مباحثات أردنية تركية حول الأوضاع في سورية

06 يناير 2025
الصفدي وفيدان خلال المؤتمر الصحافي المشترك في أنقرة، 6 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التعاون الاستراتيجي الأردني التركي: بحثت القيادات في أنقرة سبل دعم سوريا لإعادة البناء، مع التركيز على أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة مثل إعادة الإعمار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.

- قضايا اللاجئين ومكافحة الإرهاب: شدد الجانبان على ضرورة التنسيق في قضية اللاجئين السوريين وتهيئة الظروف لعودتهم الطوعية، بالإضافة إلى مواجهة خطر تنظيم داعش كمهمة مشتركة.

- المساعدات الإنسانية: أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية قافلة مساعدات إلى سوريا، مما يعكس التزام الأردن بتقديم الدعم العملي والسياسي للشعب السوري.

بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة الأردنية، اللواء أحمد حسني، اليوم الاثنين في أنقرة، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان‬، ووزير الدفاع التركي، يشار غولر، ورئيس وكالة الاستخبارات الوطنية التركية، إبراهيم قالن، الأوضاع في سورية ودعم الشعب السوري في إعادة بناء وطنه على الأسس التي تحفظ وحدته وتماسكه واستقلاله وسيادته وتخلصه من الإرهاب وتلبي طموحات شعبه. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، أجرى الصفدي والحنيطي وحسني محادثات منفصلة مع نظرائهم تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال الصفدي إن اللقاء اليوم يعكس حرص الأردن وتركيا المشترك على زيادة وتيرة التنسيق والتعاون بينهما في هذه الفترة التي تواجه بها المنطقة تحديات كبيرة كتحدي إعادة الإعمار وإعادة بناء الوطن الحر المستقل في سورية، وتحدي إنهاء العدوان الإسرائيلي الذي ما يزال يتفاقم على غزة في ظل غياب آفاق إنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق وتلبية حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني.

وأضاف الصفدي: "لقاؤنا جاء في إطار آلية التنسيق الاستراتيجي التي تضم الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات لننسق معاً كيفية مقاربة هذه التحديات بما يخدم مصالحنا وبما يخدم مصالح أشقائنا وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". وشدد الصفدي على أن أمن سورية واستقرارها هو أمن واستقرار للأردن وتركيا، والفوضى في سورية هي تهديد لأمنهما المشترك، مضيفاً "رسالتنا واحدة وواضحة، ندعم الشعب السوري وخياراته وإرادته".

وتابع الصفدي: "الظروف الحالية تفرض علينا بصفتنا دولتين جارتين لسورية أن ننسق بشكل أكبر تجاه سورية، وهنالك قضية اللاجئين التي نشترك فيها، فنحن في المملكة نستضيف 1,3 مليون شقيق سوري 90% منهم خارج المخيمات، ونحن مستمرون في دعمهم إلى حين تبلور الظروف التي تسمح بعودتهم الطوعية الكريمة إلى سورية لأن حل قضية اللاجئين هو في عودة اللاجئين إلى وطنهم. وحتى يعود اللاجئون إلى وطنهم، لا بد من أن تهيأ الظروف للعودة، ومن هنا أيضاً يأتي حرصنا أن نساعد الإدارة الجديدة في سورية على تلبية احتياجات مواطنيها ببناء الوطن المستقر الذي يمثل كل مواطنيه حتى تتهيأ فرص عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم".

وجدد الصفدي تأكيد رفض الأردن وتركيا لأي عدوان على أرض سورية واستقلالها وسيادتها، مشدداً على تطابق مواقف البلدين في رفض العدوان الإسرائيلي الجديد على الأرض السورية واحتلال أرض سورية جديدة، باعتباره تصعيداً خطيراً لا مبرر له، وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، ولسيادة سورية.

كما أكد الصفدي دعم الأردن لتركيا في مواجهة أي تحدٍّ لأمنها واستقرارها، ورفض أي تهديد من حزب العمال الكردستاني لتركيا، مشيراً إلى أنه سيكون هنالك اجتماعات قطاعية بين الوزارات والدوائر المعنية بين الأردن وتركيا لتنسيق الجهود في تقديم الدعم الفني والعملي لأشقائنا في سورية.

وتابع: "دعمنا لسورية ليس فقط سياسياً، دعمنا عمليّ أيضاً، هنالك اتصالات مع الإدارة الجديدة، وسأستقبل وزير الخارجية ووزير الدفاع في الإدارة الجديدة، ومدير المخابرات سيلتقي بزميله أيضاً في المملكة، للحديث بوضوح وعملانية حول كيفية دعم سورية وإسنادها و تقديم كل ما نستطيعه للشعب السوري الشقيق في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه".

وأشار إلى أن تنظيم داعش منظمة إرهابية وهي خطر على المنطقة، وقال: "التصدي لهذا الخطر هو مسؤولية مشتركة، ونحن متفقون بالمطلق ليس فقط في الأردن وتركيا ولكن مع كل أشقائنا في المنطقة ومع المجتمع الدولي بأننا مستمرون في التصدي لداعش وما يمثله من خطر علينا جميعاً ونراقب وجوده في سورية، ونلحظ أن ثمة محاولات من داعش لإعادة بناء قدراته، ونحن كلنا يقظون من ذلك، وكلنا ننسق من أجل التصدي لهذا الخطر، ولن نسمح لداعش بأن تكون مصدر خطر سواء علينا أو على تركيا".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن تركيا كانت على تنسيق مع الأردن والشركاء في المنطقة اعتباراً من اليوم الأول من سقوط نظام الأسد حول أهمية الاستقرار الدائم في سورية، خاصة في ما يتعلق بالإدارة الجديدة وتقديم الدعم لها، مؤكداً تطابق المواقف بين الأردن وتركيا بضرورة أن تكون هناك حكومة شاملة في سورية تضمن الاستقرار الأساسي فيها.

من جهة أخرى، أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، اليوم الاثنين، قافلة مساعدات إلى سورية تحتوي مواد إغاثية وغذائية وصحية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية بدعم الأشقاء السوريين والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. وقالت الهيئة إن القافلة التي سُلمت للهلال الأحمر السوري في مركز حدود جابر تأتي ضمن سلسلة من قوافل المساعدات التي سيرسلها الأردن إلى مختلف المناطق السورية. وأوضحت أن حمولة القافلة تبلغ نحو 300 طن من المساعدات الغذائية والإغاثية.