أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الثلاثاء، إجراء وزيرها فؤاد حسين مباحثات في تركيا مع نظيره هاكان فيدان، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، وأهمها التعاون الأمني والاستخباري.
وذكرت الوزارة، في بيان مقتضب، أن الوزيرين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل توطيد التعاون المتبادل على مختلف المستويات والصعد، مع تأكيدهما على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية، وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في بيان سابق، بأن "المباحثات العراقية التركية تهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة بالشكل الذي يؤمن المصالح المشتركة للبلدين الجارين، لا سيما أن العراق بصدد الدخول في حوارات بناءة من شأنها أن تشكل منعطفا جديدا في العلاقات بين البلدين".
وبحسب مصادر مطلعة على منهاج زيارة فؤاد حسين، فإن المباحثات في تركيا تركز على ثلاث ملفات شائكة، وهي جزء من المفاوضات المستمرة بين العراق وتركيا، أبرزها الجانب الأمني، وما يتعلق بالعمليات العسكرية التركية ضد مسلحي "حزب العمال الكردستاني" وقصفه للمناطق الحدودية، والحصص المائية للعراق القادمة من تركيا، وكذلك استئناف تصدير نفط إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى جوانب اقتصادية في التجارة بين البلدين.
وأضافت مصادر "العربي الجديد"، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن العراق متعاون مع تركيا في مسائل عديدة، من بينها عدم تأثر الجانب الاقتصادي والتجاري بين البلدين، لكن الوفد العراقي يسعى للضغط على تركيا في ملفات، من بينها إبعاد الضربات الجوية والعمليات العسكرية ضد "العمال الكردستاني" عن مناطق تواجد المدنيين، وكذلك الوصول إلى تفاهم بشأن تقاسم الضرر المائي.
وفي أغسطس/ آب الماضي، زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان العاصمة بغداد، والتقى عدداً من المسؤولين، وبحث قضية المياه واستئناف صادرات النفط من كردستان العراق إلى تركيا، إضافة الى وجود "حزب العمال الكردستاني" في العراق.
وخلال لقاء فيدان مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أعرب الأول عن تطلع بلاده لاعتراف العراق رسمياً بـ"حزب العمال الكردستاني" كتنظيم إرهابي. وقال في مؤتمر صحافي إنه "بموجب مبدأ الصداقة والأخوة (مع العراق)، ننتظر أن يعترفوا رسمياً بـ(بي كي كي) كتنظيم إرهابي. وعلينا ألّا نسمح لتنظيم (بي كي كي) الإرهابي الذي يُعد العدو المشترك لتركيا والعراق بتسميم علاقات البلدين، ولا يمكننا أن نبقى غير مبالين إزاء تحدي هذا التنظيم للسيادة العراقية".
تعليقا على الزيارة، قال عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني (الحاكم في إقليم كردستان العراق) وفاء محمد كريم، إن "العراق يحاول التوصل إلى تفاهم واتفاقات جديدة بشأن تثبيت استقرار الوضع الأمني في مناطق شمال العراق، وعدم تأثر المدنيين بالعمليات العسكرية التركية ضد مسلحي العمال، بالإضافة إلى التوصل إلى حل لمشكلة المياه مع العراق".
وأضاف كريم، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "العراق وإقليم كردستان لديه مصالح كثيرة مع تركيا، وهي بحاجة إلى تأكيد واستمرار، وتحديداً في مجالات تصدير النفط إلى ميناء جيهان التركي"، مؤكداً أن "رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يدعم استمرار المفاوضات الجديدة مع تركيا، وهو يسعى إلى منع تهديد أمن إقليم كردستان بسبب مسلحي العمال".
وتسبب وجود عناصر "حزب العمال الكردستاني" في الأراضي العراقية في العديد من الأزمات السياسية بين البلدين، كان آخرها العام الماضي عندما اتهمت بغداد القوات التركية بقصف منتجع سياحي في دهوك والتسبب بقتل عدد من المواطنين وهو ما نفته أنقرة.
وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات كاملة بين حكومة بغداد ونظيرتها التركية بشأن إنهاء وجود مسلحي "الكردستاني" في العراق بعدة عوامل ميدانية عسكرية؛ أبرزها وجوده في مناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان العراق، إلى جانب الدعم الذي يتلقاه مسلحو "الكردستاني" من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خاصة في مناطق سنجار غربي نينوى.