محمد الهندي: اجتياح رفح لن يحقق سوى الجرائم بحق المدنيين

26 ابريل 2024
الهندي في غزة، فبراير 2017 (محمد تلاتين/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تزايد التوترات والمخاوف من عملية عسكرية موسعة في رفح الفلسطينية، مع رفض دولي واسع ومحاولات لإحياء المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بمشاركة دولية.
- المفاوضات تواجه تحديات بسبب رفض مقترحات أمريكية وتأكيد حركة الجهاد الإسلامي على مواقفها الأساسية بشأن الانسحاب ووقف العدوان.
- تصاعد التوتر في الضفة الغربية وقطاع غزة مع احتمال اندلاع انتفاضة جديدة، وتأثير الرد الإيراني على إسرائيل بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية على الموقف الإقليمي لإسرائيل.

تتصاعد وتيرة التصريحات والتكهنات حول اجتياح رفح الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك مع تعالي الأصوات الدولية الرافضة لهذه الخطوة، لما يمكن أن تتسبب فيه من نتائج كارثية بحق المدنيين المهجرين هناك والذين تتجاوز أعدادهم 1.3 مليون نازح. وفي وقتٍ يسعى الوسطاء لإحياء المفاوضات الخاصة بالتوصل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى على أمل تعطيل أو عرقلة هذا الهجوم، يتحدث نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، مع "العربي الجديد" عن مصير جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافتها القاهرة بمشاركة المدير العام لوكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، إضافة إلى المسؤولين المعنيين في دولة قطر.

* هل وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلى طريق مسدود من وجهة نظركم؟
من الناحية العملية تم تعليق التفاوض، ولكن كون المفاوضات مطلوبة من قبل الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال، من أجل استعادة أسرى الاحتلال من غزة، فمن المتوقع استئناف التفاوض.


المقترح الأميركي نسخة "سيئة" من ورقة العدو

* ما رؤيتكم للمقترح الأميركي الجديد الذي طرحته واشنطن من خلال الوسطاء؟
المقترح الأميركي الذي تم تسويقه خلال الجولة الأخيرة على أساس أنه "يجسر" الفجوة بين ورقة المقاومة وورقة العدو، هو نسخة "سيئة" من ورقة العدو، مع صياغة وتسويق "تضليليين". والمقاومة ردت على هذا المقترح، بتأكيد موقفها من القضايا الأساسية المتعلقة بالانسحاب ووقف العدوان والعودة الحرة للنازحين، مع مرونة في مراحل التطبيق. الورقة التي تم الترويج لها أخيراً باسم الوسطاء، هي ورقة أميركية صرف، وبالتالي هي أيضاً إسرائيلية صرف، والمقاومة ردت عليها، وليس هناك موقف منفصل لحركة الجهاد، وحماس مخولة بالتفاوض باسم المقاومة.

* يتم الترويج من قبل حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية لـ"مسؤولية" حركة حماس والمقاومة عن "فشل" التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ما ردكم على ذلك؟
إن ما تدعيه حكومة الاحتلال وبنيامين نتنياهو، هو كذب للمماطلة والتهرب من إجراء صفقة التبادل ودفع الثمن، والذي يتراجع ويعرقل باستمرار هو نتنياهو، وذلك موثق بشهادة تسريبات فريقه المفاوض.

* ما ردكم على ما يجري الحديث عنه أخيراً من "تراجع" أعداد الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة وإمكانية تأثير ذلك على قدرة المقاومة على إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار باعتبار الأسرى ورقة رابحة؟
إن الثمن في القضايا الأساسية واحد، وهو وقف العدوان والانسحاب من غزة، بغض النظر عن عدد الأسرى، وحكومة الاحتلال تتعرض لضغوط داخلية بفعل الفشل في تحقيق الأهداف واستعادة الأسرى.

* هل جرى خلال المفاوضات الأخيرة الربط بين قبول المقاومة الورقة المطروحة ووقف اجتياح رفح الفلسطينية؟
اجتياح رفح يجري تسويقه إعلامياً على أنه صورة نصر وتحقيق هدف "سحق المقاومة"، لكنه سيكون مثل اجتياح خانيونس أو الشمال أو الوسط، ثم نعود إلى نفس النقطة قبل الاجتياح من دون تحقيق العدو أي شيء سوى الجرائم بحق المدنيين.


اجتياح رفح يتم تسويقه إعلامياً على أنه صورة نصر وتحقيق هدف "سحق المقاومة"

* وسط تصاعد التوتر أخيراً بين إسرائيل وإيران بعد استهداف تل أبيب القنصلية الإيرانية في دمشق وما تبعه من هجوم إيراني، توقع مراقبون تداعيات لذلك على المشهد في غزة وتأثيرا على فرص دعم قوى عربية للمقاومة في القطاع. هل توافق على ذلك؟
تلك القوى التي تتحدث عن دعم إيران للمقاومة، عليها إن كانت صادقة، أن تدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية حتى تحاصر علاقة المقاومة بإيران. نحن نرى أن هذه القوى مرتهنة للسياسة الأميركية، وتبث هذه الدعاية للتغطية على عجزها وارتهانها. أما عما إذا كان الرد الإيراني الأخير على إسرائيل بمئات الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية، قد تكون له تداعيات سلبية على أزمة غزة بتعجيل الاجتياح البري لرفح، فأقول إن الرد الإيراني بهذا الشكل والحجم، أظهر عجز إسرائيل عن الدفاع عن نفسها، وأنها تحتاج إلى رعاية أميركية كاملة، وهذا أظهر أن وزن إسرائيل في المنطقة يتقلص وردعها يتآكل، وأنها لا يمكنها أن تتسيد المنطقة كما تخطط هي وأميركا، وعلى دول الإقليم أن تعيد حساباتها على هذا الأساس. أما التهديد باجتياح رفح، فهو خاضع لحسابات ميدانية وسياسية أخرى، ومعاناة غزة والشعب الفلسطيني قائمة تحت سمع وبصر ومباركة كثير من الأنظمة العربية منذ مائة عام من دون أن يرف لها جفن.

* كيف تقيّمون مسار ترتيب البيت الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة، وما إمكانية قبول حركة الجهاد الانضمام إلى منظمة التحرير بشكلها والتزاماتها الحالية؟
في ما يخص مسألة دخول المنظمة وترتيب البيت الفلسطيني، فنحن مستعدون للحوار حولها في كل الأوقات، وفي تصوري أن نهاية الحرب ستحدد مآلات كثير من القضايا داخل البيت الفلسطيني وفي الإقليم.

* هل يمكن أن تؤدي سخونة المشهد في الضفة الغربية جراء تصاعد هجمات المستوطنين وانتهاكات جيش الاحتلال إلى اندلاع انتفاضة جديدة؟
كل الاحتمالات قائمة، والضفة الغربية تغلي على وقع جرائم الجيش الصهيوني غير المسبوقة، وعلى وقع اعتداءات المستوطنين المسلحين، وعلى وقع الاعتداءات على المسجد الأقصى، في ظل انغلاق تام لأي أفق سياسي، وهو ما يجعل كل الاحتمالات قائمة.