مجزرة في أم درمان: 40 قتيلاً في هجوم لقوات الدعم السريع

07 يونيو 2024
مركبة محترقة من جراء القتال في أم درمان، السودان 30 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات الدعم السريع في السودان تقوم بقصف مدفعي في أم درمان، مما أسفر عن مقتل 40 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين، في سياق النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
- الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يدينان العنف ويطالبان بوقف القتال وتسهيل وصول المساعدات، وسط تقديرات بأن حصيلة قتلى الحرب قد تصل إلى 150 ألفًا.
- الوضع الإنساني يتدهور بشكل ملحوظ، مع معاناة 18 مليون شخص من الجوع وتحذيرات من تجاوز عدد النازحين داخليًا 10 ملايين، ودعوات لحماية المدنيين والبنية التحتية.

أفاد ناشطون سودانيون، اليوم الجمعة، بأن نحو 40 شخصا قتلوا في قصف "مدفعي عنيف" نفذته قوات الدعم السريع على أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم، في مثال آخر على معاناة المدنيين من جراء العنف والأزمة الإنسانية التي تسبب بها النزاع منذ أكثر من سنة.

مجزرة في أم درمان

وذكرت "تنسيقية لجان مقاومة كرري"، التي سُميت على اسم حي كرري في أم درمان، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قوات الدعم السريع قصفت، الأربعاء، أم درمان، وأن الحصيلة حتى الآن 40 مواطنًا/مواطنة شهداء، وأصيب أكثر من 50 شخصا، جراحهم بين طفيفة وحرجة. وأضافت: "لا يوجد حصر دقيق" لعدد قتلى أم درمان.

والتنسيقية هي بين عدة مجموعات شكلها ناشطون لتنسيق التعاون بين السكان في مختلف أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب في إبريل/ نيسان 2023. وأوضحت التنسيقية أنّ "أغلب القتلى وصلوا لمشفى النو التعليمي، والباقين لمستشفيات خاصة، أو تمّ دفنهم قبل وصولهم للمستشفيات من قبل ذويهم".

في هذه الأثناء، تتواصل المعارك في العاصمة ومختلف أنحاء البلاد بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وما زالت حصيلة قتلى هذه الحرب التي اندلعت إثر نزاع على السلطة غير معروفة بدقة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفاً، وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو. واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجونها.

مجازر الدعم السريع مستمرة

في وسط السودان، أدى هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة، وسط السودان، إلى مقتل "ما قد يصل إلى 100" شخص، وفق ما أعلنته لجنة ناشطين مؤيدة للديمقراطية أمس الخميس. وقالت "لجنة المقاومة"، وهي واحدة من العديد من المجموعات في أنحاء السودان التي اعتادت تنظيم تظاهرات مؤيدة للديمقراطية، إن قوات الدعم السريع "هاجمت القرية مرتين"، الأربعاء، بالمدفعية الثقيلة، مضيفةً أنها في "انتظار العدد الفعلي للشهداء والمصابين وأسمائهم".

الاتحاد الأفريقي يدين مذبحة ود النورة

وفي السياق، دان الاتحاد الأفريقي، الجمعة، بأشد العبارات مجزرة ود النورة. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي إنه "منزعج" من حقيقة أن "الوضع.. يستمر في التدهور ويؤدي إلى الجوع الحاد، وحتى المجاعة، في أجزاء مختلفة من السودان". وحضّ "المجتمع الدولي على وضع حد نهائي" للحرب.

كما دعا فقي جميع الأطراف إلى "إنهاء القتال بدون قيد أو شرط، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى السكان المحتاجين".

من جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، الخميس: "إن الصور التي تصل إلينا من ود النورة مفجعة". وأضافت على منصة إكس أنه "صارت المأساة الإنسانية سمة من سمات الحياة في السودان. يجب تجنب زج المناطق المكتظة بالسكان مهما كلف الأمر في المعارك وتفادي استخدام الأسلحة المتفجرة فيها. لا ينبغي بتاتاً أن يتحول المدنيون إلى أهداف".

الصورة
آثار دمار في أم درمان، 30 مايو 2024 (Getty)
قوات الدعم السريع قصفت أم درمان بالقذائف المدفعية بعد حصارها، السودان 30 مايو 2024 (Getty)

وحاصرت قوات الدعم السريع، المتهمة بالنهب وباستخدام العنف الجنسي والعرقي، قرى بأكملها في جميع أنحاء البلاد، وبعضها تعرضت للهجوم مرات عدة. وقالت هذه القوات في بيان إنها هاجمت ثلاثة معسكرات للجيش في منطقة ود النورة واشتبكت مع الجنود "خارج" المنطقة المأهولة بالسكان.

وأوردت مصادر لـ"العربي الجديد"، الأربعاء، أن قوات الدعم السريع حشدت عشرات المركبات القتالية وحاصرت القرية الواقعة في محلية القرشي، على الحدود مع ولاية النيل الأبيض، لعدة ساعات منذ الصباح، ثم أطلقت النار بكثافة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة قبل اقتحام القرية، ما أدى إلى مقتل العديد من أهالي القرية، بينهم صحافي وشقيقه. 

وقالت مديرة اليونيسف كاثرين راسل إن "الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة"، متحدثة عن مقتل ما لا يقل عن 35 طفلاً في ود النورة، وإصابة 20 آخرين. وأضافت أنه "خلال العام الماضي، قُتل وجُرح آلاف الأطفال". ولفتت المنظمة الدولية للهجرة، الخميس، إلى أن عدد النازحين داخليا في السودان يمكن أن "يتجاوز 10 ملايين" في الأيام المقبلة.

وفي بلد كان عدد سكانه حوالي 48 مليون نسمة قبل الحرب، يعاني نحو 18 مليون شخص من الجوع و3.6 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون