مرشح المعارضة التركية كمال كلجدار أوغلو: خطة بسيطة بطموحات متواضعة

07 مايو 2023
كلجدار أوغلو: أنا شخص ليس لديه طموحات (Getty)
+ الخط -

يطرح رئيس حزب الشعب الجمهوري والمرشح للرئاسة كمال كلجدار أوغلو، خطة بسيطة بطموحات متواضعة: انتقال سلس للسلطة في تركيا ينهي عقدين من سطوة حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان، وترك المنصب لاحقاً بعد تقليص صلاحيات الرئيس.

فمنذ توليه رئاسة حزب الشعب الجمهوري في 2010، سعى كلجدار، البالغ 74 عاماً إلى تشكيل حيثية في زعامة الحزب العلماني في مواجهة حزب العدالة والتنمية الإسلامي بزعامة أردوغان، لكن سجلّه لم يبعث على الأمل، فقد خسر انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول في 2009 أمام حليف للرئيس التركي، وخسر أيضاً أمام أردوغان نفسه في كل انتخابات عامة أجريت منذ ذلك الحين.

هذا الأداء الضعيف لم يجعل من ترشيح كلجدار أوغلو خياراً سهلا بالنسبة إلى تحالف الأحزاب الستة الداعم له، الذي يراوح من اليمين القومي إلى اليسار الديمقراطي، ويهيمن عليه حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

بلا طموحات

في مقابل النبرة الهادئة التي يعرف بها منافسه، يتمتع أردوغان بقدرة خطابية مشهود لها وتمكّنٍ في إدارة الحملات الانتخابية أتاح له أن يصبح السياسي الذي أمضى الفترة الأطول في حكم الجمهورية التركية.

وبلباسه الأنيق ونظارتيه المربعتين، يعكس كلجدار أوغلو صورة رجل مهني بناها خلال مسيرته كمحاسب تدرّج وصولاً إلى رئاسة وكالة الضمان الاجتماعي.

وخلال الحملة الانتخابية، اختار كلجدار أوغلو تجاهل الانتقادات الشخصية التي وجهها إليه أردوغان، وآثر التركيز على الصعوبات السياسية والاقتصادية التي يعانيها الأتراك.

ومن التعهدات الأساسية التي قدمها المرشح السبعيني، سحب العديد من الصلاحيات المعزّزة التي انتقلت إلى الرئيس التركي خلال العقد الأخير من عهد أردوغان ونقلها للبرلمان، على أن يترك بعد ذلك منصبه لجيل جديد من القيادات الشابة المتنوعة.

وفي تصريحات لمجلة "تايم" الأميركية قبل الانتخابات، قال كلجدار أوغلو: "أنا لست شخصاً لديه طموحات". وشدد على أن ما يريده هو "إعادة الديمقراطية" إلى تركيا، وبعد ذلك "التنحي جانباً واللعب مع أحفادي".

ويرى محللون أن جزءاً كبيراً من التأييد لكلجدار أوغلو يعود إلى أزمة غلاء المعيشة التي تواجهها تركيا، ويعزوها قسم من الناخبين إلى مبادئ أردوغان الاقتصادية غير التقليدية.

ويعوّل هذا المرشح على حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تتفادى القبضة السلطوية على وسائل الإعلام التقليدية، ويقوم خلالها بتسجيل أشرطة مصوّرة قصيرة يتوجه عبرها إلى الناخبين من داخل مطبخ ذي طابع قديم.

وتحظى هذه الأشرطة بملايين المشاهدات، وفيها يتحدّث كلجدار أوغلو مع الناخبين بصراحة، ويطرح مواضيع نادراً ما تعالجها وسائل الإعلام الحكومية.

وتنقل المحللة غونول تول عن كليجدار أوغلو قوله لها في عام 2020 إنه "رجل صبور جداً"... وهو صبر، ونال.

النزعة القومية 

وتعكس مواقف لكلجدار أوغلو توجهاً ذا نزعة قومية بوحي سياسة مؤسس الجمهورية والحزب مصطفى كمال أتاتورك.

فهو تعهّد، على سبيل المثال، بإعادة أربعة ملايين سوري إلى بلادهم بعدما لجأوا إلى تركيا جراء النزاع الذي بدأ عام 2011. وشدد على أن ذلك لا يعود لأسباب "عرقية"، بل يرتبط بإدارة "الموارد" التركية في زمن أزمة.

وفي ما يبدو مؤشراً على إدراكه لأهمية الاقتصاد والظروف المعيشية في تحديد مسار نتائج الانتخابات المقبلة، ركز كلجدار أوغلو على توجيه رسائل تضامنية مع الأتراك في هذا المجال.

فهو تطرق إلى بداياته المتواضعة "حيث لم يكن لدينا براد أو غسالة أو آلة لجلي الصحون"، ودعا الصحافيين إلى زيارة منزله المظلم للحديث عن قراره بالتوقف عن دفع فاتورة الكهرباء.

وقال كلجدار أوغلو، وهو جالس إلى مكتبه وسط ظلام دامس لا يخرقه سوى النور الخافت لمصباح أبيض اللون: "هذا هو كفاحي للمطالبة بحقوقكم".

(فرانس برس)