متظاهرو الناصرية يرفضون المحافظ الجديد وتأييد شعبي ينذر باتساع الاحتجاج في الجنوب العراقي

27 فبراير 2021
أكد ناشطون أن تظاهراتهم ستستمر حتى تتم محاسبة المحافظ المستقيل(أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن متظاهرو مدينة الناصرية جنوبي العراق، اليوم السبت، رفضهم قرار تكليف رئيس جهاز الأمن الوطني، الفريق عبد الغني الأسدي، بمنصب محافظ ذي قار، خلفا للمحافظ السابق ناظم الوائلي، الذي استقال، أمس الجمعة، بعد تظاهرات دامية، محذرين من محاولات تسويف مطالبهم المشروعة. وبينما تشهد المحافظة ارتباكا أمنيا على خلفية أحداث الأمس، يدفع التضامن الشعبي الواسع في المحافظات الأخرى نحو اتساع رقعة الاحتجاج، وسط تصعيد الإجراءات الأمنية.

وأعلن الوائلي، مساء أمس، استقالته من منصبه، بعد يوم دام من التظاهرات، قتل خلاله أربعة متظاهرين وسقط أكثر من 110 جرحى، بنيران عناصر الأمن، سبقه تظاهرات امتدت لأربعة أيام على التوالي سقط خلالها 3 قتلى وأكثر من 80 جريحاً.

وأعلن الأسدي تكليفه رسميا بإدارة المحافظة بشكل مؤقت، متعهدا بوضع الحلول لأزماتها، ومؤكدا أنه سيعمل على تحقيق الاستقرار فيها.

ووسط استمرار الانتشار الأمني وقطع الطرق في الناصرية، أصدر متظاهرو "ساحة الحبوبي" في مدينة الناصرية بيانا يرفض تكليف عبد الغني الأسدي، وأكدوا أن "استقرار المحافظة وهدوءها وإعادة الأمن لها لا يمكن أن يتحقق إلا بإقالة الفاسدين فيها وتحقيق المطالب جميعها"، مشددين القول "نرفض رفضا قاطعا تنصيب عبد الغني الأسدي محافظاً ولو لساعة واحدة".

ودعوا إلى "إبعاد المحافظة عن المماطلة والتسويف، واختيار محافظ من أبناء المدينة يتمتع بكفاءة ونزاهة ووطنية واستقلالية".

وأكد ناشطون أن تظاهراتهم ستستمر حتى تتم محاسبة المحافظ المستقيل، والكشف عن قتلة المتظاهرين. وقال عضو تنسيقية تظاهرات ذي قار، عدنان الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، "لا نريد تغيير وجوه بإدارة المحافظة، نريد محاسبة الفاسدين والمجرمين عما اقترفوه ضد الأهالي. الوائلي متهم بملفات فساد ومتورط في قتل وقمع المتظاهرين، ويجب إحالته الى القضاء ومحاكمته على تلك الجرائم".

وأضاف الفتلاوي "نرفض محاولة الحكومة تسويف الملف والاكتفاء بالاستقالة، يجب أن تتحقق مطالبنا الشعبية، والتي قتل وأصيب لأجلها المئات من أبناء المحافظة"، مشددا "سنواصل تظاهراتنا حتى تحقيق المطالب، وعلى الحكومة أن تعي ذلك، وأن تسرع بتقديم الوائلي إلى القضاء".

إلى ذلك، أكد مسؤول محلي في المحافظة، أن "مسؤولين من حكومة بغداد ومن المحافظة، يجرون اتصالات مع شيوخ ووجهاء عشائريين في المحافظة، وناشطين، لأجل تهدئة الشارع"، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أنه "سيتم اليوم عقد عدة لقاءات حول ذلك".

في الأثناء، شهدت محافظات عدة احتجاجات ليلية واسعة تضامنا مع الناصرية، إذ خرج المئات من أهالي محافظات واسط، والنجف، وكربلاء، والقادسية، والمثنى، في تظاهرات ليلية حاشدة تأييدا لأهالي الناصرية، وأقدم المتظاهرون على إحراق الإطارات، والتلويح باستمرار التظاهر في حال عدم تلبية المطالب الشعبية.

واتخذت الحكومات المحلية في تلك المحافظات، إجراءات أمنية مشددة، خوفا من امتداد التظاهرات واتساعها.

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، دعا ناشطون إلى الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق المطالب، وقال الناشط علي عزيز، في تغريدة له، إن "على جميع الثوار التأهب لإعلان النفير العام و التهيؤ للدفاع عن النفس، فيوم الحسم بات قريبا باذن الله .. شهداء ذي قار ثأرهم برقابنا، وتعيين الأسدي كمحافظ مؤقت هو لقتل أكبر عدد من ثوارنا .. يا حكومة الكاظمي لقد طفح الكيل".

أما الناشط أحمد الوشاح، فقد دعا المحافظات الأخرى إلى دعم الناصرية، وقال في تغريدة له، "ذي قار عاصمة تشرين وعاصمة الثورة لن تكسر، وعلى جميع الثوار الأحرار في جميع المحافظات المنتفضة الاستعداد من الآن للتصعيد المنطقي لوقف نزيف الدم في الناصرية الحبيبة".

 

المساهمون