دعا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي صناع القرار في تل أبيب إلى الاستعداد لإمكانية تراجع مكانة الإمارات في مواجهة إيران.
وفي تقدير أعده مدير دائرة الدراسات الخليجية يوئيل جوزنسكي، لفت المركز إلى أن الإمارات يمكن أن تعيد النظر في التعاون مع إسرائيل في مواجهة إيران، لأنها تخشى من تكريس الانطباع بأنها باتت "قاعدة متقدمة لإسرائيل" في مواجهة إيران؛ لا سيما بعدما وجه مسؤولون إيرانيون كبار تهديدات مباشرة لها.
ولفت المركز إلى أن إيران لم تكن تحتاج الانتظار حتى يتم التوقيع على اتفاقيات التطبيع لتتأكد من أن الإمارات تتعاون أمنيا واستخباريا مع إسرائيل وأن هذا التعاون يستهدفها بشكل خاص.
وحسب المركز، فإن الإماراتيين يحرصون على تحسين العلاقات مع إيران تحسبا لإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، يسمح لطهران بتعزيز مكانتها في المنطقة.
وأبرز حقيقة أنه على الرغم من أن الإمارات والسعودية غير معنيتين باتفاق نووي لا يفرض قيودا على توسع إيران الإقليمي ولا يقلص من هامش الحرية المتاح للمنظمات التابعة لها؛ فإن الدولتين في المقابل تخشيان أن تكونا هدف الرد الإيراني في حال تعرض المنشآت النووية الإيرانية للقصف الإسرائيلي.
وأوضح التقدير أن الإمارت تحاول تقليص المخاطر التي تمثلها إيران عبر توسيع العلاقات الدبلوماسية والتعاون والشراكات الاقتصادية معها. وأضاف التقدير أن الحرص الإماراتي على توسيع العلاقات مع إيران يأتي بهدف موازنة الانطباع السائد بأنها تقدم مساعدات "استخبارية وعملياتية لإسرائيل".
ولفت التقدير إلى أن التهديدات التي تمثلها إيران للإمارات يمكن أن تشمل هجمات مباشرة أو هجمات بواسطة منظمات إقليمية تابعة لها تستهدف مرافق استراتيجية، إلى جانب القيام بعمليات "تخريبية"؛ لافتاً إلى أنه من غير المستبعد أن تحتل إيران أراضي إماراتية.
وأعاد المركز للأذهان أن الإمارات توجهت إلى بناء علاقة مع إسرائيل من منطلق أنها تحقق لها مصالح كبيرة، تتمثل في مستوى التنسيق المشترك على الصعيدين السياسي والاستراتيجي عندما يتعلق الأمر بمصالح مشتركة، والتعاون الاستخباري والعملياتي الهادف إلى إحباط تهديدات ومواجهتها، فضلاً عن حاجة الإمارات للتقنيات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما في كل ما يتعلق بمنظومات الدفاع الجوي.