قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس اليوم الاثنين إن وسطاء يأملون في ظهور "ملامح" سبيل للخروج من الأزمة في السودان خلال الأيام القادمة.
وأطاح الفريق أول عبد الفتاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل نحو أسبوع وألقى القبض على سياسيين بارزين.
وقال بيرتيس للصحافيين في نيويورك عبر الاتصال بالفيديو من السودان إن حمدوك لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته، مضيفا :"يجري عدد من الأطراف حالياً مساعي وساطة متعددة في الخرطوم... نحن ندعم اثنين من تلك المساعي، ونقترح مبادرات وأفكاراً وننسق مع بعض الوسطاء".
وتابع "يجري طرح حزم أكبر (من الإجراءات) للتفاوض وهم يأملون في إمكانية ظهور ملامح إحداها... في غضون اليومين القادمين". وأضاف "هناك شعور عام بأنه ينبغي العثور على مخرج".
وذكر بيرتيس أنه لا يستطيع الحديث عن مطالب أو شروط أو مواقف حمدوك والبرهان، بينما يتنقل الوسطاء بين الاثنين.
وقال سياسيون يشاركون في جهود الوساطة إن الحل الوسط الرئيسي المطروح للنقاش هو اقتراح بمنح حمدوك سلطات تنفيذية كاملة وتعيين حكومة تكنوقراط.
وأكد أن رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، بحالة جيدة إلا أنه ما زال تحت الإقامة الجبرية وليس حراً. وطالب السلطات العسكرية بإنهاء إقامته الجبرية، مشيراً إلى أن حمدوك لا يستطيع التحرك والاتصال بمن يريد على الرغم من اجتماعه بعدد من المسؤولين الدوليين بمن فيهم بيرتيس.
وحول ماهية الخطوات الفعلية التي يرى أنه من الضروري اتخاذها للخروج من الأزمة الحالية، قال بيرتيس لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك إن "هناك عدد من الأمور من بينها استعادة النظام الدستوري ووضع خارطة طريق لتحديد كيفية التعامل مع الأمور الجوهرية، التي كانت هناك خلافات حولها قبل الأحداث الأخيرة".
وأوضح بيرتيس أن تبني مجلس الأمن الدولي لبيان صحافي حول السودان الأسبوع الماضي كان خطوة مفيدة لدعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة على الأرض، مشيراً إلى أن مجلس الأمن أظهر أنه ليس منقسماً بخصوص سيطرة العسكر وضرورة العودة إلى النظام الدستوري.
من جهة أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية وغربية في القاهرة عن اتصالات تجريها المخابرات العامة برئاسة اللواء عباس كامل، في الخرطوم على مدار الساعة، لمناقشة تطورات الأوضاع مع رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان، وعضو المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقيادات عسكرية أخرى، بهدف تقريب وجهات النظر بينهم جميعاً، وتجاوز الخلافات المحتدمة حالياً، حول طريقة التصرف مع عاصفة الغضب الشعبي المتواصلة في شوارع المدن السودانية، للمطالبة بعودة الحكومة المدنية والالتزام بالوثيقة الدستورية التي تم تجميد العمل ببنودها التي تتحدث عن الشراكة مع قوى الحرية والتغيير.
وذكرت المصادر، في أحاديث خاصة لـ"العربي الجديد"، أن هناك خلافات عديدة بين البرهان وحميدتي، وأخرى بينهما كفريق ضد عدد من القيادات الأخرى، بما يصعب معه تصنيف المجلس العسكري إلى فريقين أو حتى ثلاثة.
وقد كشفت الاتصالات الأخيرة، بحسب المصادر، وجود آراء عديدة تجاه القرارات الانقلابية الأخيرة؛ بداية من حل الحكومة ومجلس السيادة، وصولاً إلى قرار إعفاء النائب العام، مبارك محمود، أول من أمس الأحد، إلى حد مطالبة بعض القيادات القاهرة بإرسال وفد مخابراتي عالي المستوى من مكتب عباس كامل، كطرف يحظى بثقة معظم أعضاء المجلس، لتقريب وجهات النظر، كما حدث من قبل خلال العام الماضي.