مجازر جيش الاحتلال ضد المدنيين في غزة: كذبة المناطق الآمنة

13 يوليو 2024
مجزرة مواصي خانيونس 13 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، استهدف جيش الاحتلال مناطق "آمنة"، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
- في 17 أكتوبر 2023، قصف الاحتلال مستشفى المعمداني وسط غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وإصابة المئات، مما تسبب في شلل المنظومة الصحية وأثار ضجة دولية.
- استمرت المجازر الإسرائيلية في استهداف المدنيين في مختلف مناطق القطاع، بما في ذلك مخيم جباليا وحي الشجاعية، مع تبريرات تستهدف قيادات حماس.

يتعمد جيش الاحتلال على استهداف المناطق التي يطلق عليها مناطق آمنة

استهداف المقاومين هي الذريعة التي تبرر بها إسرائيل مجازرها

%70 من الشهداء نساء وأطفال

لم تكن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال، اليوم السبت، في مواصي خانيونس، جنوبيّ قطاع غزة وراح ضحيتها عشرات الشهداء ثم ادعى أنها استهداف لهدفين بارزين من حماس دون تسميتهما، الكذبة الأولى، فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عمد الاحتلال إلى استهداف المناطق التي كان يطلق عليها مناطق آمنة. وخلال هذه الفترات كان الاحتلال الإسرائيلي يروج لفكرة أن الاستهدافات تطاول مقاومين فلسطينيين أو شخصيات قيادية في الأذرع العسكرية للتغطية على مجازره، التي كان غالبية ضحاياها مدنيون من النساء والأطفال.

ولم تسلم المؤسسات الصحية وخيام النازحين والمستشفيات والمراكز الطبية من عمليات القصف والتدمير عبر الأسلحة والصواريخ الأميركية التي كانت تستهدف النازحين الفلسطينيين في مختلف مناطق القطاع.

ووفقاً لبيانات وزارة الصحة فإن نحو 70٪ من الشهداء في الحرب الإسرائيلية المتواصلة للشهر العاشر على التوالي هم من النساء والأطفال خلافاً لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي زعم أن نسب "القتلى" هي 1 من المدنيين مقابل 1 من المقاومين.

وكانت أولى المجازر الإسرائيلية بحق النازحين المنتقلين من مناطق شمالي القطاع إلى جنوبه في تاريخ 13 أكتوبر 2023 بعد طلب إسرائيلي للسكان بالنزوح نحو مناطق جنوب وادي غزة وتنصيفها على أنها مناطق آمنة.

وخلال هذه المجزرة استشهد وأصيب أكثر من 300 فلسطيني جلهم من النساء والأطفال والفتية الذين انتقلوا عبر طريق صلاح الدين، الذي يربط الشمال بالجنوب في القطاع، فيما روج الاحتلال بأن بعض الشاحنات كانت تحمل أسلحة.

وبعدها بـ 3 أيام وتحديدًا في 17 أكتوبر 2023 ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة أخرى هزت العالم، حينما قصف مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، ما سبّب استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وإصابة المئات.

وكان المستشفى يضج بآلاف النازحين قبل أن يباغتهم القصف الإسرائيلي مباشرة ومن دون سابق إنذار، حيث أحدثت المجزرة الإسرائيلية في تلك الفترة ضجة في الأوساط الدولية وسط دعوات إلى وقف فوري للحرب.

وتعرّضت المنظومة الصحية بمدينة غزة للشلل نتيجة الكم الكبير من الإصابات وعدم قدرة المستشفيات بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي على استقبال هذا العدد الهائل من الشهداء والمصابين في أعقاب المجزرة. وتلا ذلك سلسلة من المجازر التي استهدفت الفلسطينيين، كان أبرزها ما جرى في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في 31 أكتوبر 2023 ما أدى إلى سقوط أكثر من 400 شهيد فلسطيني في مجزرة استخدم الاحتلال فيها 6 قنابل لاستهداف مربع سكني.

وكعادته برر جيش الاحتلال الهجوم بأنه استهداف لقيادات بارزة في لواء الشمال التابع لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، بالرغم من أن غالبية المستهدفين والضحايا في الهجوم من المدنيين.

وفي 4 ديسمبر/ كانون الأول 2023 نفذ الاحتلال مجزرة جديدة في حي الشجاعية الواقع شرقي مدينة غزة في أعقاب تنفيذه لعملية عسكرية برية في الحي بعد نحو شهرين من تدشينه للعملية البرية التي بدأها في 27 أكتوبر 2023. وخلفت المجزرة عشرات الشهداء والجرحى، إذ عمد الاحتلال إلى استهداف الأهالي خلال نزوحهم من الحي نحو مناطق وسط وغرب المدينة، من دون أن يقدم الاحتلال أية أسباب وراء عمليات القصف الجوي والمدفعي.

ويصنف الاحتلال مناطق مواصي خانيونس ورفح على أنها مناطق آمنة، إلا أنه كعادته يرتكب في هذه المناطق المجازر، وفي 28 مايو/أيار 2024 ارتكب مجزرتين في منطقة مواصي رفح، ما سبّب استشهاد العشرات وإصابة المئات.

يصنف الاحتلال مناطق مواصي خان يونس ورفح على أنها مناطق آمنة، إلا أنه كعادته يرتكب في هذه المناطق المجازر

وفي اليوم الأول للمجزرة قصف الاحتلال خيام النازحين في رفح ما سبّب اندلاع حرائق هائلة وتفحم للجثث، في حين برر الاحتلال ما جرى أنه استهدف قيادات في حركة حماس محسوبة على إقليم الضفة. ثم عاود في اليوم التالي قصف المنطقة ذاتها، ما سبّب تسجيل أكثر من 70 شهيداً ومئات الإصابات غالبيتهم من الأطفال والنساء النازحين في المخيمات التي نزحوا نحوها بفعل الحرب الإسرائيلية.

وتوالت بعدها عمليات القصف، إلا أن المجزرة اللافتة كانت ما حصل في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في 8 يونيو 2024 المصنف أنه شمالي وادي غزة حيث قصف الاحتلال المخيم ما سبّب استشهاد وإصابة أكثر من 500 فلسطيني.

وكان مبرر الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة تنفيذ عملية لتحرير 4 من الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في حين أعلنت الأخيرة أن الهجوم الذي نفذه الاحتلال سبّب مقتل 3 أسرى آخرين وضابط إسرائيلي.