وجه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد، مساء أمس الخميس، رسالة لكوادر وقيادات الإخوان يدعوهم فيها للتمسك بالجماعة ومؤسساتها الشرعية. وذلك في وقت حرج تعصف الخلافات بالجماعة التي شهدت انشقاقات متتالية، قادها قادة تاريخيون فيها، كان آخرها في مارس/آذار الماضي، حين رخصت الحكومة الأردنية جمعية سياسية تحمل اسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين"، وتنازع الجماعة التاريخية على شرعيتها القانونية وممتلكاتها، فيما يلوح في الأفق انشقاق جديد يستهدف حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يمثل الذراع السياسي للجماعة.
همام الذي قاد الجماعة لدورتين متتاليتين اعتباراً من 30 أبريل/نيسان 2008، افتتح رسالته بالتأكيد على عدم "التمديد لنفسه يوماً واحداً بعد 30 أبريل/نيسان 2016 موعد نهاية ولايته"، وفتح الباب موارباً على إمكانية مغادرته قبل ذلك التاريخ، حين قال "أقبل بالتعجيل قبل ذلك"، ما يعني قبوله بانتخابات داخلية مبكرة، ويسعى سعيد، الذي وصف أعضاء في المكتب التنفيذي خلال الأشهر الماضية بعناصر التأزم، إلى طمأنة معارضيه حول مستقبل قيادة الجماعة، حسب مصادر في الجماعة، لكن المصادر ترى أن غياب القيادة لا يعني غياب التيار الذي تمثله والقادر على انتزاع القيادة عبر وجوه جديدة ما يعني استمرار الأزمة.
وشدد همام على أن "إنشاء حزب آخر أمر مرفوض على الإطلاق، وهو مخالف لأنظمة الجماعة ما لم يصدر في ذلك تشريع خاص"، ودعا أصحاب ذلك التوجه إلى "وقف جميع اللقاءات المتعلقة بإنشاء حزب سياسي أو أي تشكيل آخر خارج أُطر الجماعة" مناشداً بحق البيعة التي في أعناقهم.
كما طالب الجميع بوقف "التراشق بالتهم والخوض في أمور الجماعة التنظيمية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة"، موجهاً المكتب التنفيذي إلى مباشرة الإعداد للاستحقاق الانتخابي، والبدء بتحضير قوائم الناخبين وتوزيع المقاعد على الشعب.
ووصف قيادي في الجماعة رسالة المراقب "بالصرخة الأخيرة" لمواجهة التحديات التي أصبحت تهدد بشكل كبير قدرتها على الاستمرار، لكن القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه يرى أن الرسالة جاءت متأخرة بما طرحت من أسس للحل.