محتجو السويداء مستمرّون في حراكهم: لا للمشاريع الانفصالية

06 سبتمبر 2023
يستمرّ الحراك في السويداء لليوم الثامن عشر (سام حريري/فرانس برس)
+ الخط -

طالب المحتجون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء السورية، اليوم الأربعاء، كلّ الذين يحاولون التسلق على الحراك الشعبي بالتنحي جانباً، رافضين بشكل قطعي أي مشاريع سياسية لا تمثلهم، مثل الحكم الذاتي والانفصال.

وقال أحد منظمين الحراك الشعبي مرهج الجرماني، في رسالة إلى الرأي العام، في اليوم الثامن عشر من الحراك، "نحن بدأنا من ساحة الكرامة، وكل المشاريع القديمة، والمعارضة القديمة، والبعثيين الذين انضموا إلينا، منطلقهم من هذه الساحة"، داعياً بشكل واضح إلى ألا يركب أحد موجة الحراك والشارع لأهداف ضيقة، لا معارضة، ولا حزب "بعث"، ولا أي جهة أخرى.

وأكد الجرماني أن طلبات الشارع تخرج من ساحة الكرامة فقط، ولا أحد يمثل هذه الساحة غير الموجودين فيها، مشدداً على أن السياسة هي سياسة الشارع المنتفض والشعب الكادح الذي قام لكرامته، وحقوقه، والعدالة لجميع السوريين، مشيراً إلى أن عدداً من البعثيين، وأمناء فرق حزبية، وعناصر من الفروع الأمنية، باتوا مع الحراك.

وختم الرسالة داعياً إلى عدم التحدث باسم هذا الشارع باسم حزب أو انفصال، قائلاً: "نحن ننادي بالوحدة الوطنية السورية، والشعب السوري واحد".

وكان مكتب الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري أكد في بيان أخيراً على كل ما ورد في البيان الصادر عن الرئاسة الروحية في 19 أغسطس/آب الماضي بكل تفاصيله وأدبياته، ونبذ كل ما يسيء للحراك السلمي، والتركيز على المطالب الشعبية فيه، والتي تحمل في مضمونها مطالب خدمية، واقتصادية، والحقوق للشعب العربي السوري بكافة مكوناته وأطيافه.

كما أهاب البيان بكافة المشاركين بالحراك، الالتزام بالأخلاقيات والأدبيات الموروثة، والابتعاد عن الألفاظ النابية التي تسيء للحراك والأهداف السامية التي يصبو إليها، والمحافظة على كل المرافق والأملاك العامة والخاصة، وعدم الاعتداء عليها، وعدم خرق حرماتها لأي سبب كان.

وتباينت آراء الشارع في السويداء بين مطالب معيشية، وأخرى داعية للتغيير الجذري للنظام، وعكس الحراك الشعبي بشكل أو بآخر هذا التباين من خلال مقياس المشاركة وأشكال التعبير.

وبقيت البيانات الصادرة عن بعض الأحزاب تعبّر عن جزئيات الحراك، دون الوصول لإجماع يمثل حقيقة الشارع.

وتقول أم مارسيل، وهي سيدة معارضة وناشطة، لـ"العربي الجديد"، "استطاعت ساحة الكرامة أن تنتزع القيادة وتوجه الحراك الشعبي دون تنسيق أو تخطيط مسبق، وأعطت الحرية للجميع بالتعبير، فأنتجت هذا الشكل من الحراك السلمي، في حين حاولت الجماعات المنظمة في أحزاب وفصائل اللحاق بحركة الشارع، ومحاولة الاحتواء أو الظهور كقيادة فاعلة، وتسارع بعضها لإصدار بيانات، وحتى تحديد خطط عمل ومواعيد للتظاهر والإضراب، إلا أن الشارع كان الأقوى وفرض على الجميع حتى الآن قوانينه".

وتضيف: "ولكن لا بدّ أن يفرز هذا الحراك لجان تنظيم وقيادة موحدة تمثل معظم شرائح المجتمع، ويمكنها التحدث باسم الجميع".

أما الناشط المدني عماد العشعوش، فيقول لـ"العربي الجديد"، "نحن في الحراك نستند إلى كل بيان مؤيد، وفي مقدمتها البيان الصادر من الشيخ الهجري، ونعتبر كل شعار يُجمع عليه المتظاهرون هو ملك للحراك". ويضيف العشعوش: "وفي هذه الساحة، يسقط أي شعار لا يصب في الأهداف العامة التي تمثل الجميع، وغالبيتنا يتبنى كل الشعارات التي تستند للقرار الدولي 2254، ولوحدة الشعب والأرض السوريين".

المساهمون