كشف رجل العصابات التركي المدان سابقاً قضائياً، سيدات بيكر، اليوم الاثنين، أنه التقى، أمس، مسؤولين أمنيين إماراتيين، حيث يقيم في دبي، بعد غيابه عن منصات التواصل الاجتماعي ليوم كامل، وانتشار الأحاديث حول اعتقاله أو تعرّضه للاختطاف.
وتنشغل الأوساط التركية الشعبية والرسمية والإعلامية مؤخرا بفيديوهات ينشرها بيكر، يدّعي فيها وجود ارتباطات بين رموز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مع رجال العصابات، وتورّطهم في بعض الأعمال غير الشرعية.
وتفاعل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، مع غيابه، وعدم نشره الفيديو العاشر المنتظر، حيث اعتاد نشر شريط كل يوم أحد يفضح، بحسب قوله، ارتباط الحكومة مع العصابات، وهو ما تنفيه الحكومة وتعتبره مجرد افتراءات.
وتداولت بعض الحسابات خبرا مفاده بداية أن القوات الخاصة التركية البحرية اختطفت بيكر من مقر إقامته، ولكن مستشاره الإعلامي، إمره أولور، نفى ذلك، مؤكدا استدعاءه من قبل الشرطة الإماراتية.
وأفاد أولور، في تصريحات له، أن "الشرطة الإماراتية جاءت إلى منزله (بيكر) في دبي الساعة 12:00 ظهراً بالتوقيت التركي (التاسعة صباحاً بتوقيت غرينيتش)، ودعته إلى أحد الأماكن، وأن يكون وحده من دون أن يحمل أي أجهزة إلكترونية معه، وأن بيكر قبل الدعوة، وحتى الساعة 22:16 بالتوقيت التركي لم يكن قد عاد إلى منزله بعد، ولم يكن أحد يعلم أين هو ومتى يمكن أن يعود".
وأضاف أن "الإنتربول الدولي رفض 10 طلبات تقدمت بها تركيا من أجل إدراج اسم بيكر على النشرة الحمراء الدولية واستعادته، ولكن تم رفضها جميعها، لأنها اعتبرت أن تصريحات بيكر هي تصريحات سياسية فقط".
وبعد منتصف الليل، ظهر بيكر عبر "تويتر" ونشر تغريدات طمأن فيها متابعيه بأنه بخير، موردا ما جرى معه بالترتيب، ومواصلا تهديده للحكومة.
وأفاد بيكر "خرجت مع المسؤولين الإماراتيين عند ساعات الظهيرة من مقر إقامتي، وعدت الآن إلى منزلي بجوار عائلتي، حيث جرى حوار مطول معي يتعلق بالادعاءات التي تساق بحقي، وأفادوا بأنه لا توجد بحقي أي نشرة حمراء من قبل الإنتربول، وأني ضيف في البلاد مثل بقية المواطنين، وأنهم يتلقون عددا كبيرا من المعلومات الاستخبارية لتنفيذ عمليات اغتيال بحقي، وأبلغتهم معرفتي بذلك".
1-Kıymetli dostlarım, öğle saatlerinden itibaren kaldığım mekandan yetkililerle beraber ayrıldım. Şu an kaldığım mekana, ailemin yanına geri geldim. Hakkımdaki iddiaların yoğunluğu nedeniyle karşılıklı sohbette bulunduk.
— Sedat Peker (@sedat_peker) June 13, 2021
وأضاف "أبلغوني بأنه لا توجد أي مشكلة في حال رغبتي في مغادرة البلاد أو البقاء فيها، والمعلومات التي وردت عن اختطافي غير صحيحة نهائيا، خاصة أنني لست رجلا مطلوبا وفق القوانين الدولية، وهو ما يعني أن بلادي تركيا لا يمكن رسميا أن تقوم بعملية من أجل اختطافي"، مشيراً إلى أن السلطات الإماراتية "عاملته بلطف مثل بقية المواطنين".
وواصل بيكر تهديد الحكومة، وبالتحديد وزير الداخلية سليمان صويلو، ومدير الأمن السابق محمد آغر، بأن "يواصل حكايته طالما بقي على قيد الحياة ويفضح المستور".
وكانت قوات الأمن التركية قد داهمت مقرات بيكر واعتقلت عددا من المتعاونين معه والمقربين منه، بعد اتهامات باتجاره بالمخدرات. وتقدم عدد من المسؤولين، في مقدمتهم وزير الداخلية، بشكاوي للنيابة العامة، للتحقيق في ادعاءات بيكر بارتباط الحكومة بعمل المافيا ودفع رشاوى، على اعتبار أنها مجرد افتراءات وكذب.
ونشر بيكر، حتى الآن، تسعة فيديوهات منذ أكثر من شهر، من مقر إقامته في الإمارات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حققت ملايين المشاهدات، وشغلت الرأي العام، فيما يحقق القضاء في صحة هذه المزاعم، التي تتضمن وجود ارتباطات بين رموز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مع رجال العصابات، وتورّطهم في بعض الأعمال غير الشرعية، في ظل نفي حكومي وتأكيد على أنها مزاعم من دون دلائل.
ونال صويلو دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادات حزب "العدالة والتنمية" وحزب "الحركة القومية"، المتحالف معه، فيما تتبنى المعارضة ادعاءات بيكر وتطالب بالتحقيق مع الحكومة ومحاكمة المتورطين، وتطالب الحكومة بتقديم التوضيحات اللازمة، الأمر الذي تتجنبه الحكومة.
وادعى بيكر أن آغر، الذي يوصف بـ"رجل الدولة العميقة" هو الذي لفق له ملفا قضائيا قاد إلى تفتيش منزله، وأن عملية التفتيش أدت إلى "إرعاب" ابنته، ما دفعه للتهديد بفضح جميع المسؤولين، فيما تلاحقه السلطات القضائية، إذ داهمت الشرطة مقاره ضمن مساعي القضاء على تجارة المخدرات.
وكثفت الأجهزة الأمنية التركية، في السنوات الأخيرة، حملاتها على التنظيمات المحظورة، وسجل للوزير صويلو نجاحه في هذه المهمة، وهو ما دفع بعض الأطراف إلى التنبؤ بأن يكون خليفة أردوغان في حزب "العدالة والتنمية".
وتوعد بيكر، عبر حسابه على "تويتر"، بمواصلة نشر مقاطع فيديو جديدة سيتناول فيها مواضيع عديدة.