شكلت مفاوضات مدريد واتفاقيات أوسلو المتتابعة وملاحقها، ومن ثم تأسيس السلطة الفلسطينية وتهميش منظمة التحرير لصالح الأخيرة، مرحلة جديدة على صعيد حركة التضامن وعلى صعيد المتضامنين، خاصة المرتبطين بالأحزاب اليسارية الإصلاحية، وجزء مهم من المنظمات والجمعيات غير الحكومية، نتيجة موقف السلطة والموقف من مسار المفاوضات وحلَ الدولتين.
نتيجة لذلك، تبدو القضية الفلسطينية دعما ديبلوماسيا من أجل تأسيس وبناء "دولة فلسطين" وبناء السلام ودعم مشاريع التنمية عبر جمع الأموال وإرسالها إليها عبر السلطة أو عبر المنظمات الشعبية الفلسطينية التي تحوَلت إلى منظمات غير حكومية. يمعنى، أنه لم يعد هدف التضامن التخلص من الاحتلال مكرسا جهوده على دعم التنمية وبناء قدرات الدولة المستقبلية. إذ تم تأسيس "اللجنة التنسيقية للمنظمات غير الحكومية الفرنسية من أجل فلسطين" و"صندوق التعاون اللامركزي من أجل فلسطين" والذي تحوَل في ما بعد إلى "شبكة التعاون اللامركزي من أجل فلسطين"، وهذان الجسمان ممولان بشكل رئيسي من وزارة الخارجية الفرنسية والوكالة الفرنسية للتنمية.
كذلك شهدت هذه الفترة حتى عام 2000 ولادة منظمات محددة مثل "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام" و"اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين" و"تحالف أورو فلسطين".