استمع إلى الملخص
- الولايات المتحدة تسعى لجعل إسرائيل وحماس تنخرطان بجدية أكبر في المفاوضات لتجنب تصاعد الصراع مع حزب الله، لكن التعديلات المتكررة في المطالب تعرقل التقدم.
- إسرائيل قدمت مقترح "صفقة الممر الآمن" للولايات المتحدة، يتضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل ممر آمن ليحيى السنوار وتحرير أسرى فلسطينيين، ونزع سلاح القطاع وتطبيق آلية حكم جديدة في غزة.
نقلت وكالة رويترز، عن مصادر ومسؤولين مطلعين، أن المسؤولين الأميركيين لم يفقدوا الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير المحتجزين، لكنهم غير متفائلين بتحقيق تقدم ملموس في أي وقت قريب. وأشار العديد من المسؤولين الأميركيين إلى ضآلة الاحتمالات لكنهم أوضحوا أن ذلك التقدير لا يتشاركه الجميع في الإدارة الأميركية.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين عند سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية بايدن: "لا أستبعد ذلك"، مضيفا أن الإدارة تواصل العمل على سد الفجوات المتبقية. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "هذا لا يعني أنه سيتحقق". وأضاف أحد المصادر المطلعة أن التعديل المتكرر في مطالب إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، تطلب بذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء المتواصلة منذ قرابة عام، مضيفا أن ذلك كان مصدر إحباط كبير لإدارة بايدن.
كما صرح مسؤول كبير في إدارة بايدن قائلاً: "لا يبدو أننا قريبون في الوقت الحالي". وأوضح مصدر آخر أن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل وحماس أن تنخرطا بجدية أكبر قبل أن يتصاعد الصراع الموازي بين إسرائيل وحزب الله.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين أمس الجمعة: "تطورت الحرب بعدة طرق مختلفة، وتغيرت الظروف على الأرض بعدة طرق مختلفة، وتبدلت وجهات نظر الجانبين مع استمرار الصراع والعنف". وأضاف كيربي "يؤثر ذلك السياق على عملية صنع القرار لدى القادة".
وكان مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون)، قد ذكروا في حديث مع صحيفة وول ستريت جورنال أنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن. ويأتي ذلك بعد أشهر من التأكيد على أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بات قريبًا.
وأكدت واشنطن في وقت سابق التوصل إلى 90% من ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، ولكن لا تزال هناك فجوات تتعلق بالوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين (فيلادلفي)، على حدود غزة مع مصر، وتفاصيل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "لا يوجد اتفاق وشيك. لست متأكداً مما إذا كان سيتم التوصل إليه على الإطلاق". وأشار المسؤولون إلى سببين رئيسيين للتشاؤم؛ الأول يتعلق بنسبة الأسرى الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاق سراحهم لإعادة المحتجزين لدى حماس، كما أن تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان والغارات الجوية التي تلتها جعلت احتمال اندلاع حرب شاملة أكثر احتمالاً، شكلت عقبة أمام الدبلوماسية.
وزعم مسؤولون أميركيون، في أحاديثهم مع "وول ستريت جورنال"، أنّ "حماس تضع مطالب ثم ترفض الموافقة عليها بعد قبول الولايات المتحدة وإسرائيل بها. لقد أدى هذا التعنت إلى إحباط المفاوضين بشدة، الذين يشعرون بشكل متزايد بأن حماس ليست جادة بشأن التوصل إلى اتفاق". كما اتهم المسؤولون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل العملية، جزئيًا في محاولة لإرضاء الجناح اليميني المتشدد في ائتلافه الحاكم.
والخميس، أفادت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي سلّمت الولايات المتحدة الأميركية مقترح صفقة جديداً مع حماس، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة دفعة واحدة مقابل ممر آمن لخروج رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار وكل من يودّ مرافقته من القطاع وتحرير أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى نزع سلاح القطاع وتطبيق آلية حكم جديدة في غزة وإنهاء الحرب.
وبحسب الإذاعة، فقد التقى منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين غال هيرش بعدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين، وأطلعهم على المقترح الجديد. وقال هيرش في اللقاء إن المقترح عُرض خلال لقاءاته في الأسبوع الماضي مع مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. ونقلت الإذاعة عن مصادر التقت هيرش، لم تسمّها، أن المقترح يحمل اسم "صفقة الممر الآمن"، كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه قوله: "في ظل الصعوبات التي تواجهها المفاوضات، ونفاد الوقت الذي يهدد حياة المختطفين، نطلب طرح مقترح بديل من شأنه اختصار المراحل والسماح بصفقة أسرع. سيحدث هذا إذا غادر السنوار وقاد إلى نهاية للحرب. وسيسمح لنا هذا أيضاً بتحقيق أهداف الحرب، كما سيسمح لقيادة حماس في غزة بالخروج بأمان إلى مكان آمن".
(رويترز، العربي الجديد)