مجموعة السبع تقرّ عقوبات جديدة على روسيا للحد من تمويل حربها على أوكرانيا

19 مايو 2023
يجتمع قادة مجموعة السبع بهيروشيما للحد من قدرة روسيا على مواصلة حربها (فرانس برس/ رويترز)
+ الخط -

قرّر قادة دول مجموعة السبع خلال قمتهم في هيروشيما في اليابان، اليوم الجمعة، فرض عقوبات جديدة على روسيا بهدف "حرمانها من التكنولوجيات والمعدات الصناعية وخدمات مجموعة السبع التي تساند حملتها الحربية" في أوكرانيا.

وجاء في بيان أنّ العقوبات تشمل قيوداً على صادرات منتجات "أساسية لروسيا في ساحة المعركة"، كما تستهدف كيانات متهمة بنقل معدات إلى الجبهة لحساب موسكو.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة السبع قد أعلنوا، في وقت سابق الجمعة، عقوبات للحد من قدرة روسيا على مواصلة حربها في أوكرانيا، مستهدفين تجارة الألماس الروسية المربحة مع بدء قمتهم في هيروشيما.

ويجتمع رؤساء سبع من أغنى ديمقراطيات العالم في هيروشيما لمناقشة تشديد الخناق على الاقتصاد الروسي، والبحث في سبل مواجهة القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.

وأعلن مسؤول أميركي رفيع في الإدارة الأميركية، في وقت سابق الجمعة، عن "جهود مهمة هدفها أن تُقيّد إلى حد كبير وصول روسيا إلى المنتجات الضرورية لتعزيز قدراتها القتالية في ساحات المعارك".

وقال المسؤول إن هذه الإجراءات "ستمنع نحو 70 كياناً من روسيا ودول أخرى من الحصول على الصادرات الأميركية عبر إدراجها في اللائحة التجارية السوداء. وستكون هناك نحو 300 عقوبة جديدة ضد أفراد وكيانات وسفن وطائرات".

وأضاف أن دولاً أخرى في مجموعة السبع تستعد أيضاً "لفرض عقوبات جديدة وضوابط على الصادرات". وأوضح أن المجموعة تريد تعطيل الإمدادات للصناعات العسكرية الروسية وسد ثغرات التهرب من العقوبات وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.

كذلك ستواصل الولايات المتحدة الضغط لمنع موسكو من الوصول إلى النظام المالي العالمي والإبقاء على الأصول الروسية مجمدة، إلى حين انتهاء الحرب في أوكرانيا.

عقوبات بريطانية

توازياً، كشفت لندن الجمعة حزمة عقوبات جديدة على قطاع التعدين في روسيا تستهدف واردات الألمنيوم والألماس والنحاس والنيكل، في محاولة لتضييق قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما غربي اليابان: "كما تظهر العقوبات التي أُعلِنت اليوم، تظل مجموعة الدول السبع موحدة في مواجهة تهديد روسيا وثابتة في دعمها أوكرانيا".

وصدّرت روسيا ألماساً بقيمة تقدر بنحو 4 إلى 5 مليارات دولار في 2021.

الاتحاد الأوروبي يستهدف تجارة الألماس الروسية

قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي سيستهدف تجارة الألماس الروسية المربحة، في إطار السعي إلى تضييق قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا. وصرح ميشيل للصحافة: "سنحدّ من تجارة الألماس الروسية".

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الخميس، إن أحد المواضيع المدرجة للبحث هو صناعة الألماس الروسية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وأضاف: "نعتقد أننا بحاجة إلى الحد من الصادرات التجارية الروسية في هذا القطاع"، مضيفاً أن تعاون الهند سيكون حاسماً لإنجاح هذا الإجراء.

وتمثل الهند جزءاً كبيراً من تجارة الألماس الخام في العالم. وتابع المسؤول: "نود الدخول في حوار معهم لأن صناعة الألماس مهمة جداً في الهند".

وتعدّ الإمارات العربية المتحدة والهند، وكذلك بلجيكا عضو الاتحاد الأوروبي، من المستوردين الرئيسيين للألماس.

وستكون هناك فرصة لقادة مجموعة السبع لعرض قضيتهم مباشرة على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي ترتبط بلاده بعلاقات عسكرية وثيقة مع روسيا، وقد رفضت حتى الآن إدانة غزو موسكو.

ومودي هو من بين الكثير من قادة الاقتصادات النامية الكبرى الذين تمت دعوتهم إلى حضور القمة، إذ تحاول مجموعة السبع كسب ود الدول المشككة بالنهج الذي تتّبعه بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا وكبح نفوذ الصين.

ويشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضورياً في قمة مجموعة السبع، بحسب ما نقلته "فرانس برس" عن مصدر مطلع في هيروشيما.

تكريم ضحايا القصف الذري لهيروشيما

إلى ذلك، زار قادة دول مجموعة السبع في هيروشيما صباح الجمعة تحت الأمطار الغزيرة أماكن تخلد ذكرى أهوال الدمار الذي ألحقته قنبلة ذرية بهذه المدينة اليابانية في 1945، لكن هذه الخطوة لن تؤدي على الأرجح إلى تقدم كبير في نزع السلاح النووي.

وتحت أمطار غزيرة، استقبل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا رؤساء دول وحكومات أكبر سبع ديمقراطيات صناعية، بينها عدد من القوى النووية، في حديقة هيروشيما التذكارية للسلام.

ويعد بايدن ثاني زعيم أميركي يزور المدينة التي قصفتها واشنطن في نهاية الحرب العالمية الثانية بقنبلة نووية، رغم أنه على غرار الرئيس الأسبق باراك أوباما لا يُتوقَّع أن يقدم اعتذاراً عن الهجوم.

وأكد قادة الدول الكبرى التزامهم بلوغ عالم خالٍ من السلاح النووي، معتبرين أن تحقيق ذلك "يتطلب جهداً دولياً ينقلنا من الواقع القاسي الى المثالي، بصرف النظر عن ضيق المسار" المؤدي إلى ذلك، من دون أن يقدموا التزامات واضحة بشأن ما سيقومون به.

وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها قادة دول مجموعة السبع بياناً يركّز على نزع السلاح النووي، في انعكاس لجهود كيشيدا المتحدّر من هيروشيما.

واعتبر قادة دول المجموعة أن تعزيز الصين لترسانتها النووية يشكّل "مصدر قلق للاستقرار العالمي والإقليمي"، وذلك إثر مباحثات بشأن نزع السلاح النووي عقدوها على هامش قمتهم.

ورأت دول المجموعة أن "تسريع الصين بناء ترسانتها النووية في غياب شفافية أو حوار مجدٍ، يشكّل مصدر قلق للاستقرار العالمي والإقليمي". كما دان قادة مجموعة السبع "الخطاب النووي غير المسؤول" الذي تعتمده روسيا خلال حرب أوكرانيا.

وحذّروا كوريا الشمالية من مغبة الإقدام على "خطوات استفزازية"، ودعوا إيران لـ"وقف التصعيد النووي".

مساعٍ لكبح نفوذ الصين

بعيدا من ملف أوكرانيا، ستهيمن الصين على المحادثات التي تستغرق ثلاثة أيام. وسيكون التركيز على تنويع سلاسل التوريد الحيوية بعيدا من الصين وحماية القطاعات من "الإكراه الاقتصادي".

لكن الدول الأوروبية تصر على أن هذا لا يعني قطع العلاقات مع الصين، أحد أكبر الأسواق في العالم، إذ قال شارل ميشيل، إنّ من مصلحة الاتحاد الأوروبي الحفاظ على تعاون "مستقر وبناء" مع الصين، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد الأوروبي سيدعو الصين لتكثيف الضغط على روسيا لوقف عدوانها العسكري في أوكرانيا.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز لصحافيين في هيروشيما: "نريد تنظيم علاقات التوريد العالمية والعلاقات التجارية والاستثمارية بطريقة لا تزداد فيها المخاطر بالاعتماد على دول بعينها".

وأكدت فرنسا أن "قمة مجموعة السبع هذه لن تكون قمة مواجهة"، بل قمة للتعاون.

ووصل قادة دول مجموعة السبع، أمس الخميس، إلى هيروشيما، المدينة التي قصفت بقنبلة ذرية في 1945 وباتت رمزاً للسلام، لعقد قمة تتمحور حول تعزيز العقوبات على روسيا والتصدي لـ"القسر الاقتصادي" الذي قد تمارسه الصين.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون