قبله الإسرائيليون عملياً. من الممكن أن يبدأ اليوم وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح فئة محددة من الرهائن.. المرضى والجرحى وكبار السن والنساء".

وتابع: "أريد فقط أن أؤكد على أنه سيكون لدينا وقف لإطلاق النار إذا عالجت حماس هذه القضية".

وشدد المسؤول على أن "الإسرائيليين قبلوا من حيث المبدأ عناصر الاتفاق. والكرة الآن في ملعب حماس".

وأوضح أن "المناقشات مستمرة" في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان خلال نحو أسبوع، لافتا إلى أنه "حدث تقدم كبير في الأسابيع الأخيرة، ولكن كما هو الحال دائما، لا يوجد اتفاق ما لم يحسم كل شيء".

ويواصل الوسطاء قطر والولايات المتحدة ومصر محاولة التوصل الى اتفاق يسمح بإبرام هدنة تتوقف خلالها الحرب الإسرائيلية على غزة لقاء الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.

ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت أنّ حكومة بنيامين نتنياهو أبلغت مصر وقطر بأنها لن تعقد جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن، حتى تقدّم حماس قائمة الأسرى المحتجزين لديها والذين ما زالوا على قيد الحياة.

وتعتقد إسرائيل أنّ 134 أسيراً يوجدون لدى المقاومة، تقول إن من بينهم 31 جثة لأسرى، إضافة إلى 6 أسرى يحملون الجنسية الأميركية.

ونقلت "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين، اليوم أيضاً، قولهما إنه من المقرّر أن تُستأنف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في القاهرة غداً الأحد. وأوضحا أنّ الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، مشيرين إلى أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانه.

وأكد مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم السبت، أن وفداً من حركة حماس، يضم نائب رئيس مكتب غزة خليل الحية وعضو المكتب السياسي للحركة زاهر جبارين، سيصل إلى القاهرة خلال ساعات لتسليم ردّ الحركة النهائي على إطار "باريس 2"، فيما سيوجد بالتزامن وفد أمني إسرائيلي في العاصمة المصرية، من ضمنه مسؤول ملف الأسرى في الجيش نيتسان آلون، للاطلاع على مضمون الردّ.

وأوضح المصدر المصري أن لدى الوفد الإسرائيلي الذي سيصل إلى القاهرة صلاحية التفاوض، بعد التأكد من تلبية ردّ المقاومة الحدّ الأدنى الذي حددته الحكومة الإسرائيلية.

وفي السياق، قالت مصادر قيادية في حركة حماس إنّ الأخيرة لن تقدّم أي تنازلات تسعى الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي لفرضها على المقاومة خلال عملية التفاوض غير المباشر.

وكشف قيادي في الحركة، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن حماس والمقاومة لن تقدّما أي تفاصيل أو معلومات بشأن الأسرى لديهما من دون ثمن، و"ثمن كبير يجب أن تدفعه على صعيد التخفيف من معاناة أهل غزة ووقف إطلاق النار".

مساعدات من الجو

على صعيد متصل، لفت المسؤول الأميركي إلى أن الهدنة المطروحة لستة أسابيع هي "مرحلة أولى" بهدف تحقيق "شيء أكثر استدامة"، ولا سيما للتمكن من زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير.

اللقاء الصحافي الذي تحدث خلاله مسؤولان كبيران آخران في البيت الأبيض، تناول أيضا إنزال مساعدات أميركية جوا في القطاع الفلسطيني المهدد بالمجاعة.

وأكد أحد المسؤولين أن إنزال المساعدات الإنسانية جوا أو احتمال تسليمها عن طريق البحر مستقبلا "لا يمكن أن يشكل بديلا للإدخال الضروري للمساعدات عبر أكبر عدد ممكن من الطرق البرية، هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لتوصيل المساعدات على نطاق واسع".

وسادت في الساعات الأخيرة مخاوف من تعثر المفاوضات، بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس في شارع الرشيد بمدينة غزة، حيث استهدف مئات المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 110 أشخاص.

وذكر المصدران لـ"رويترز" أنّ ما حصل في شارع الرشيد لم يبطئ سير المحادثات، لكنه دفع المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدّم المحرز في سير المفاوضات.

وكانت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية قد نقلت، أمس الجمعة، عن مسؤولين أميركيين قلقهم البالغ إزاء احتمال تعثر المفاوضات بعد ما حصل في شارع الرشيد، مشيرة نقلاً عن مسؤول أميركي إلى أن هناك شعوراً متزايداً بالتشاؤم في البيت الأبيض بشأن إمكانية إنهاء الاتفاق، الذي قال الرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً إنه بات قريباً.