محادثات بين ماكرون وميركل ورئيس أوكرانيا على خلفية التوتر مع روسيا

16 ابريل 2021
تُطالب أوكرانيا بالانضمام إلى الحلف الأطلسي والاتّحاد الأوروبي (تشارلز بلاتيو/فرانس برس)
+ الخط -

يُجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، محادثات الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يطالب بانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التوترات مع موسكو وحشد قوات روسية على الحدود الأوكرانية.

وقالت الرئاسة الفرنسية، الخميس، إن ماكرون سيستقبل الرئيس الأوكراني "على الغداء، وسيعقدان عقب ذلك مؤتمرا عبر الفيديو مع ميركل".

في المقابل، أعرب الكرملين، الجمعة، عن أمله في أن يمارس ماكرون وميركل ضغطاً على زيلينكسي لوقف "استفزازات" كييف في شرق البلاد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: "سيكون من المهمّ جداً بالنسبة إلينا أن يستخدم ماكرون وميركل تأثيرهما أثناء المؤتمر عبر الفيديو مع زيلينسكي ليشرحا له إمكانية وقف نهائي لكل الاستفزازات" على الجبهة. 

وأضاف بيسكوف: "بالتأكيد سيكون هذا اللقاء فرصة جيدة للتذكير بضرورة تطبيق اتفاقيات مينسك"، في إشارة إلى نص أبرم في 2015، وسمح بالحد من القتال في هذه المنطقة إلى حد كبير.

ويُعقد هذا الاجتماع بينما تقول أوكرانيا إنها مهددة بعملية عسكرية من جانب موسكو، وتُطالب بالانضمام إلى الحلف الأطلسي والاتّحاد الأوروبي.

وقال فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشرت مساء الخميس: "لا يمكننا البقاء إلى ما لا نهاية في غرفة انتظار الاتّحاد الأوروبي والحلف الأطلسي". وأضاف: "حان الوقت لتسريع دعوتنا للانضمام" إلى التكتلين، متهما روسيا بـ"عدوان عنيف" على بلاده.

ونشرت روسيا خلال الأسابيع الأخيرة عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها في 2014. وتخشى كييف من أن تسعى موسكو إلى جرّها نحو الخطأ من أجل محاولة تبرير عمليّة مسلّحة. وتؤكد روسيا من جانبها أنّها تجري "مناورات عسكرية" ردا على الأعمال "التهديديّة" للحلف الأطلسي وتُندّد بـ"استفزازات" أوكرانيّة.

من الأقوال إلى الأفعال

من جهته، يدعو الغرب موسكو إلى وقف "استفزازاتها" وبدء مسار "خفض للتصعيد".

في موازاة ذلك، استؤنفت أعمال العنف منذ بداية العام في النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الذين يُعتبَر الكرملين الداعم العسكري الرئيسي لهم رغم نفي موسكو ذلك.

وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ 2014، وتشريد نحو 1,5 مليون شخص.

وناشد زيلينسكي خصوصا نظيره الفرنسي الذي يُقدم نفسه على أنه مدافع شرس عن الاتحاد الأوروبي. وقال "حان الوقت للتوقّف عن الكلام واتّخاذ القرارات". وأضاف: "إذا كنا ننتمي إلى العائلة نفسها، يجب أن نعيش معا. لا يمكننا ان نخرج معا إلى الأبد، مثل خطيبين أبديين، يجب أن نشرّع علاقاتنا".

استؤنفت أعمال العنف منذ بداية العام في النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الذين يُعتبَر الكرملين الداعم العسكري الرئيسي لهم رغم نفي موسكو ذلك

ورغم ذلك، يبدو أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف بعيد المنال في ضوء رفض روسيا لسيناريو مماثل، وتردد الكثير من الدول الأعضاء فيه، بما في ذلك فرنسا، خوفا من استفزاز موسكو.

أما انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فما زال افتراضيا. وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بون، الخميس لإذاعة "جي"، إنه "يمكننا أن ندعم أوكرانيا (...) لكن هذا لا يعني انضماما، هذا ليس طرحا جديا".

عقوبات على موسكو

في هذا النزاع الذي لم تتم تسويته منذ 2014، تلعب باريس وبرلين دور الوسيط في إطار الحوار الرباعي مع روسيا وأوكرانيا، في ما يسمى "صيغة النورماندي".

وأكد الإليزيه أن "كل العمل الذي نقوم به هو من أجل تجنب التصعيد وتهدئة التوتر"، معتبرا أن "سيادة أوكرانيا مهددة".

ويرى الرئيس الأوكراني أن عملية النورماندي "متوقفة"، لأن روسيا "تعرقل كل شيء"، وإن كان "إيمانويل ماكرون قادرا على إبقائها في التنفس الاصطناعي".

من جهتها دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ألمانيا وفرنسا إلى "وقف المشاركة في الحملة الدعائية حول تحركات القوات الروسية التي لا تهدد أحدا"، معتبرة أنه على باريس وبرلين القيام بعكس ذلك، أي "تشجيع كييف على وقف التصعيد".

يأتي الاجتماع الثلاثي الجمعة بينما تواجه موسكو ضغوطا من الإدارة الأميركية الجديدة لجو بايدن أيضا.

وأعلنت الحكومة الأميركية، الخميس، سلسلة من العقوبات المالية الصارمة ضد روسيا وطرد عشرة دبلوماسيين روس، الأمر الذي يهدد بتعقيد اقتراح جو بايدن لعقد قمة مع فلاديمير بوتين.

(فرانس برس)

المساهمون