بحث وزيرا الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، والإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، في حكومة النظام السوري مع وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق جابرو، بحضور وفدين ممثلين عن البلدين في العاصمة السورية دمشق، الخميس، طرق تسهيل العودة الطوعية للعراقيين المتواجدين ضمن الأراضي السورية، والسوريين الموجودين في العراق، وتبسيط جميع الإجراءات المتعلقة بهذه المسألة، وسبل التعاون وتعزيز العلاقة المشتركة بين الطرفين، وجاء ذلك بعد يوم من وصول جابرو إلى دمشق لبحث أوضاع اللاجئين العراقيين، المتواجدين على الأراضي السورية، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام.
وأشار وزير خارجية النظام إلى أن سورية ترحب بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مؤكداً عزم دمشق على اتخاذ كافة الإجراءات والتسهيلات التي تساعد في تهيئة الظروف التي تضمن عودة طوعية وآمنة وظروفاً معيشية جيدة للعائدين، متهماً بعض الدول الغربية بالتعامل مع هذا الملف بشكلٍ مسيس، واستمرار تلك الدول بفرض الإجراءات القسرية التي وصفها بـ "أُحادية الجانب"، وعدم تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلدهم تحت ذرائع باطلة، مشدداً على أهمية التعاون بين دمشق وبغداد في كافة المجالات.
وأبدت وزيرة الهجرة العراقية، استعداد العراق للتعاون مع الحكومة السورية في سبيل تسهيل العودة الطوعية للعراقيين المتواجدين داخل الأراضي السورية، والسوريين الموجودين في العراق، وتبسيط جميع الإجراءات المتعلقة بهذا الملف، وتطوير العلاقات بين الجانبين سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي.
وشدد الجانبان على القيام بكل الجهود التي تشجع اللاجئين على العودة إلى بلدهم، واستمرار التواصل لإزالة أي عراقيل مصطنعة أمام العودة الآمنة والطوعية لهؤلاء النازحين.
وفي لقاء آخر، أوضح وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، لوزيرة الهجرة والمهجرين العراقية أن دمشق حريصة على تأمين جميع متطلبات المواطنين العراقيين الذين يعيشون في سورية، والحفاظ على أمنهم وأمانهم وتسهيل عودتهم إلى العراق في حال رغبوا بذلك، وأشار إلى أن "الحكومة السورية" اتخذت الكثير من الإجراءات لتسهّل عودة السوريين القاطنين في العراق إلى بلدهم سورية، وتبسيط إجراءات دخولهم دون أي عرقلة وأمنت سبل عيش كريمة لهم، فيما شددت جابرو على ضرورة تعميق التعاون بين الوزارتين وفتح آفاق جديدة للعمل وتسهيل عملية العودة الطوعية للعراقيين الموجودين في سورية، وللسوريين الموجودين في العراق.
ولا يزال النظام السوري والحكومة العراقية، يسعيان لإظهار أن الوضع في البلدين بات مستقراً، من خلال استخدام ملف عودة اللاجئين، بُغية البدء بمرحلة إعادة الإعمار، لا سيما بالنسبة للنظام السوري الذي يحاول استخدام ورقة عودة اللاجئين للاستفادة من الأموال المقدمة لهم، وعلى الرغم من المقاطعة العربية والدولية للنظام السوري، إلا أن العراق لم يقطع علاقته بالنظام على مختلف الأصعدة، بحكم تحالف الجانبين مع إيران الداعمة لكليهما بهدف المصالح المشتركة، وبسط النفوذ الإيراني على الأرض داخل البلدين.
ورفضت وزارة خارجية النظام، الخميس، مؤتمر بروكسل "الخامس" للمانحين، واعتبرته غير مشروع، بسبب عدم دعوة "الحكومة السورية" إلى المؤتمر، وأعربت الوزارة عن استهجانها لهذا الموضوع، في رسالة وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إلى الأمم المتحدة، وترأس حالياً جلسات مجلس الأمن بحكم رئاسة بلادها الدورية للمجلس.