ما يُعلنه الإسرائيليون عن نطاق الاجتياح البرّي في لبنان وزمنه

01 أكتوبر 2024
دورية لجنود إسرائيليين قرب حدود لبنان، 25 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

قلق أميركي من أن ما يبدأ كعملية محدودة قد ينزلق إلى ما هو أوسع

مسؤول إسرائيلي: لا نستهدف احتلال جنوب لبنان ولكن تدمير حزب الله

خيار عملية أوسع تستهدف بيروت ليس مطروحاً على الطاولة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، بدء شنّ "عملية برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف" في جنوب لبنان ضد أهداف تابعة لحزب الله، ضارباً عرض الحائط بالمساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، والتحذيرات العربية والدولية من مخاطر الشروع بهذه العملية، فيما نفى حزب الله اللبناني هذه المزاعم، في وقت تبقى فيه السيناريوهات حول توقيت هذا الهجوم ونطاقه غير معروفة.

وفيما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن اشتباكات مع عناصر من حزب الله وقعت على الحدود، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه "لم ترد تقارير حتى الآن عن اشتباكات مع قوات حزب الله ضمن العملية البرية، لافتاً إلى أن العملية البرية الإسرائيلية محدودة، وخيار عملية أوسع تستهدف بيروت ليس مطروحاً على الطاولة". وأوضح المسؤول أن "القوات المشاركة هي من النوع الذي يقوم بالعمليات المحدودة".

هاغاري يزعم تفكيك أنفاق لحزب الله

من جهته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري أن العملية البرية هي "استكمال لتغيير الواقع الأمني على الحدود الشمالية"، مضيفاً أن جيش الاحتلال نفذ عشرات العمليات في الأراضي اللبنانية منذ بداية الحرب كان الهدف منها تحييد قدرات حزب الله بالقرب من الحدود.

وزعم هاغاري أن جيشه دمر العديد من أنفاق حزب الله في عمليات برية وجوية في قرى جنوب لبنان، وأوضح أن "لدى إسرائيل برنامج محدد بشأن الوضع الأمني في الحدود الشمالية وسنعمل على تنفيذه من الجو والبر والبحر". وقال رداً على سؤال بشأن المدة التي سيستغرقها التوغل البري في لبنان: "لن نكشف للعدو كم من الوقت نحتاج". 

مزاعم إسرائيلية بشأن "محدودية" العملية البرية

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن العملية البرية "لا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان ولكن إلى تدمير مواقع حزب الله وأنفاقه ومنصات الإطلاق والبنية التحتية العسكرية الأخرى في القرى القريبة من الحدود".

وقال المسؤول إن العملية البرية بدأت بمنطقة محدودة في الجزء الشرقي من الحدود وستستمر تدريجياً إلى أقسام أخرى. مضيفاً أن "الفكرة هي إنشاء (محيط أمني) على الجانب اللبناني من الحدود لن يتمكن من دخوله سوى الجيش اللبناني أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)". وأضاف المسؤول: "ليس لدينا نية للغرق في الوحل اللبناني. سندخل ونخرج في النهاية. هذه عملية تكتيكية محدودة في الوقت والنطاق".

عمليات "سرية" داخل لبنان

من جانبه، قال قائد وحدة إيغوز في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال حديثه للجنود في الفرقة 98، بينهم جنود من قوات الكوماندوز والمظليين، وقوات مدرعة من اللواء 7، لحظة استعدادهم لبدء الاجتياح البري للبنان، الليلة الماضية، إن جيش الاحتلال كان قد نفّذ عمليات كوماندوز سرية داخل الأراضي اللبنانية في الآونة الأخيرة.

وأضاف، مخاطباً جنود الاحتلال، بحسب ما نقلت وكالة رويترز: "شرف كبير أن نكتب التاريخ، وأن نفعل هنا في الشمال ما فعلناه في غزة. لقد بدأنا بعمليات سرية، واليوم ندخل في مناورة أكبر وسنعيد سكان الشمال بأمان إلى منازلهم. هذه مسألة جوهرية، لأنه منذ 2006 لم نناور في لبنان. أنا أثق بكم، وأنا فخور بكم، وفخور بالقتال مع هذه الوحدة وقيادتها، وأعتقد أننا نواصل كتابة التاريخ بهذه الطريقة".

قلق أميركي من العملية الإسرائيلية

من جانب أخر، أكد مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس الأميركي، أن البيت الأبيض والبنتاغون أدركا أن نفوذهما على عملية صنع القرار الإسرائيلي في ما يتصل بالحرب في لبنان "محدود". وقال مسؤول أميركي: "لقد فهمنا أن هذا يحدث، لكننا في مكان آمن مع القرار الإسرائيلي والخطة".

فيما نقل الموقع الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم أوضحوا للبيت الأبيض والبنتاغون أنهم لا يخططون لغزو كبير، لكن البيت الأبيض أبلغ الإسرائيليين أنه "قلق من أن ما يبدأ كعملية محدودة زمنياً وجغرافياً سوف ينزلق في نهاية المطاف إلى شيء أكبر وأطول أمداً".

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: "بالطبع، نحن نعلم أن التوسع في المهمة قد يكون محفوفاً بالمخاطر وسوف نستمر في مناقشة ذلك مع الإسرائيليين". وأوضح أحد المسؤولين الأميركيين أن "الشعور داخل الإدارة هو مزيج من القلق والفضول".

مع هذا، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان، أنه أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن بشأن العمليات البريّة التي أعلن عنها جيش الاحتلال في جنوب لبنان. وأفاد البيان بأن "الوزير ناقش العمليات المحددة الأهداف والمواقع التي أطلقها جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الليل ضد أهداف لحزب الله في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان".

المساهمون