محمد الضيف يحرج إسرائيل وأجهزة استخباراتها

20 ديسمبر 2023
أظهرت مقاطع فيديو نُشرت أخيراً أن الضيف بصحة جيدة نسبياً (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى ردود الفعل الإسرائيلية على ما كشفته صحيفة "معاريف" العبرية بشأن قائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، محمد الضيف، قائلة إنه بصحة جيدة نسبياً، بخلاف ما كانت تظن الاستخبارات الإسرائيلية بأنه مقعد وغير قادر على المشي، وأن جسمه لا يؤدي وظائفه.

وأفادت صحيفة "معاريف" بأن الاحتلال الإسرائيلي عثر على عدد من مقاطع الفيديو تعود للآونة الأخيرة، تشير إلى أن الضيف الذي تطارده دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، حي يرزق وبكامل طاقته.

ويظهر الضيف في أحد مقاطع الفيديو، بحسب ما ذكرته الصحيفة، وهو يمشي على قدميه مع عرج طفيف، كما يظهر جالساً في فيديو آخر.

وتشير مقاطع الفيديو المختلفة التي قالت الصحيفة إن إسرائيل حصلت عليها، إلى أن وضعه الصحي جيد جداً، وأفضل بكثير مما كانت تشير إليه التقديرات الإسرائيلية بعد عدد كبير من الهجمات، وعمليات القصف، ومحاولات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضده وأصيب في بعضها.

وأضافت الصحيفة أن الضيف يستطيع المشي على قدميه بقواه الذاتية ولا يحتاج إلى كرسي متحرك، كما يبدو أنه قادر على استخدام كلتا يديه.

ونجا الضيف من نحو سبع محاولات اغتيال نفّذتها إسرائيل على مدار سنوات. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه أصيب في أربع من هذه المحاولات في السابق، بما فيها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

وذكرت تقديرات إسرائيلية سابقة أن الضيف أصيب بجروح خطيرة، لكنه عاد واستجمع قواه في السنوات الأخيرة، كما هدّد بأن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً بسبب انتهاكاتها المتكررة في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حقيقة وجود الضيف على قيد الحياة وبصحة جيدة، وقادر على إدارة الأمور، تتناقض كلياً مع تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بشأنه في السنوات الأخيرة.

وكان التصور الإسرائيلي حتى اكتشاف مقاطع الفيديو أن محمد الضيف يحتاج إلى مساعدة من قبل آخرين، وأنه يتنقل في سيارة إسعاف، ويستعين بكرسي متحرك، ويعاني من صعوبات وظيفية كبيرة، وعليه، في اليوم الذي ستُفحص فيه إخفاقات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية بمختلف السياقات، فإن الوضع الصحي لمحمد الضيف سيحظى بفصل منفصل.

واعتبر عدد من المحللين والمراقبين الاسرائيليين ذلك فشلاً استخباراتياً آخر يضاف إلى الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، بما في ذلك الاكتشاف المتأخر للنفق الضخم القريب من حاجز بيت حانون (إيريز) قبل أيام، والذي وظفته المقاومة أيضاً في عملية "طوفان الأقصى".

من جهته، تحدث المسؤول الكبير السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) شالوم بن حنان، في حديث لإذاعة 103، اليوم الأربعاء، عن المعلومات الاستخباراتية غير الصحيحة التي وثقت فيها إسرائيل في السنوات الأخيرة.

واعتبر المسؤول السابق أن "المعلومات التي كُشفت تشكل حرجاً استخباراتياً (لإسرائيل) دون شك. يمكن التذرّع بأن الحديث يدور عن شخص يتصرف بسرية متطرفة على مدار السنوات، ولا يظهر أمام الجمهور على سبيل المثال مثل يحيى السنوار، ولا يحمل الأطفال خلال التصريحات، ولا يلقي خطابات عبر التلفاز وغير وذلك، وبالفعل يتصرف بسرية تامة مشددة".

وأوضح بن حنان أن ذلك يسري على الأيام العادية أيضاً، التي لا توجد فيها مخاوف لدى قيادات "حماس" من التعرض لعمليات اغتيال، "ولذلك، العمليات الاستخباراتية بشأنه (محمد الضيف) صعبة جداً، ومعقّدة، ومنقوصة على مر السنوات. هذه ليست ذريعة وواضح أنه توجد هنا مشكلة".

وادّعى بن حنان أن الضيف كان في وضع صحي خطير جداً بعد محاولة اغتياله قبل نحو عقد من الزمن، "ولكن يبدو أنه نهض، وتعافى، ولذلك فإن هذا الأمر محرج إلى حدّ ما من الناحية الاستخباراتية".

وفي ردّه على سؤال عما إذا كان "الشاباك" قد فقد السيطرة على مصادره داخل حركة "حماس"، قال مسؤول الجهاز السابق: "أعتقد أن هذا الوصف مبالغ فيه. هذا لا يقال للمرة الأولى، وليس فقط منذ السابع من أكتوبر، بل قبل ذلك أيضاً. أنا أسمع في أماكن كثيرة كلاماً حول فقدان السيطرة من قبل الشاباك داخل غزة بمختلف الوسائل وهذا مبالغ فيه، لكن العمل داخل غزة يمثل بلا شك تحدياً كبيراً جداً جداً".

من جهته، أفاد موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم، بأن المؤشرات التي توصّل إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة من بيت محمد الضيف وأماكن أخرى، تفيد بأنه يستعين أحياناً بكرسي متحرك، إلا أنه في عدد من الحالات يتمكن من المشي بقواه الذاتية، مع محدودية جسدية معينة، بسبب الإعاقة التي تركتها لديه محاولات اغتياله.

وأضاف الموقع أن إسرائيل كانت قد رصدت الضيف مرات عدة على مر السنوات في قطاع غزة، لكنها قررت عدم المبادرة لاغتياله في الفترات العادية التي لم تشهد تصعيداً أو حرباً ضد حركة حماس.

ويرى الموقع العبري أن "أساطير بُنيت حول شخصية محمد الضيف حوّلته إلى شخصية أسطورية وغامضة، وعزز ذلك عدم نشر حماس صوراً أو مقاطع فيديو له. ولم يتوقف عقله عن العمل قط، ولعب دوراً مركزياً في القيادة العسكرية لحماس في السنوات الأخيرة".

المساهمون