مبادرة مصيرها الفشل

06 نوفمبر 2021
كامل وبينت في القدس في أغسطس الماضي (كوبي جدعون/الأناضول)
+ الخط -

بصراحة ورحابة صدر، تحدث رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، مع الصحافييْن الإسرائيليين، نداف أيال وبراك رافيد، عن الخطة المصرية لتحقيق تهدئة في غزة، وتقديم تسهيلات للقطاع، فضلاً عن صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس". وقد بث الصحافيان الإسرائيليان في نقلهما للتصريحات، أجواءً من الانفتاح المصري على الحكومة الحالية في دولة الاحتلال، ونقلا عن كامل وصفه اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بأنه "كان جيداً بشكل استثنائي".

لكن هذه الصراحة والأريحية التي أبداها المسؤول المصري مع الصحافيين الإسرائيليين، بما فيها من إعلان إدراكه، وطبعاً النظام في مصر، لمواقف بينت السياسية، تخالف الواقع الذي يشي بأن الآمال التي يعقدها النظام المصري على حكومة الاحتلال بقيادة بينت، ستخيب بسرعة، ولن تحقق ما هو مرجو منها، حتى وإن كان ذلك لا يشمل رفع الحصار عن قطاع غزة، والاكتفاء بتسهيلات، مقابل أي تحرك ولو على مستوى منخفض بين إسرائيل والفلسطينيين، كبداية للتقدم نحو مستويات أعلى.

الحكومة الإسرائيلية الحالية، على الرغم مما قاله كامل بأنها تشمل مركبات مختلفة ذات توجهات مختلفة، في إشارة لحزبي العمل و"ميرتس" اليساري، لن تقدم للنظام المصري، على الرغم من كونه الأكثر تحالفاً استراتيجياً مع دولة الاحتلال، "هدايا" سياسية تمس صلب الإجماع الصهيوني، ولا حتى ما هو دون ذلك. إذ إنها تعلم أن النظام المصري لا يملك من مقومات القوة السياسية، ما يمكّنه من الضغط عليها، خلافاً لما تملكه هي في مواجهته، خصوصاً أن إسرائيل كانت صاحبة فضل في الضغط على الإدارة الأميركية ودول أوروبية للاعتراف بانقلاب السيسي على الرئيس المصري المنتخب ديمقراطياً الراحل محمد مرسي.

الخطة المصرية التي كشف خطوطها العريضة رئيس المخابرات المصرية، لصحافيين إسرائيليين، لن تلقى لدى إسرائيل آذاناً صاغية، وإن كان من المحتمل أن تتلقفها حكومة بينت في المرحلة الحالية، باعتبارها خطة ترويج ومديح لأكثر حكومات إسرائيل تطرفاً، وكوسيلة ليس أكثر، لتكثيف جهود ومشروع التطبيع ليطاول دولاً عربية أخرى، بحيث تخرج إسرائيل كالمستفيد الأول والأخير منها.

لن يكون مصير الخطة المصرية و"الصفقة" التي سيحملها معه كامل عند زيارته لإسرائيل هذا الشهر، مخالفاً لمصير خطط كثيرة سابقة لها، ما دامت لا تملك ما يرفدها من وسائل وأدوات ضغط لإرغام دولة الاحتلال على القبول بها.